عدّت الأوساط والمحافل السياسية الرسمية وغير الرسمية العراقية التفجيرات الإرهابية الاخيرة التي طالت أماكن عبادة في باكستان، دليلا اخر على بشاعة الفكر الإرهابي التكفيري، الذي لايؤمن سوى بسفك الدماء وإزهاق الأرواح البريئة، داعية الى مواقف واجراءات دولية عملية وحازمة لردع التنظيمات والجماعات الارهابية واستئصال جذروها والقضاء عليها بالكامل.
وفي الوقت الذي أدانت وزارة الخارجيَّة العراقيَّة التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا يوم امس الجمعة في باكستان، أعربت في بيان لها بهذا الشأن عن تعازيها ومواساتها لأسر الضحايا، وتضامنها مع حكومة باكستان بوجه كل محاولات العبث بأمنها واستقرارها، والتي تقوم بها الجماعات الإرهابيّة والتكفيريّة المتطرف”.
وقالت الوزارة في بيانها إن استهداف المصلين الأبرياء في المساجد دليلٌ واضحٌ على بشاعة الفكر الذي تحمله هذه الجماعات الإرهابيَّة المتطرفة، مما يتطلب المزيد من التعاون والتنسيق لمواجهة ما يهدد الأمن الجماعيّ للدول”.
من جانبه، قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيخ همام حمودي في بيان له، “نعزي حكومة وشعب باكستان بضحايا الهجوم الارهابي الذي استهدف تجمعا للمسلمين المحتفلين بالمولد النبوي وأودى بارواح عشرات المؤمنين، سائلين الله ان يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل.. وندين بشدة هذا العمل الارهابي الذي يستهدف الإسلام وإستقرار باكستان وسلمها الاهلي، ونؤكد ان الارهاب نتاج فكر متطرف يستوجب تضافر الجهود الدولية لتجفيف مستنقعاته، ومصادر تمويله، ومحاسبة داعميه.. آملين في الوقت نفسه من حكومة باكستان ردع الجماعات الارهابية بإجراءات لمنع تكرار هذه الهجمات”.
من ناحيته، أشار رئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم الى أنه “في الوقت الذي ندين فيه بشدة مثل هذه الاعتداءات الإجرامية التي تستهدف المواطنين العزل، نجدّد دعوتنا للمجتمع الدولي، لاسيما الدول المتضررة من الإرهاب لمزيد من التعاون للقضاء عليه وتجفيف منابعه”.
تجدر الإشارة الى أن التفجير الأول استهدف احتفالًا بمناسبة المولد النبوي الشريف قرب مسجد في بلدة مستونغ بإقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان، بينما استهدف التفجير الثاني مسجدًا في منطقة هنغو جنوب مدينة بيشاور شمال غرب البلاد، أثناء صلاة الجمعة.
وتسبّب التفجيران الإرهابيان بمصرع أكثر من خمسين شخصًا وإصابة العشرات، علمًا اأنه خلال العام الماضي والعام الذي سبقه، تعرضت عدة مساجد في مدن باكستانية مختلفة لتفجيرات إرهابية راح ضحيتها عشرات المواطنين، وغالبًا ما كان تنظيم داعش الإرهابي التكفيري يتبنّى تنفيذ تلك التفجيرات، حيث أنه من المعروف أن تنظيمات وجماعات إرهابية عديدة تنشط في باكستان منذ عدة عقود.