أكّدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أنّ “المقاومة في الضفة الغربية المحتلة تبدع اليوم برجالها وأبطالها، وتزرع الرعب في كل مغتصبات العدو وطرقه وحواجزه، مشددةً على “أنّ نصرها وتمكنها من فرض المعادلات هناك هي مسألة وقت، بإذن الله”.
وفي بيان لها خلال افتتاح معلم “يوم المقاومة” الجهادي في رفح، قالت الغرفة المشتركة “نقف اليوم على بوابة فلسطين الجنوبية. على أرض رفح العطاء والفداء، لندشّن معلمًا يخلّد ذكرى شهداء شعبنا والتضحيات العظيمة التي قدّمها ثمنًا مُستحقًا لطرد الاحتلال البغيض من غزة قبل ثمانية عشر عامًا”.
وأضافت الغرفة “يرتفع هذا المَعلَمُ الجهادي الذي يرمز للقوة والعطاء والصمود ويتزيّن بنماذج السلاح والعتاد والبارود، ويحمل على جنباته لمحاتٍ من بطولاتٍ وعملياتٍ وتضحيات، ليبقى شاهدًا ومُذكِّراً لكل من يدخل هذه الأرض المباركة من بوابتها الجنوبية بأن هذه الأرض لفَظت خَبَثَها وداست رقاب عدوها وكانت مقبرة لغُزاتها وناطحت بكفّها المِخرز، حتى حققت سنة الله في غلبةِ أصحاب الحق مهما طال الزمان، وهزيمةِ العُدوان مهما علا واستكبر وتجبّر”.
وشددت على أنّ “هذا الاحتلال المجرم الذي لم يكن له ليهرول هاربًا ذليلًا- بعد احتلال دام عقوداً من الزمن- لولا ضرباتُ مقاومتنا وبطولاتُ شعبنا التي جعلت كُلفة بقائه في قطاع غزة بجنوده ومغتصبيه كلفةً كبيرة وثقيلة لا تُحتمل”.
وأفادت بأنّ “العمل الجهادي المشترك بين كافة فصائل المقاومة الفلسطينية قد بدأ منذ زمن بعيد، وكان طرد الاحتلال من غزة هو ثمرة عملٍ جهادي متواصل وموحّد، وقفت فيه مقاومتنا متكاتفة في الميدان واختلطت دماء المقاومين والمجاهدين في كل خنادق العز والبطولة، وتعانقت بنادقهم وضبطت بوصلتها نحو صدور المحتلين، فأثمرت هذه الدماء وهذه التضحيات وهذه الوحدة الميدانية إنجازًا تاريخيًّا معتَبرًا لا يمكن أن يتجاهله أحد أو أن تمحوه ذاكرة التاريخ”.
ولفتت الغرفة إلى أن هذا العمل المشترك استمر حتى وصل اليوم لمراحل متقدمة، وتجسّد بالتكامل والتلاحم في الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية التي توّجت بالأمس القريب مرحلةً جديدة من العمل المشترك بمناورات الركن الشديد4، والتي تزامنت مع ذكرى دحر الاحتلال عن غزة والتي نختتمها اليوم بافتتاح هذا المعلم الجهادي التذكاري”.
ورأت أنّ “شعبنا في غزة الذي عاش لعشرات السنين مرارة الاحتلال وحواجزه ومغتصباته ومعسكراته، يقدم شهادة حية ونموذجاً للحاضر والمستقبل بكنس الاحتلال عن جزء عزيز من أرضنا المحتلة بضربات مجاهديه ومناضليه وبصموده وإصراره على مقاومة المحتل رغم التضحيات والآلام، وإنّ هذا النموذج هو الذي يريده شعبنا ويلتف حوله، وقد كفر شعبنا بكل حلول الاستجداء للمحتل لا سيما في ظلّ هجمته غير المسبوقة على مقدساتنا وأقصانا وأسرانا”.
وأكّدت الغرفة في ختام إحياء ذكرى “يوم المقاومة” التحية لـ”شعبنا الثائر المنتفض في القدس وباحاته، وفي مدن الضفة ومخيماتها وقراها، وفي قلاع الأسر الشامخة، وعلى تخوم قطاعنا الحر الأبي الذي يقف سداً منيعاً متقدماً في وجه عنجهية الاحتلال وعدوانه السافر على المقدسات والحرمات، ونؤكد بأننا سيفُهُم الذي لن يتخاذل عن نصرتهم ودرعهم الذي ستتكسر عليه غطرسة عدونا وخططه المجرمة وجرائمه بحق أهلنا وأسرانا ومقدساتنا”.
وشددت على أنّ “رسالتنا لكل الدنيا، في هذه الذكرى ومن أمام هذا المعلَم هي أنّ شعبنا الذي طرد الاحتلال قبل ثمانية عشر عاماً من هنا، قد عرف الطريق جيداً، وأثبتت له التجربة التاريخية والنماذج الحيّة بأن الحقوق لا تسترد إلا بقوة الساعد والسلاح ولا تنتزع إلا بزنود الأبطال وهمم المقاتلين ومقارعة المحتلين، وما ثورة شعبنا اليوم في الضفة والقدس إلا تعبيرٌ عن هذه العقيدة الراسخة والقناعة الثابتة لشعبنا بجدوى المقاومة وصوابية نهجها، وأنها اللغة الوحيدة لمخاطبة هذا العدو ومجابهته”.
وتابعت الغرفة “شعبنا الذي ابتدع إبّان احتلال غزة أساليب المواجهة من الصفر، فاقتحم أبطاله المغتصبات، ونحت في الصخر ليصنع العبوة والقذيفة والصاروخ الذي أقضّ مضاجعهم، وحفر من تحت الأرض ليفاجئهم بحرب الأنفاق التي شلّـت أركانهم، وجعل غزة جحيماً لهم، لهو قادرٌ أن يجعل كل أرض فلسطين ناراً ولهيباً تحت أقدام المحتلين، وإنّ المقاومة في الضفة المحتلة تبدع اليوم برجالها وأبطالها وتزرع الرعب في كل مغتصبات العدو وطرقه وحواجزه، وإنّ نصرها وتمكنها من فرض المعادلات هناك هي مسألة وقت، بإذن الله”.
وشددت على أنّ “قيادة المقاومة في غزة، قالت منذ اليوم الأول لطرد الاحتلال، بأن تحرير غزة هو البداية، وقد ترجمت المقاومة هذا الشعار واقعاً، فأصبحت غزة معقلاً للمقاومة ومعسكراتها وتصنيعها وتطوير وسائلها وترسيخ قواعدها، فلم نركن للراحة ولم نرضَ بعزل غزة عن فلسطين؛ بل انطلقنا من جديد، واستلّت الغرفة المشتركة سيف القدس للدفاع عن شعبنا ومقدساتنا، ولن يغمد هذا السيف حتى تحرير كل أرضنا ومقدساتنا وأسرانا بعون الله تعالى”.