محاضرة للشيخ شعبان بتنظيم من اللجنة النسائية في جمعية محراب الخير حول دور المرأة في استعادة مكانة طرابلس وهويتها

بدعوة من اللجنة النسائية في جمعية محراب الخير، وتحت عنوان “دور المرأة في استعادة مكانة طرابلس وهويتها”، ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان محاضرة اعتبر فيها أنّ دور المرأة في الدعوة والتربية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دورٌ رئيسيٌ يوازي دور الرجال، بل ويزيد عليه. فالنساء والرجال شركاء في التربية والتنشئة والتقدّم. قال تعالى “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ”.
وأضاف “النساء هنَّ نصف المجتمع إلّا أنّ الله عَهِدَ إليهنّ تربية النصف الآخر، والمرأة راعية ومسؤولة عن بيتها ففي الحديث الشريف “والمرأة رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زوجها وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ” لذلك عندما أقصِيَتِ المرأة عن موقعها التربوي الرائد، وعندما انشغل الرجال عن التربية بالبحث عن لقمة العيش ( 24/24 ) بسبب الحصار المفروض على بلادنا، وبسبب حرب الدولار الذي ضرب قيمة عملاتنا الوطنية وحوّلها إلى سراب… تحوّلت مجتمعاتنا إلى ما هي عليه اليوم من تراجع على مختلف المستويات التربوية والتعليمية والاخلاقية. وبناء عليه لا بدّ أن تعود المرأة إلى القيام بدورها.
وأكد فضيلته على أن تحمل التربية التسامح والتراحم فيما بيننا. فالقرآن الكريم وصف المؤمنين بالتراحم فقال تعالى “محمَّد رسول الله والَّذين معه أشدَّاء على الكفَّار رحماء بينهم” وهذا يكون بلا شكّ بديلاً عن ثقافة الغلظة وسوء الأخلاق التي تعيشها شوارعنا ومدننا.
الشيخ شعبان شدّد على ضرورة طلب المرأة للعلم واكتسابها المعرفة لتنشئة الأجيال عليها، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فالذي لم يتعلّم الحبّ لا يستطيع أن ينضح حبّاً، والتي حُرمت من الحنان والاحترام والكرامة، لا تستطيع أن تفيض حناناً وكرامةً… داعياً إلى أن تجود النساء بالمحبة والحنان والعلم والأخلاق على أجيالنا حتى تعود طرابلس مدينة العلم والعلماء ومدينة المحبة والأمن والسلام.
وختم فضيلته “فلتجُدْنَ على أجيالنا بالعلم وثقافة المحبّة حتى يعود لبنان البلد الذي يصدّر الحرف إلى العالم بدل تصدير حبوب الهلوسة. علّمْنَ أولادكنّ أنّ العلم والعمل والسعي في كسب الرزق كل ذلك عبادة، علّمنهم أن يقتدوا بهاجر عليها السلام وقد سعت في طلب الرزق في وادٍ غير ذي زرع بين الصّفا والمروة. فتفّضل الله عليها بماء زمزم يسقي العطاشى إلى يوم القيامة، كرامة لها ولسعيها. فلا يجوز أن تتكاسلن بدعوى عدم وجود فرص عمل. علّمنَ أولادكنّ أنهم جزء من مشروع إنساني إسلامي يبتدئ من آدم وحواء إلى خاتم الرسل والانبياء، وأنّ الأخوّة تجمعنا في الإنسانية، فـ”الناس صنفان: إمّا أخٌ لك في الدّين أو أخ لك في الطّين”، و”كلّكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لأبيض على أسود إلّا بالتّقوى والعمل الصّالح” فلا يجوز التفرقة بين لبنانيّ وسوريّ وفلسطينيّ أو عربيّ وعجميّ. فكلّنا أمّة واحدة تتعدّد أعراقها وألوانها وتتحدّد أهدافها وغاياتها.


يُذكر أنّ المحاضرة اختتمت بحوار طرحت من خلاله بعض الأخوات أسئلة أجاب عنها الشيخ شعبان، تمحورت حول المستقبل السياسي، ومدة الحصار الاقتصادي الذي ترزح بلادنا تحت رحمته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *