أجرت مجلة “بوليتيكو” politico مقابلة مع المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية بول جوش Josh Paul والذي استقال من منصبه على خلفية مقاربة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الداعمة للكيان في أعقاب عملية “طوفان الأقصى”.
ونقلت المجلة عن بول بأن الدعم لـ”إسرائيل” لم يسبقه اجراء المناقشات، والتي عادة ما تجري عند اتخاذ قرارات حول ارسال السلاح، حيث أشار إلى أن المناقشات في مثل هذه الحالات تكون مكثفة وتستغرق أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات في بعض الأحيان. إلا أنه وبحسب ما نقلت المجلة عن المسؤول السابق الذي عمل في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية في الخارجية الأميركية، فإنه لم يُفتح المجال لإجراء مثل هذه المناقشات قبيل قرار تزويد كيان العدو بالدعم.
كما نقلت المجلة عن بول بأنه حاول عدة مرات فتح المناقشات، لكن دون جدوى، حيث جرى المضي تلقائيًا بتقديم الدعم لكيان الإحتلال، كاشفًا بأنه حثّ مسؤولين كبار في الخارجية الأميركية على ضرورة البت في الموضوع ودراسة الأسباب التي منعت من نجاح مثل هذه المقاربة في السابق، والأساليب المختلفة التي يمكن اتباعها هذه المرة.
وأشارت المجلة الى أن بول اعتبر أنه بلاده لا تنظر أبدًا إلى الموضوع من زاوية التهديد للفلسطينيين الناتج عن التوغل “الإسرائيلي” في القرى الفلسطينية في الضفة الغربية والقصف للمنازل في غزة، وهدم البيوت في الضفة الغربية، معتبرًا أن واشنطن دائمًا ما تقارب الموضوع من منظار أحادي، وأن ذلك هو جزء من المشكلة.
وحسب المجلة، رأى المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة بايدن تعتمد المقاربة الملائمة سياسيًا، حيث لا تريد خوض معركة مع الجمهوريين وكذلك داخل الحزب الديمقراطي نفسه حول مدى دعم “إسرائيل”.
كذلك تحدث المسؤول السابق عن الإفلاس الفكري في مقاربة بلاده، فأشار إلى أن الالتزامات الأميركية الأمنية لـ”إسرائيل” من أجل “السلام”، انما ما لم تأت بالأمن او “السلام” بل أنها أدت إلى زعزعة الأمن وتقويض “السلام”.
كما لفت بول إلى “الجمود البيروقراطي”، بمعنى المضي تلقائيًا في المقاربة المعتادة بدعم “إسرائيل” دون البت في الموضوع.
ووفق المجلة، فإن المسؤول السابق اعتبر أنه لا يمكن القضاء على حركة حماس عبر الوسائل العسكرية، وبالتالي فيتوجب التوصل إلى حل سياسي الذي يصبح بعيد المنال من خلال اتباع النهج العسكري.
وأكد بول على ضرورة أن يفهم العالم التجارب اليومية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحث إدارة بايدن على الالتزام بالسياسات التي وضعتها هي نفسها. وأشار في هذا السياق إلى سياسة تصدير السلاح التقليدي التي وضعتها هذه الإدارة في شباط/فبراير الماضي، والتي تنص على حظر تصدير السلاح في حال كان من المرجح أن يستخدم من أجل انتهاك القانون الإنساني الدولي. ولفت في هذا السياق إلى أن هناك سجلًّا صهيونيًّا باستخدام السلاح في غزة خارج إطار المتفق عليه.
وعليه، أكد على ضرورة أن تلتزم إدارة بايدن بالمعايير التي تضعها هي نفسها كما تفعل مع بقية العالم.
وأوضح بول أن تشريد آلاف الفلسطينيين والعقاب الجماعي بحقهم وغير ذلك لن يحقق الأمن للكيان الغاصب، مشددًا على أن بلاده وكصديق لـ”تل أبيب” يجب أن تقول لها هذه الأمور صراحة.
هذا، ونقلت المجلة أيضًا عن المسؤول الأميركي السابق أن العديد من الموظفين في وزارة الخارجية الأميركية أكدوا له سرًا دعمهم وتفهمهم لموقفه، وأنهم يشعرون بالانزعاج من مقاربة بلادهم.