نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن جهات في قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، تقديرها بأنّ حزب الله ليس معنيًا بالدخول في حرب مع “إسرائيل” ولذلك يمكن تفاديها.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ “رؤساء البلديات والسلطات هم الذين طلبوا من الجيش الإسرائيلي وقف سياسات إبعاد الحرب والعمل لحسم التهديد وإبعاده”، أي فتح معركة والقضاء على حزب الله.
وبحسب “يديعوت”، قال رئيس بلدية كريات شمونة أفيخاي شطرن: “نحن نواجه تهديدًا وجوديًا على “اسرائيل”، وتابع: “الردّ الضعيف ضد الأعداء الذين يرغبون بتدميرها من الجنوب ومن الشمال مدلولاته نهاية دولة اليهود.. هذه فرصة للحسم، ونحن هنا في الجبهة الداخلية أقوياء ومستعدون، ونعطي الدعم الكامل للجيش الإسرائيلي للانشغال بجبهة القتال”، على حدّ تعبيره.
بدوره، حثّ رئيس المجلس الإقليمي الجليل الأعلى غيورا زلتس، في الأيام الأخيرة، سكان المنطقة على التوجّه إلى أماكن أكثر أمنًا، وأضاف :”نحو 80 % من سكان المجلس غادروا منازلهم”.
وأضاف زلتس: “لدينا فرصة لخلق واقع جديد يتمكّن فيه كل سكان “إسرائيل” من العيش بأمن من دون أيّ تهديد..”نحن مستعدون وجاهزون مع مجموعات جهوزية. في هذه المرحلة معظم هذه المجموعات أنهت استعداداتها بالسلاح. مع ذلك، عندما تقع حادثة- الجيش سيعمل خلف الحدود. وأيضًا في هذه الحال، الأشخاص الأساسيون الذين يحمون المستوطنات هم سكان المستوطنة نفسها. الجيش لا يعرف المستوطنة أفضل منهم، لذلك من المهم كثيرًا أن يكون هناك أشخاص مُجهزون”.
من ناحيتها، اقترحت “كيبوتسات المجالس الإقليمية” على سكانها خيارات السكن في “كيبوتسات” بعيد. ولفتت “يديعوت” الى أنّ مستوطني شلومي وكريات شمونة كانوا بحاجة لإيجاد مأوى آمن، وأضافت: “سنوات من الصراع من أجل تحصين الشمال لم تؤتِ ثمارها، والسكان وجدوا أنفسهم غير محصّنين”.
وقال رئيس بلدية كريات شمونة أفيخاي شطرن: “في كريات شمونة يرون أنّ هناك مستوطنات مجاورة يُبعد سكانها، ويتساءلون لماذا لم يخلونا؟.. نشعر بأنّنا متروكون. يجب على “الدولة” خلق تجانس. لديّ عدد كبير من السكان غير المحميين، وإذا لم تكن “الدولة” قادرة على توفير حماية- فلتخرجهم من هنا”.
رئيس مجلس شلومي غابي نعمان قال من جهته إنّ: “ما يحدث هنا هو مزحة كبيرة. يوجد ألف عائلة من دون حماية، هذه فوضى عارمة وإخفاق كبير”.
ووفقًا لـ”يديعوت”، عشرات المستوطنات على طول الحدود مع لبنان، من هار دوف (مزارع شبعا) وحتى رأس الناقورة، تبدو مثل مستوطنات أشباح. لم يبقَ سوى عدد قليل جدًا من السكان، واُستبدل الذين غادروا بقوات عسكرية. أعضاء مجموعات الجهوزية في المستوطنات يحرسون المداخل، ويمنعون بتوجيه من الجيش دخول مواطنين من غير السكان المقيمين.
وتحدّثت “يديعوت” عن أنّ رئيس ما يُسمّى بـ”منتدى مستوطنات خط المواجهة على الحدود الشمالية” موشيه دافيدوفيتش يدير مساعي الإخلاء من غرفة الوضع الواقعة في مبنى المجلس الإقليمي ماتيه إشر عند مفترق “رغفا”.
وأفاد دافيدوفيتش أنّ: “ضباط الجيش طلبوا منه إعطاء توجيهات بإخلاء السكان، لكنهم ليسوا مُستعدّين لتحمّل مسؤولية تداعيات هذا الطلب وتفعيل الخطة القومية لنقل السكان إلى فنادق ودور ضيافة محصّنة، بسبب الكلفة المالية المرتبطة بذلك”.
ونبّه دافيدوفيتش إلى: “ضرورة وجود في المنطقة لأيّ سلاح طويل واحد لدى مجموعات الجهوزية التابعة لمستوطنات ماتيه إشر والمجالس المتاخمة”. وبيّنت “يديعوت” أن رؤساء المجالس الإقليمية على الحدود اللبنانية قلقون أيضًا بسبب النقص الكبير في الأسلحة لحمايتهم.
كذلك قال رئيس المجلس الإقليمي مفوئوت حرمون بني بن موفحار: “بالفعل؛ كانت هناك فوضى كبيرة في المستوطنات حول موضوع السلاح، خاصة في مستوطنات خلفية. في مستوطنات خط المواجهة حصلنا على حصة إضافية، وما تزال غير كافية؛ لكن بالتأكيد توفر الحماية لمجموعات الجهوزية المدربة لساعة الحقيقة”.