دعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي المستوطنين كلّهم الذين يملكون السلاح لإحضاره إلى مراكز الاحتفال بالأعياد اليهودية والمعابد التي تقام فيها الطقوس التلمودية، وذلك لاستخدامه “عند الضرورة”. فقد جاء في تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الثلاثاء 19/09/2023، أنّه: “مثلما قدّروا في المؤسسة الأمنية قبل أعياد (تشري) العبرية، فقد سُجّل الآن ارتفاع في عدد الإنذارات من عمليات إرهابية. وقالوا في الشرطة إنّ الإنذاراتن خلال عطلة الأعياد، قد ازدادت بنسبة 15% عن المرحلة التي سبقت العطلة بشهر أو شهرين”؛ بحسب تعبيرهم.
رئيسة شعبة العمليات، في شرطة الاحتلال، سيغال بار تسفي، قالت بحسب الصحيفة الإسرائيلية إنّه في: “الأسابيع التي سبقت الأعياد سُجل ارتفاع في عدد الإنذارات، في ضوء ذلك تجري الشرطة مع بقية أجهزة الطوارئ تقديرات وضع مشتركة تجري من خلالها تحديد مستوى الاستعداد. حاليًا يتعزّز إجراء الأمن الجاري. وتجري الشرطة الإسرائيلية كلّ يوم نقاشات مشتركة مع أجهزة أمن إضافية، من بينها الشاباك والجيش”.
وأشارت بار تسفي إلى أنّ الزيادة في عدد الإنذارات، إلى جانب التحريض على تنفيذ عمليات مقاومة ضد الاحتلال، قد زاد أيضًا قبيل الأعياد، ما دفع بالشرطة إلى القيام باستعدادات خاصة، نُشر في إطارها آلاف العناصر من الشرطة وحرس الحدود ومتطوعين في أرجاء البلاد لمنع عمليات وحماية أماكن الصلاة، وأماكن الترفيه والجمهور بشكل عام طوال مدة الأعياد.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” أنّ الشرطة دعت كلّ من يملك سلاحًا مرخّصًا، لحمله في هذه الأيام واستخدامه “عند الضرورة”. ونقلت الصحيفة عن شرطة الاحتلال أنّ: “حشودًا كبيرة تتجه للقدوم للصلاة في الكنُس ومراكز الصلاة المنظَّمة، ونتوقّع أن يزداد عدد الإنذارات خلال “يوم الغفران” بشكل أكبر، لذلك ندعو المصلّين الذين يحملون أسلحة مرخّصة لإحضارها معهم للصلاة، وفي الوقت نفسه ندعو الجمهور بشكل عام إلى توخّي اليقظة، والإبلاغ عن أي حدث غير عادي”؛ وهذا وفقًا لتعبير الشرطة.
ولفتت رئيسة شعبة العمليات في شرطة الاحتلال، إلى أنّ إحدى الظواهر التي تقلق الشرطة أكثر من أي وقت مضى هي زيادة مساعي فصائل المقاومة الفلسطينية في تشجيع وتحريض شباب وفتية على تنفيذ عمليات في الأراضي المحتلة العام 1948 والضفة الغربية، بشكل متواصل، بالإضافة إلى تقارير كاذبة تُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأوضحت بار تسفي أنّ شرطة الاحتلال تتابع المنشورات والتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنّه منذ بداية العام وحتى اليوم نفّذ المقاومون الفلسطينيون أكثر من 130 عملية ومحاولة تنفيذ عملية، أسفرت عن مقتل 31 “إسرائيليًا” بين جندي ومستوطن، مشيرة إلى أنّ هذه الأرقام هي ضعف ما كانت عليه في المرحلة المقابلة من العام الماضي، والتي كانت مشبعة أيضًا بالعمليات القاتلة.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن ضابط رفيع المستوى، في شرطة الاحتلال، قوله: “إنّ هناك عشرات التحذيرات من وقوع عمليات، والشرطة ستظلّ في حال تأهب قصوى في القدس وفي جميع أنحاء البلاد. لقد رأينا عشية العيد الدافع لتنفيذ عمليات داخل الأراضي “الإسرائيلية” (الأراضي الفلسطينية المحتلّة منذ العام 1948)، فرضية عملنا هي أنّهم سيحاولون المسّ بالشعور بالأمن، وأولئك الذين يريدون تدمير العطلة، حتى لو فشلوا عشية رأس السنة (العبرية)، سيحاولون تنفيذ عمليات”.