الشيخ شعبان من دمشق: للخروج من الدوائر الصغرى والتكامل اقتصاديا وسياسيا

بدعوة من وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد وفي إطار دورة علمية، استضاف مركز الشام الدولي الإسلامي في دمشق وفدا ضمَّ أكثر من 30 من علماء ومدرسي معاهد وجامعات شرعية سنية من مختلف محافظات الجمهورية الإسلامية في إيران.
وفي ختام الدورة العلمية أقيم حفل ختامي في جامعة المصطفى الدولية ألقيت فيه كلمات للمشاركين بحضور حشد علمائي من سوريا ولبنان وإيران.
الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان ألقى كلمة في الحفل الختامي وجّه في بدايتها الشّكر للقيمين على الدورة.
ورأى شعبان أن العدو يستخدم ما يمسى بالجيل الرابع من الحروب ،وهي الحروب التي يدفع فيها العدو الناس إلى الأختصام ليقتتلوا في ما بينهم تنفيذا لمخططاته ليضعفهم وتذهب قوتهم ليبقى هو الاقوى ويسيطر على الثروات والمقدرات ،وهذا ما جرى ويجري بين مختلف مكوناتنا الدينية والمذهبية والعرقية والقومية، فاقتتلنا في ما بيننا وطبّق علينا قول الله “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم” فأكثر من مليار وستمئة مليون مسلم لا مكان لهم تحت عين الشمس.
لذلك يشجّع أهل الغلوّ والتطرّف من كل المذاهب ليقتتلوا وليتذابحوا فيما بينهم ، لتبقى أميركا هي السيدة في هذا العالم، فهي مجلس الأمن والأمم المتحدة وصندوق النقد ومحكمة العدل الدولية.
واعتبر شعبان أن وحدتنا تدخلنا جنة الدنيا قبل جنة الآخرة ، فلو توحدنا وتكاملنا لما بقي بيننا فقير ولا مستضعف ولا مظلوم ولا مقهور ولا مجوَّع، ولكنا أقوى دولة على وجه الأرض اقتصاديا وعسكريا وسياسيا ، فالنفط نفطنا والغاز غازنا وثرواتنا الطبيعة لا تحصى ولا تعد، موقعنا الجغرافي هو الأهمّ على وجه الكرة الأرضية فنحن في وسط القارات وكل الممرات البحرية تمر من خلالنا فنحن مضيق جبل طارق ومضيق هرمز وقناة السويس وباب المندب،ورأس الرجاء الصالح ، وقبل كل ذلك فالجوامع والروابط بيننا هي الأقوى، فديننا واحد، ربنا واحد، أمتنا واحدة، نبينا واحد،كتابنا واحد، فعلام نختلف؟! ولو اتحدنا لكنَّا نحن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي لا يظلم وصندوق النقد ومحكمة العدل الحقة.
وسرد الشيخ شعبان قصّة حصلت مع الوالد الراحل العلامة الشيخ سعيد شعبان رحمه الله، عندما زار إيران إبّان انتصار الثورة الإسلامية، حيث سأله صحافي ياباني قائلا “أنت عربي، سنيّ من مدرسة الإخوان وتسكن في لبنان فما الذي جاء بك إلى إيران، وهي فارسية عجمية شيعية؟… أجابه “إنّها بذور الإسلام، بذرها سيد الأنام فأنبتت في إيران، وستنبت إن شاء الله في كل مكان” وهو القائل :” ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار”..
وتحدث فضيلته عن ضرورة تبادل زيارات الوفود بين مختلف دولنا وشعوبنا لتحقيق قول الله تعالى :” لتعارفوا ” فالتعارف مهم، لأن الانسان عدو ما جهل.
وختم فضيلته “من أكبر الممنوعات في بلادنا اليوم أن تلتقي مذاهبنا وخاصة السني مع الشيعي، فمن الممكن أن تلتقي مع إسرائيل وتوقّع تطبِّع معها وتعترف بكيانها الغاصب ولا يكاد يسألك أحد أو يعترض عليك، أما أن تلتقي مع الإيراني ومع الأفغاني والسوري وغيره فهذا محظور”… متسائلاً “هل يجوز أن نبقى في دائرة الخلافات الفقهية في الدوائر الصغرى؟
وأضاف اختلفنا في فقه الوضوء حول غسل القدمين أو المسح عليهما حتى مسحنا عن المسرح السياسي الدولي مسحا
واختلفنا في فقه الصيام حول غياب الشمس وغياب الشفق حتى غابت شمسنا وما أشفق علينا أحد
داعياً إلى الخروج من الدوائر الصغرى والانطلاق صوب التكامل لتجتمع كل مكوناتنا الدينية والمذهبية والقومية لندخل سوياً محررين للمسجد الأقصى وسائر المقدسات ” .
وختم قائلا لن يتم ذلك إلا إن بحثنا بحب عمّا يجمعنا بدل تتبع العثرات والبحث عن العورات فذلك ليس من شيم أولي النهى والبصيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *