وجهت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحذيرًا شديد اللهجة إلى الكيان الصهيوني، ردًا على تهديد بعض قادته لها، مؤكدة أنّ ردّها على أي حماقة ضدها سيكون مدمرًا. ورأت أنّ مزاعم مشاركتها أو مشاركة حزب الله هي لتشويش الرأي العام، وإبعاد الانظار عن الدعم الأميركي المباشر للكيان الصهيوني وتسويغ جرائمه.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي عقده، اليوم الاثنين 09/10/2023، تعليقًا على عملية “طوفان الأقصى” في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووصف كنعاني التطورات الجارية على الساحة الفلسطينية بأنها “مهمة”، وقال: “ما نزال نشهد أنّ التيارات التي دعمت الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني تسعى الآن أيضًا إلى تغيير مكان الظالم والمظلوم”. وأضاف: “إنه من غير المقبول أن تستمر الحكومات الغربية، وخاصة النظام الأميركي وعدد معين من الحكومات الأوروبية، في استخدام الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني لوضع الظالم مكان المظلوم”. وتابع: “لحسن الحظ، نشهد دعمًا كبيرًا من الدول الإسلامية للمقاومة الفلسطينية، كما أن حجمًا كبيرًا من الرأي العام في العالم يؤيد مقاومة الشعب الفلسطيني”.
وبيّن كنعاني أن لإيران موقفًا واضحًا تجاه الشعب الفلسطيني، وقال: “لقد أعلنا موقفنا الرسمي بهذا الخصوص… منذ 75 عامًا ينتهك الكيان الصهيوني حقوق الشعب الفلسطيني وتقف الدول الغربية ضد هذا الشعب، بينما وردت في البيانات الصادرة عن عدد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية جرائم حكومة “إسرائيل” المتطرفة”.
وأوضح أن الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أعلنا موقفهما، وخلال الاتصال الهاتفي بين وزيرا خارجية الإيراني والعراقي، واُقترحَ عقد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي”، مؤكدا: “المسجد الأقصى والقدس الشريف مهمان للمسلمين في جميع أنحاء العالم”.
وتعليقًا على مزاعم مشاركة إيران في “طوفان الأقصى” نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية هذه المزاعم، مؤكدًا: أنّ: “الشعب الفلسطيني قادر على الدفاع عن نفسه ولديه العزم الكافي والقدرة الذاتية لاسترداد حقه ولقد أثبت ذلك”. وأكد أن مزاعم مشاركة إيران أو حزب الله في معركة “طوفان الأقصى”، لا تقلّل بأي حال من الأحوال من مسؤولية الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، عن مساعداتها للكيان الصهيوني ودعمها المباشر له. ورأى أنّ: “هذه المزاعم هي لتشويش الرأي العام، وتبرير أفعالهم اللاحقة، وإبعاد الانظار عن الدعم الأميركي المباشر للكيان الصهيوني وتبرير جرائمه”. وأوضح أن إرسال حاملة طائرات أميركية يؤشر على مشاركة أميركا في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وجرائم الكيان الصهيوني.
وردًا على تهديدات بعض المسؤولين الصهاينة باستهداف إيران، خاطب كنعاني قادة الكيان الصهيوني قائلاً: “إذا استطعتم فلتدافعوا عن أنفسكم أمام المقاومة الفلسطينية”، مؤكدا: “أنّ أي تصرف أحمق ضدنا سيكون الردّ عليه مدمراً”. وأكد أن مقاومة الشعب الفلسطيني لديها القدرة والإرادة اللازمة للدفاع عن نفسها وبذل الجهد لإحقاق حقوقها الضائعة، وتستطيع أن تفعل ذلك من خلال الاعتماد على قوتها الكامنة.
وشدّد كنعاني على أنّ: “مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني مشروعة، ولا يمكن استبدال مكان المحتلّ بالمظلوم، وعلى الدول الإسلامية أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن إيران لا تعترف بأي حق للكيان الصهيوني المحتلّ”. ورأى أنّ استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة والشعب الفلسطيني المظلوم هو عمل جنوني، وعلى مختلف الدول أن تمنع هذا العدوان، لافتًا إلى أنّ الكيان الصهيوني يعيش ظروفًا سيئة، وأن الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني في السنوات الأخيرة، لم له تضف شيئًا.