نظّمت القوات المسلّحة اليمينة، اليوم، عرضًا عسكريًا مهيبًا في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء بمناسبة العيد الثامن لـ”ثورة الـ21 من سبتمبر”، هو الأضخم منذ انتصار الثورة في العام 2014. وحضر العرض العسكري: رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط وأعضاء المجلس ورؤساء مجالس النواب والوزراء والقضاء والشورى والمحكمة العليا وأعضاء من مجالس النواب والوزراء والشورى ومحافظو المحافظات وقيادات أمنية وعسكرية.
ولدى وصوله إلى ساحة العرض، وضع المشاط إكليلًا من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد صالح الصماد، ثم قرأ الفاتحة على أرواح الشهداء، وأعطى بصفته القائد الأعلى للقوات المسلّحة الإذن ببدء العرض. وشارك في العرض العسكري المهيب: مختلف وحدات الجيش اليمني والقوات المسلّحة اليمينة، تتقدّمهم وحدات من الجرحى الذين أصيبوا في مواجهة جحافل العدوان الأميركي السعودي، وتخلّله استعراض لترسانة من الأسلحة المتطورة والاستراتيجية والجديدة التي دخلت الخدمة مؤخرًا.
ويعدّ هذا العرض الأضخم للقوات المسلّحة اليمنية، منذ انتصار الثورة، وتم خلاله الكشف عن آخر انتاجات الصناعات العسكرية الحربية اليمنية من الأسلحة المختلفة من الصواريخ الباليستية والمجنحة والبحرية، ومنظومات الدفاع الجوي وسلاح الجو الحربي والمسير المزود بأحدث التقنيات التي صنعت خلال العدوان.
وللمرة الأولى منذ بدء العدوان الأمريكي السعودي الأميركي، حلّقت المقاتلات اليمنية، في سماء العاصمة صنعاء، بعد أن تمكّنت الخبرات اليمنية من صيانتها وإعادة تشغيلها وتفعيلها.
القوة البحرية
استعرضت القوات المسلّحة نماذج من الأسلحة الخاصة بالقوة البحرية، من زوارق وصواريخ وألغام وبعضها يكشف عنه للمرة الأولى. وأزيح الستار عن صاروخ “سجيل” البحري، وهو صاروخ كروز مجنّح مداه 180 كم ويعمل بالوقود الصلب، و” يتميز بدقة الإصابة برأس حربي يزن 100 كغ ويمكنه ضرب أي هدف في البحر الأحمر. كما كُشف عن زورق “نذير” محلي الصنع، وهو زورق قتالي له قدرة على المناورة، ويحمل أسلحة متوسطة ودفاع جوي، وزورق “نذير” له مهام قتالية متعددة منها اعتراض الأهداف البحرية المتحركة واقتحام السفن والإغارة على الجزر.
كما استعرضت القوات عددًا من الزوارق البحرية من نوع عاصف 1 وعاصف 3 وعاصف 2 وزورق ملاح وزوارق طوفان بأجيالها الثلاثة، وكذلك ألغامًا بحرية محلية الصنع من نوع: ثاقب، كرار، مجاهد1، مجاهد2، أويس، مسجور1، مسجور2، عاصف. كما عُرضت صواريخ بحرية من أجيال: روبيج، فالق، مندب1، مندب2، عاصف، صياد.
سلاح الجو
وفي مجال سلاح الجو، استعرضت القوات المسلّحة اليمنية عددًا من منظومات الكشف والتعقب التابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي، من ضمنها: “رادار نبأ” الذي يوجّه الصواريخ بمختلف أنواعها، ويمتلك أحدث أنظمة التغلّب على التشويش ويعمل لساعات متواصلة، كما عرضت رادارات بي 35، بي 16، بي 19 التابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي
وكشفت القوات المسلّحة عن رادار “شفق” ومنظومة “أفق”، وهي منظومة تكتيكية تتميز بالدقة في تحديد الأهداف وتعقبها لمسافة تصل إلى 90 كم وارتفاع يتجاوز 35 ألف قدم. وكشف الدفاع الجوي عن صاروخ “معراج”، وهو صاروخ دفاع جوي جديد، كذلك صواريخ “برق”1 للدفاع الجوي، بمدى 50 كم وارتفاع 15 كم ويمتلك رأسًا حربيًا متشظيًا شديد الانفجار، ويمتلك تقنيات عالية ومتطورة تمكّنه من ملاحقة الأهداف وضربها بسهولة.
كما كُشف عن صاروخ “برق”2 بمدى 70 كم وارتفاع 20 كم، وهو يمتلك رأسًا حربيًا متشظيًا شديد الانفجار، ويُستخدم للتصدي للأهداف القريبة والمتوسطة والاستطلاعية المسلّحة وغير المسلّحة والحربية، ويمتلك قدرة عالية على المناورة تمكّنه من الملاحقة والاستهداف للطائرات الحربية بكل سهولة. وكُشف أيضًا عن صاروخ “صقر”2 للدفاع الجوي بمدى 150 كم وارتفاع 35 ألف قدم، يمتلك رأسًا شديد الانفجار، ودخل الخدمة بعد تجارب عدة أجريت عليه؛ حيث يواكب تحديات المرحلة. ويمتلك الصاروخ الجديد تقنية متطورة في مواجهة التشويش والحرب الالكترونية، ويُستخدم في التصدي لكل أنواع الطائرات الاستطلاعية وصواريخ كروز.
المُسيّرات
استُعرضت نماذج من طائرات سلاح الجو المسير الاستطلاعية والقتالية، منها رجوم – راصد – قاصف 2K – شهاب – مرصاد 2 – خاطف 2 – رقيب – وعيد 1 – وعيد 2 – صماد 1- صماد 2 – صماد 3. وأزاحت القوة الجوية الستار عن طائرة وعيد 2 المسيّرة الهجومية، بمدى 2000 كم ورأس حربي خارق ومتشظي، تقلع من منصّة أرضية ثابتة.
القوة الصاروخية
وعرضت القوة الصاروخية للقوات المسلّحة اليمنية نماذج من صواريخ كاشفة عن بعضها للمرة الأولى. وأزاحت القوات المسلّحة للمرة الأولى عن صواريخ “بدر “4، “قدس “4، صاروخ “عقيل”، صاروخ “طوفان”، صاروخ “ميون”، صاروخ “تنكيل”، صاروخ “مطيع”، صاروخ “قدس Z-0”.. واستعرضت صواريخ سعير والبحر الأحمر وكرار وقاهر وقاهر 2M وصاروخ محيط، وصواريخ قدس 1، قدس 2، قدس 3 المجنحة، وحاطم، بركان، فلق، ذوالفقار، وصواريخ توشكا، “زلزال”3، “قاصم”، “بدر”، “بدر”1، “بدر”2، “بدر3”.
مواصفات الصواريخ والمنظومات التي كشف عنها للمرة الأولى
صاروخ بدر4: هو صاروخ أرض – أرض متوسط المدى، ويعمل بالوقود الصلب ويتميز بدقته العالية في إصابة الأهداف.
صاروخ بدر Z-0: صاروخ كروز أرض – بحر، بعيد المدى، قادر على إصابة الأهداف البرية والبحرية الثابتة والمتحركة بدقة عالية، ويتميز بقدرة تدميرية هائلة.
صاروخ ميون: صاروخ أرض – بحر باليستي يعمل بالوقود الصلب، متوسط المدى وقادر على إصابة الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة، يتميز بقدرة تدميرية هائلة.
صاروخ عقيل: صاروخ بالستي أرض – أرض بعيد المدى، يعمل بالوقود السائل، يتميز بدقة إصابة الهدف.
صاروخ مطيع البالستي: صاروخ أرض – جو، يعمل بالوقود الصلب، يتميز بالمناورة الجوية وسرعته العالية.
صاروخ قدس 4: صاروخ مجنح، أرض – أرض بعيد المدى، قادر على إصابة الأهداف بدقة عالية إضافة للتخفي عن الرادارات.
منظومة صواريخ طوفان البالستية: صواريخ أرض – أرض استراتيجية بعيدة المدى، تعمل بالوقود السائل، دقيقة الإصابة.
منظومة تنكيل الصاروخية وهي منظومة بالستية أرض – أرض وأرض – بحر، تعمل بالوقود الصلب، متوسطة المدى.
هذا؛ وانطلق العرض العسكري بعرض شبابي كشفي شارك فيه أشبال وشباب من الحركة الكشفية، حاملين أعلام الجمهورية اليمنية وشعار ثورة 21 سبتمبر، فيما حملت مجموعة عسكرية مجسمًا ضخمًا للمصحف الشريف. وقُدّم أوبريت فني تضمّن عدة رقصات وأهازيج شعبية، عكست مدى صمود اليمن ووحدته ومواجهته للعدوان الأميركي السعودي.
وزير الدفاع اليمني: لا سلام من دون إنهاء العدوان
في كلمة ألقاها خلال العرض العسكري، أكد وزير الدفاع اللواء الركن محمد العاطفي أنّ “لا سلام من دون إنهاء العدوان ورفع الحصار ورحيل القوات الأجنبية عن اليمن، ولا سلام من دون تحقيق مطالب شعبنا اليمني العظيم”، إذ رأى أن صنعاء تصنع تاريخًا جديدًا للمنطقة”. وشدّد العاطفي :”على الغزاة والمحتلين إدراك أننا لن نقبل بتواجدهم في أراضينا، وإلا فسيكونون على موعد مع براكين الغضب اليمني”.
وقال: “نحن جاهزون لخوض المعارك دفاعًا عن الوطن والشعب في حال لم يلتزم العدوان بمتطلبات السلام المشرّف الذي يحقق تطلعات شعبنا المشروعة والمحقة والعادلة”، معلنًا: “أننا سنضاعف مستوى جاهزيتنا القتالية، خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، ضمن الاستجابة العملية والمسؤولة للتعامل الحازم والرادع مع أي تطورات”.
وأضاف اللواء العاطفي إنّ: “شعبنا يؤمن بأن السلام لم ولن يتحقق إلّا بفرض معادلات عسكرية رادعة تجبر العدو على الخضوع للمطالب المشروعة والعادلة كافّة”. وتابع يقول: “صنعاء عاصمة الصمود والتحدي؛ تصّدرت الموقف، وبكلّ ثقة نؤكد أنّ صنعاء قُدر لها أن تتحمّل أعباء المتغيرات.. صنعاء تصنع تاريخًا جديدًا للشعب اليمني والمنطقة بقيادة سيد القول والفعل السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي”.
وتوجه اللواء العاطفي إلى أبناء الشعب اليمني داعيًا للتوحد ضد أعدائهم لإنجاز الاستحقاقات التاريخية والوطنية في هذه المرحلة الحساسة، وقال: “يجب أن نضحي من أجل أجيالنا القادمة، وأن نعي طبيعة هذه المرحلة وما يخططه العدوان من مؤامرات لاستهداف شعبنا”.
نحن أقوياء ونستطيع فرض وجودنا على الساحة العالمية
ولفت إلى أنّ: “اليمن ركيزة للاستقرار الإقليمي والدولي؛ فالاستقرار في اليمن يخدم المنطقة”، مؤكدًا أنّ: “حصار اليمنيين ونهب ثرواتهم سيكون له تبعات على مستوى المنطقة والعالم”. وقال إنّ: “جزرنا وبحارنا ومضيق باب المندب ستكون لليمن كلمتها المسموعة فيها شاء من شاء وأبى من أبى”، مضيفًا: “نحن أقوياء ونستطيع أن نفرض وجودنا على الساحة العالمية”. وتابع: “الموقف الراهن والتحديات الشاخصة تقتضي أن نكون على وعي تام للتصدي لهذه التحديات وأن نكون في مستوى القيمة العظيمة لليمن”.
وشدّد اللواء العاطفي على أنّ اليمن مرّ بمرحلة فارقة واتضحت الرؤية للجميع، ونحن اليوم في مرحلة الدولة الحضارية المستقلة المحررة من كل التبعيات. وأشار إلى أنّ: “من استطاع أن يبني القوات المسلّحة بهذا المستوى العالي بزمن قياسي من أقل الإمكانات، قادر على بناء مختلف مؤسسات الدولة والنهوض باليمن في مختلف المجالات”.
وأكد وزير الدفاع اليمني أنّ السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قادر على قيادة الأمة في المرحلة القادمة سلمًا كانت أم حربًا. ودعا اللواء العاطفي حكاّم تحالف العدوان إلى عدم الانخداع بالكيان الصهيوني وأن يتلقفوا مبادرات القيادة اليمنية في صنعاء. وختم كلمته بتوجيه التحية لــــ:”نضال إخوتنا في المحافظات المحتلّة ضد الاحتلال الأجنبي”، مؤكدًا الوقوف إلى جانبهم حتى تحرير كل شبر محتلّ من الأرض اليمنية.