أقيم في قاعة مسجد الوفاء بطرابلس شمال لبنان مجلس عزاء بوفاة سماحة الدّاعية الإسلامي الكبير الشيخ تاج الدين حامد الهلالي -المفتي الأسبق لأوستراليا ونيوزلندا- والّذي وافته المنية في بلده الأمّ مصر، بعد أن أتمّ شعيرة العمرة في الأراضي المقدّسة.
وقد قصد القاعة لغرض العزاء علماء من طرابلس والمنية وعكار، وشخصيات رسميّة وحزبيّة وتربويّة، وحشد من محبّي الرّاحل وأصدقائه ومريديه.
الشيخ بلال شعبان أمين عام حركة التوحيد الإسلامي رثى الفقيد متحدّثاً عمّا قدّمه للإسلام والمسلمين، لافتاً إلى أنّ عقد مجلس عزاء للمفتي الهلالي رحمه الله في قلب طرابلس هو فعل وفاء للرّاحل الذي خدم طرابلس علماً ودعوةً، فكان له فضل الدّاعية الّذي أسهم في عودة التديّن والالتزام بتعاليم الدين إلى هذه المدينة، فضلاً عن عمله في مصر أو في أوستراليا ونيوزلندا، حيث كانت له بصمات خير ونشر للدين وللهدي النبوي.
وأضاف فضيلته “الدّاعية الهلالي قضى حياته في جهاد طويل وحياة ذاخرة في مسيرة كبيرة، وكان السّاعي لوحدة الأمّة بمختلف مكوّناتها، ولا ننسى دوره الرّائد إلى جانب كوكبة علمائيّة بثّت الصّحوة الإسلاميّة وانطلقت في تثقيف أجيال الأمّة منذ عقود، حيث كان للرّاحل أثر جليل وعمل دعويّ كبير في الشمال وفي لبنان عموماً إلى جانب إخوانه العلّامة الشّيخ سعيد شعبان والدّاعية الدكتور فتحي يكن والشيخ فيصل مولوي والدكتور عصمت مراد وأبو عربي خليل عكاوي، رحمهم الله تعالى جميعاً.
الشيخ عمار سعيد شعبان ألقى كلمة تأبين تحدّث فيها عن مناقبيّة الراحل الهلالي والتزامه وهمّه في الدعوة إلى الإسلام، وعن أثره في نهضة الدين والصحوة الإسلامية في فترة صعبة من تاريخ لبنان، معتبراً أنّه وبرحيل رجالات أمثال الدّاعية الهلالي تفقد الأمّة أعلامها وعلماءها والحديث النبوي يقول “موتُ العالِم ثُلمة في الإسلام لا يسدُّها شيء” ولقد كان الفقيد الكبير العالم العامل في الدّعوة الإسلاميّة منذ نعومة أظفاره، وقد عرفناه معتلياً المنابر في المساجد وكنّا أطفالاً في طرابلس، وتابعنا لعقود خلت أخباره وجهاده ودعوته في أقاصي الكرة الأرضية إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
بدوره الدكتور محمد حزوري رئيس تجمع حركة “أمان” ألقى كلمة في تأبين الراحل وعزاء محبّيه، مشدداً على أنّ المفتي الهلالي مثال يحتذى وقدوة في حمل العلم وتبليغه إلى المجتمع، فحيثما حلّ رحمه الله كان له التأثير الكبير والعمل الجاد الذي جعله منارة في تقديم الخطاب الإسلامي للإنسانيّة في حقبة زمنية كانت الحاجة كبيرة فيها لأمثاله، سائلاً الله تعالى الرحمة والمغفرة له، وأن يكون علمه الّذي نشره بين تلامذته نبراساً ونوراً في الدّنيا والآخرة.