عادت الاضطرابات إلى حدود قطاع غزة، بعدما أقدمت سلطات الاحتلال على إغلاق معبر إيرز في وجه العمال الفلسطينيين الذين يعملون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أنّّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتوقّع عودة إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، في حين قرّر المستوى السياسي- أمس الاثنين- تمديد قرار إغلاق المعبر أمام 17 ألف عامل من غزة ليوم إضافي، بالرغم من انخفاض ما أسمتها الصحيفة عمليات “الشغب” عند الحدود، وفقًا لتعبيرها.
وتابعت الصحيفة أنّ “الجيش “الإسرائيلي” يقدّر أن “حركة “حماس” تسمح بذلك؛ لكنّها لا تبادر إلى أعمال “الشغب”، حيث يقدّر حجم المشاركين في هذه الأعمال بنحو 100 الى 200 شاب غزاوي يصلون إلى أربع نقاط عند الحدود كلّ مساء، يرمون الحجارة والعبوات على السياج ويشعلون الإطارات”؛ بحسب تعبير الصحيفة.
وقالت “يديعوت أحرونوت”: “بسبب قرار إغلاق معبر إيرز، لليوم الثاني على التوالي، يخشون في إسرائيل أن تسمح حماس أو تقوم هي بإطلاق الصواريخ نحو غلاف غزة.. ففي الشهر الأخير سجّلت اضطرابات عند حدود القطاع جزءًا من محاولة استئناف أعمال الشغب (التظاهرات) الأسبوعية التي توقفت قبل ثلاث سنوات”؛ وفقًا لتعبيرها.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ حركة “حماس” هدّدت باستئناف “مسيرة العودة” على خلفية الأزمة الاقتصادية في القطاع، وأن “حماس” في الخارج، أطلقت دعوات بشكل خاص من جانب صالح العاروري، لتوحيد الجبهات ضد “إسرائيل”، في أعقاب وقوع عدد كبير من الشهداء الفلسطينيين برصاص الاحتلال الصهيوني في مواجهات وعمليات إعدام ميدانية نفذها جيش الاحتلال في نابلس وجنين، فضلًا عن التوتر القائم مع حزب الله عند الحدود اللبنانية.
وأضافت: “قبل حوالي أسبوع، بدأت “السلطة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار”، وهي الجهة المسؤولة عن تنظيم التظاهرات والاحتجاجات عند السياج، بإعادة ترميم معسكرات على طول حدود القطاع مع “إسرائيل”، حيث تقوم جرافات وآليات أخرى بتعبيد طرقات لخمسة معسكرات وتأهيل أراضيها تمهيدًا لإجراء فعاليات في أيام الجمعة بشكل خاص”.
وتابعت الصحيفة تقول: “في نهاية الأمر، تراجعت “حماس” عن هذا القرار، لكنّها دفعت إلى إنشاء مجموعات مثل “الشباب المتمرد” في غزة، الذين قرّروا خرق النظام على الحدود، في كثير من الأحيان بأعذار مختلفة مثل النفخ في الشوفار (المزمار) في الأيام الأخيرة في الحرم القدسي والمخاوف من كسر الوضع الراهن في الجبل خلال عطلة “تشري”. يرون، في الجيش الإسرائيلي، أنّ “حماس” مسؤولة عن ذلك، كونها تتغاضى عن الاضطرابات وتسمح بإجرائها، رغم أنّها هذه المرة ليست منظمة أو مبادرة منها” حسب زعم الصحيفة.
ووفقًا لـ”يديعوت أحرونوت” فإنّ: “جيش الاحتلال يستعد لتصعيد ردود الفعل، بما يتجاوز الإغلاق المؤقت لمعبر إيرز أمام العمال أو الهجوم على موقع فارغ لـ”حماس”، إذا استمرت “أعمال الشغب” (التظاهرات والاحتجاجات) هذه أو اشتدت، كما يمكن أن نرى في الأيام الأخيرة مع تزايد رمي العبوات الناسفة عند السياج الحدودي ووصول مسلحين بمسدسات إلى السياج نفسه”.
وختمت الصحيفة تقول: “بالتوازي مع ذلك، يستعد الجيش (الصهيوني) لسيناريوهات اضطرابات حاشدة عند الحدود بالقرب من السياج، مع سياج حدود جديد أعلى أضيف إلى العائق السابق، كذلك مع سلسلة من سواتر ترابية وعوائق هندسية الى جانب حساسات مختلفة تخلق عازلًا مهمًا عند الحدود وآمن نسبيًا للجنود الذين يتعاملون مع أعمال خرق النظام”، وفقًا لادّعاء الصحيفة.