تخشى المؤسسة الأمنية، في كيان العدوّ، عدم إمكان الحصول على ضمانات كافية من الإدارة الأميركية بشأن اتفاق التطبيع مع السعودية. وكما أصبح معروفًا أنّ المملكة تشترط في المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة تطوير برنامج نووي مدني حتى تُوافق على خطوة التطبيع بين الطرفيًن.
صحيفة “معاريف” نقلت عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية موقفها ممّا يجري خلف الكواليس حول صياغة اتفاق التطبيع بين “تل أبيب” والرياض خلال الأشهر المقبلة. وبحسب الصحيفة؛ أحد أسباب هذه الشكوك هو أنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية غير مُقتنعة بأن البرنامج النووي السعودي، والذي يشمل تخصيب اليورانيوم، سيبقى في المجال المدني فقط.
موقف المؤسسة الأمنية الاسرائيلية يحذّر من أن الإسراع في الانتهاء من تفاصيل الاتفاق من دون مشاركة كافية لها في الملف النووي، يمكن أن يكون له أثر مدمّر على أمن الكيان واستقرار المنطقة برمّتها. كذلك تُحذّر المؤسسة من أنّ الاتفاق يجب أن يشمل ضمانات للحفاظ على التفوق العسكري النسبي لـ”إسرائيل” في المنطقة، بما في ذلك الوعود الأمريكية في هذا الشأن، بالإضافة إلى تحليلٍ مُفصّل للعواقب التي قد تترتّب على بناء المفاعل على دول أخرى في المنطقة مثل مصر وتركيا.
وتقول “معاريف” إنّ المؤسسة الأمنية غير مُقتنعة بأنّ “إسرائيل” في “مكان آمن”، خاصة فيما يتعلّق بموضوع تخصيب اليورانيوم في السعودية وفي قضايا أخرى، فستكون هناك معارضة في المؤسسة لتوقيع هذا الاتفاق. وعلى الرغم من ذلك، تورد “معاريف” أنّ كيان العدوّ يعدّ اتفاقية التطبيع مع السعودية هدفًا استراتيجيًا وتاريخيًا مُهمًا غير مسبوق لها، لكنه في الوقت نفسه ينبّه من أنّ هناك شكوكًا كبيرة حول إمكان الحصول على ضمانات كافية من الأميركيين لأمن “إسرائيل”، وأن يبقى السلاح النووي السعودي في المجال المدني فقط.
وتؤكد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن قضية المفاعل النووي السعودي هي العنصر الحاسم والمهمّ بالنسبة إلى السعوديين، فضلًا عن القضية الفلسطينية.
ووفق “معاريف”، يعتقد كيان العدوّ بأن الفرصة المتاحة لمثل هذا الاتفاق التاريخي قبيل الانتخابات الأمريكية التي ستجري في تشرين الثاني 2024، تتراوح بين ستة وثمانية أشهر، وهي المدة التي ستنخفض بعدها احتمالية التوصل إلى مثل هذا الاتفاق بشكل كبير.
كذلك يقدّر بأنّه ما يزال هناك طريق طويل قبل التوقيع على اتفاق التطبيع، غير أنه يصف عملية خطيرة للغاية تجري خلف الكواليس، والتي تتضمن اجتماعًا مشتركًا لمصالح الولايات المتحدة -الإدارة الأمريكية مهتمّة بالتوصّل إلى اتفاق يعدّ إنجازًا سياسيًا تاريخيًا في العام الانتخابي- والسعوديين الذين يرغبون في إطلاق البرنامج النووي.