كرامي مكرّماً مفتي طرابلس والشمال ومفتي عكار بحضور حشد علمائي كبير وبرعاية مفتي الجمهورية اللبنانية

كرامي في حفل تكريم مفتي طرابلس والشمال ومفتي عكار: نحن الطائفة الامّة الجامعة والضامنة لكل الخائفين وقد لعبنا هذا الدور في تأسيس لبنان وفي استقلاله

كرم رئيس تيار “الكرامة” النائب فيصل عمر كرامي اصحاب السماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام ومفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، برعاية صاحب سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بصاحب السماحة الشيخ محمد عسّاف رئيس المحكمة السنية الشرعية العليا في لبنان.. وذلك في إحتفال تخلله غداء في مطعم دار القمر الضم والفرز طرابلس.

حضره الى كرامي، شقيقه خالد، عبدالله كرامي وسعدي غندور، مفتي جبيل والقضاء الشيخ غسان اللقيس، المفتي السابق الشيخ مالك الشعار، المدير العام للاوقاف الاسلامية في لبنان الدكتور الشيخ محمد انيس الأروادي، رئيس المصلحة الدينية في الاوقاف الشيخ محمد خانجي، رئيس مصلحة المساجد في الاوقاف الشيخ مازن قوزي، القاضي الشيخ سمير كمال الدين، رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط، عضو المجلس الاسلامي الشرعي الشيخ فايز سيف، المستشار القاضي غالب الايوبي، قاضي بيروت الشرعي الشيخ وائل شبارو، شيخ قراء طرابلس الشيخ بلال بارودي، عضو المجلس الاسلامي الشرعي الشيخ زياد الصاحب، امين عام التوحيد الاسلامي الشيخ بلال شعبان، رئيس جمعية راحمون الشيخ خالد المنجد، رئيس اوقاف طرابلس الشيخ بسام البستاني وحشد كبير من قضاة الشرع ومدرسي الفتوى والمشايخ في طرابلس والشمال وعكار والاعلاميين.

شحود
البداية مع تلاوة من القرآن الكريم لشيخ القراء الشيخ زياد الحج، ثم النشيد الوطني، تلاه مقدم الحفل مدرس فتوى طرابلس الشيخ سامر شحود، متحدثا عن “دور الافتاء الوطني الجامع، وعن حكمة وقلب سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الذي شهدت بمواقفه القاصي والداني”.
وتمنى على “سماحة مفتي طرابلس والشمال أن يكون منحازا لطرابلس وابنائها وقضاياها وأن يكون صوت من لا صوت لهم”.

عساف
ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عساف، قال :” انقل اليكم تحيات سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ دريان، الذي شرفني وكلفني ان أمثله في هذا الجمع المميز وفي هذا اللقاء الكريم، كان يود سماحته ان يكون شخصيا معكم وبينكم ولكن كانت مشيئة الله سبحانه وتعالى فأصيب بالمرض وان شاء الله قريبا يكون بينكم”.
تابع :” أود ان اهنئ أصحاب السماحة، سماحة الشيخ محمد امام، وسماحة الشيخ زيد بكار زكريا على انتخابهما مفتيين لمناطقهم في طرابلس والشمال وفي عكار، وعندما تسمع كلمة مفتي يتبادر الى اذهانينا ذلك العالم الذي يصدر الفتاوى فقط، لكن في لبنان هو في وضع خاص، له طبيعته السياسية التي جعلت من منصب المفتي سواء كان مفتي الجمهورية او مفتي منطقة ما، فهو يتعاطى الشأن العام من الناحية السياسية والاجتماعية وغيرها، فوجود المفتين في المناطق ليس فقط مقتصرا على إصدار الفتاوى بل رعاة يرعون رعية من يتولون شؤونهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته “، مفتي المنطقة هو الأب الصالح الذي يرعى أبناء من يرعاهم من طائفته ومن غيرها، فالافتاء في لبنان ليس منصبا دينيا فقط، بل منصبا وطنيا يحوي ببن دفتيه المشاعر الوطنية التي تؤكد على العيش المشترك وعلى المواطنة التي نتغنى بها دائما، لكننا نحن المسلمون نصر على هذا المنهج، الوحدة والعيش المشترك بين جميع أبناء الوطن الواحد لبنان، لذلك اتوجه لأصحاب السماحة الشيخ محمد والشيخ زيد بأن يولوا اهتمامهم للأوقاف لان الأوقاف هي التي تُعين وتًدير شؤون العلماء والمحتاجين من أبناء مناطقهم، فاذا كانت الأوقاف معدمة لا تنمية، ستكون أوضاع اخواننا المشايخ تعيسة، فنحن نشعر بمعاناتهم وما يختلج في نفوسهم من ألم العوز والشدة، وسمعنا صرخات بعض اخواننا المشايخ الذين هم بحاجة الى رعاية اجتماعية ودينية وغيرها. لذلك ادعوهما بكل محبة وإخلاص ان يولوا اهتمامهم بالأوقاف، اعلم بصفتي عضوا بالمجلس الشرعي انه ثمة أوقاف في طرابلس وفي عكار، ليس فيها إنماء نهائيا واعلم ان في طرابلس حوالي مليار ونصف ليرة لبنانية “أجارات” لم تحصل، ولا اعرف لماذا؟ ادعوكم لبذل الجهد لكي تحصلوا للأوقاف حقوقها لتكون الأوقات عونا لكم لتعينوا اخوانكم وابنائكم العلماء والمحتاجين من الفقراء من اهل طرابلس والشمال وعكار”.
وختم :” اود ان اتوجه بالتحية الى من كان سببا في جمعنا، فعندما نظرت ورأيت العمائم البيضاء، هذه العمائم الناصعة النقية ان دلت فإنها تدل على نقاء وصفاء قلب من كان سببا في جمعنا اقصد فيه معالي النائب فيصل عمر كرامي حفظه الله، وادعوا الله ان يوفقكم ويأخذ بيدكم وان تلتزموا بنهج الله سبحانه وتعالى وان يعينكم على إنماء مناطقكم لتكون طرابلس فعلا كما كانت وما زالت وستبقى دائما عاصمة العلماء ومدينة العلم والعلماء وبناء الدولة “.

امام
تلاه مفتي طرابلس والشمال الشيخ امام، فقال :” ماحدث في قضية الإنتخاب وهذا الإستحقاق اتى بحمد لله انجازا في سياقه وحدوثه ونتائجه لأنه اتى بظلال من الطمأنينة والراحة اولا في داخل صفنا السني ثم على مستوى الوطن فجزا الله صاحب السماحة مفتي الجمهورية على هذا التوفيق والإنجاز، ثم التكريم ايها العلماء الأفاضل والسادة الكرام هو تكريم لدار الفتوى ببعدها الروحي وبعدها الأخلاقي بالقيم التي ينبغي أنت تبثها في مجتمعنا وأن تجعلها دائما حية فاعلة مؤثرة ينطلق منها الجميع في كل شؤونهم واعمالهم، هذا دور أساسي لدار الفتوى ، ثم تكريم لدار الفتوى ببعدها العملاني الذي ينبغي أن يكون كما قال صاحب السماحة تنمية للأوقاف وحسن استثمار لها بالدرجة الأولى وهذا يتطلب تكاتفاً وتعاوناً بين رجالات مجتمعنا ودار الفتوى والإنكباب فعلا على تسخير الإمكانيات في الداخل والخارج وإبتكار الأفكار غير التقليدية التي يمشي عليها الإستثمار العصري حتى نرتقي بالأوقاف إلى التنافس في جلب الإستثمارات وتفعيل هذه الثروة التي تركها لنا أجدادنا رحمهم الله”،
أضاف :” من مهمات الأوقاف ودار الفتوى الحفاظ على الأوقاف وتحصيل بدل الإجارات وهذا إن شاء الله في تقدم واستثمار ، نسبة الإجارات كبيرة لأن معظم عقارات الأوقاف هي مباني ومحلات مؤجرة عندما تبقى نسبة قيد التحصيل ومعظم هذه النسبة عالقة في القضاء ايضا وتعلمون اوضاع القضاء والباقي يجري عليه إتصالات وتسويات والحالة المادية التي يرزح تحتها المجتمع برمته ايضا يؤثر على قضية الإجارات والأمر إن شاء الله مأخوذ بالاولوية”.
وتابع :” اما قضايا الطائفة ايضاً لدار الفتوى، كلمتها فيها حقوق الطائفة الطبيعية رفع الضرر عن شباب الطائفة، نتكلم بهذا المنطق لأننا معنيون بالدرجة الأولى بأبنائنا ومجتمعنا ثم بدورنا الوطني الجامع والمنفتح والمتقبل والمحاور والمتزاور والذي يمد الجسور والعلاقات مع سائر مكونات الوطن، نحن والسياسيون ورجالات مجتمعنا علينا أن نعلي الصوت، بل أن نكون في عين الجرأة للحصول عليها كل ما يتعلق بالإنماء ويتعلق بمناطقنا او تتعلق بالتوظيف في الإدارات والوزارات والمؤسسات الرسمية وتتعلق برفع المظلومية ايضا عن من نالهم الظلم من ابناء طرابلس وجوارها والشمال كل ذلك باذن الله تعالى يوفقنا ربنا فيه مع بعضنا البعض بإرادة خالصة وطيبة وجادة وواعية بعد التوكل على الله تعالى”.
وقال :” نحن لانعتدي على أحد ولكننا نحصن انفسنا بحقوقنا الطبيعية التي يجب أن نسعى لها بكل جرأة وجدية بل بانحياز، شكرا لكم فيصل عمر كرامي الله على هذا الجمع وهذا اللقاء المميز”.

مفتي عكار
ثم القى مفتي عكار الشيخ زكريا، كلمة قال فيها :” كان عرسا وطنيا بإمتياز هو ذاك اليوم الذي دعا اليه مفتي الجمهورية لانتخابات المفتين، حيث كان يتصور البعض انه لا يمكن لهذه الاستحقاقات ان تمر ولا يمكن أيضا لهذه الطائفة ان تجتمع، وجرى هذا الاستحقاق في ست مناطق لبنانية وسط شغور رئاسي، ولم يسجل في يوم الانتخاب ولا ما قبله ولا ما بعده اي حادث أمني، ولله الحمد، وهذا يدعونا الى مزيدا من المسؤولية من إخواننا الذين منحونا الثقة وحتى لمن لم يمنحنا الثقة، فالمسؤول راع عن رعيته والحمل كبير لكن بوجود اخوان وأصحاب سماحة وفضيلة وأعوان وثقاة ومصلحة، لا نعدم الخير بإذن الله، وهذا ما نريد ان نؤكد عليه لما استمعنا اليه في كلمة سماحة مفتي طرابلس من ضرورة التكامل على مستوى الطائفة ضرورة التكامل بين كل المواقع لنبني هذا الوطن الذي تأمر عليه المتأمرون ونركز على شمالنا وعكارنا، فكثرة الهجرة، تفريغ للمنطقة وكثرة قوارب الموت، اشكالات أمنية حوادث متنقلة، وهنا نشدد على ضرورة ان تمسك الأجهزة الأمنية الوضع وان تضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الإخلال بالأمن، لذلك لابد من التعاون والتطاوع، كما جاءت وصية نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهو يبعث معاذ بن جبل وابا موسى الاشعري رضى الله عنهما الى اليمن، فوصاهما الوصية وهي وصية لكل مسؤول قال لهما “يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتتطاوعا ولا تختلفا” وهنا علق الامام النووي عليه رحمة الله في شرحه لصحيح مسلم ان التطاوع والتعاون في مصالح الناس هو أصل كل مصلحة، من هنا لا بد من ان نبنى مناطقنا بأنفسنا ونعيد الثقة الى هذه المناطق من خلال ما نشاهده ونراه من المغتربين الذين لا تزال عينهم على هذا الوطن، رغم الجراح والفقر والألم”.
أضاف :” لابد من كلمة ونحن قد انجزنا هذا الاستحقاق، ان ننجز الاستحقاق الرئاسي بمعونة كل السياسيين وكل من يحكم هذا البلد ان يتنازلوا وان يتطاوعوا وان يرحموا هذه الشعوب ويرحموا جوع الجوعانين وان يرحموا انين النساء وصراخ الاطفال، ان يرحموا من يموت على أبواب المستشفيات ويعجز عن تأمين ثمن الدواء ومن يعجز عن تأمين قسط ابنه لمدرسته وجامعته او ايصاله من خلال المواصلات، ان يرأفوا بهذا الشعب وان ينجزوا الاستحقاق الرئاسي حتى تعود الثقة الى البلد والى هذا الوطن”.
وختم :” لا اريد ان اطيل فوجودكم اكبر عنوان للصفاء والسماحة والرحمة والتعاون، شكرا لك معالي الوزير النائب فيصل كرامي على هذه الدعوة الطيبة المباركة واسأل الله تعالى ان يجعل ديارك عامرة دائما بالمحبة والإيمان، اسأله جل وعلا ان يحفظ بلادنا وان يحفظ مناطقنا وان يفتح لنا ولكم سبل الخير والسلام “.

كرامي

كلمة الختام، كانت لصاحب الدعوة النائب كرامي، فقال :” بسم الله الرحمن الرحيم، سماحة مُفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي شرّفنا برعاية هذا اللقاء، مُمثّلاً بسماحة الشيخ محمد عسّاف رئيس المحكمة الشرعية السنية العليا في لبنان. سماحة مُفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام.سماحة مُفتي عكّار الشيخ زيد بكّار زكريا. سماحة مُفتي جُبيل والقضاء الشيخ غسّان اللقيس الذي شرّفنا بقدومه وحضوره بين اهله وناسه قي طرابلس. سماحة المفتي الشيخ الدكتور مالك الشعار،
أصحاب السماحة والفضيلة، السادة العلماء والقُضاة،الحفل الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نجتمع اليوم لكي نُكرّم صاحبي السماحة، مُفتي طرابلس الشيخ محمد إمام ومُفتي عكّار الشيخ زيد بكّار زكريا، وأبلغ تكريمٍ لهما ولكم جميعاً يتجسّد بالمكانة الرفيعة التي اختصّ بها الإسلام أهل العلم والعلماء، ولا مُبالغة بالقول أنه لا يوجد دينٌ رفع من قيمة العلم وأعلى من شأن العلماء كالإسلام، وها هي سورة القلم بدأها الله تعالى بالقول: “نون والقلم وما يسطرون”، كما أن أول آية نزلت في القرآن الكريم هي: “إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربّك الأكرم”.
كما ورثنا عن نبيّنا وقدوتنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام سنناً مُتواترة في تقديم الفقهاء والعلماء على غيرهم من الناس لدرجة قوله في حديثه الشريف: “إن العلماء ورثة الأنبياء”.
وإني أجدد في هذه المناسبة المُباركة لصاحبيّ السماحة مُفتي طرابلس ومُفتي عكّار فوزهما في تولّي سُدّة الإفتاء، الذي نتوخّى أن يكون مدخلاً لتوحيد الكلمة وجمع الصفوف والعمل لما فيه خير الناس في كلّ ما يُرضي الله عزّ وجلّ”.

أضاف :” تعلمون بأنني من بيتٍ أكرمه الله بإرثين، إرثٌ من العمائم وإرثٌ من العمل الوطنيّ، وهذان الإرثان ممتدّان في التاريخ ومتّصلان مع المستقبل، وهما إرثان يتكاملان حيث الهدف واحدٌ وهو خير المجتمع والوطن والغاية واحدة وهي مرضاة ربّ العالمين.
والآن، حين أرى أمامي هذه العمائم الكريمة، يحضرني الحديث الشريف الذي وصف العمائم بالتيجان، لا سيما أن آخر عمامةٍ في بيت أهلي هي عمامة المفتي عبد الحميد كرامي الذي اعتبرها تاجاً مُرصّعاً بالمعرفة والتقوى والكرامة، وحين ناداه العمل الوطني وانخرط في مُعترك النضال، قال يومها انه قادرٌ على تقبّل أي هجومٍ يطاله في العمل السياسي كنائبٍ أو كرئيس حكومة، لكنّه لن يستطيع تقبّل أيّ مساس بعمامة الإفتاء، فكان قراره بخلع العمامة تكريماً لها وحرصاً عليها وتأكيداً على أنها التاج الذي يوجب على صاحبه أن يرتقي اليه في مواضع الارتقاء، وأن ينأى به عن منزلقات الدنيا في مواضع الخلافات والسجالات.
أنطلق من كل ذلك لأقول لكم، أنتم أصحاب العمائم التيجان، عمائم الحقّ وتيجان العدل، والحقّ والعدل ميزان الدنيا والآخرة، ومسؤوليتكم أن يستقيم هذا الميزان دائماً بعيداً عن سفاسف الخلافات السياسية أو الحزبية أو المناطقية، وأنتم أهلٌ لكلّ هذه المبادئ والقيم السامية والنبيلة”.

وقال :” قبل التطرّق الى الشؤون الداخلية، لا بدّ من وقفة امام ما جرى منذ أيام في المسجد الأقصى المبارك.
لقد تابعتم دون شكّ كيف قام الصهيونيّ المتطرّف “ايتمار بن غفير” باقتحام باحات المسجد الأقصى لمدة ربع ساعة تحت حراسةٍ مُشدّدة بوصفه وزير الأمن القومي في حكومة نتانياهو.
ومع أن ما قام به هذا الوزير يُشبه ما يقوم به الجبناء من صغار اللصوص، ورغم أن الاستباحات الصهيونية للأقصى والقدس الشريف مُتواصلة، ورغم أننا لا نتوقّع من العدوّ سوى المزيد من الإنتهاكات والاستفزازات.
رغم كل ذلك فإن ما ترمز إليه استباحة بن غفير لباحات الأقصى واضحة وخطيرة، والرجل يُجاهرُ بها ويدعو لإنشاء كنيسٍ يهوديّ في ما يسمّيه جبل الهيل أي في حرم المسجد الأقصى، كمقدّمة لتزوير أولى القبلتين وثالث الحرمين.
المسألة هنا لم تعد يا أصحاب السماحة والفضيلة، يا اهل الإسلام، يا أهل السنة والجماعة… المسألة لم تعد مسألةً سياسية بل هي قضيةٌ دينية بامتياز وما يفعله هؤلاء الحمقى والبرابرة والمتطرّفون في فلسطين المحتلّة هو اعتداءٌ سافرٌ علينا كمسلمين في ديننا ومُقدّساتنا وعليهم أن يُدركوا بأن الردّ على الاعتداء لن يكون شجباً واستنكاراً وإدانات فقط، فالأقصى أقصانا، ودينُثنا قبل دُنيانا، ومُقدّساتنا دونها الأرواح.
ولا يفوتني أن أوجّه تحيّة إكبارٍ لشباب القدس المرابطين على أبواب الأقصى وفي باحاته، وأقول لهم: “ثقوا بأنكم لن تكونوا وحدكم أيها الأبطال في معركة الدفاع عن شرف وكرامة ومُقدّسات لأمّة”.
واردف :”في هذه المُفترقات الدقيقة التي يعبرها لبنان الدولة والوطن والكيان، اسمحوا لي ان اتطرق الى الثوابت التي أنطلق منها ليس على المستوى الوطني فحسب، وإنما وخصوصاً إنطلاقاً من رؤيتي لدورِ وموقعِ الطائفة السنية في التجربة اللبنانية الإستثنائية بكل المقاييس.
نحن ايها الأفاضل، نحن الطائفة الأمة، وهذا التوصيف ليس توصيفاً رمزيّاً أو معنوياً بل هو حقيقةٌ تاريخية بدأت مع الهجرة النبوية الى المدينة المنورة قبل أكثر من الف و ٤٠٠ سنة، حيث تشكّلت النواة الأولى للأمة الإسلامية التي انطلقت في البلدان والأمصار وأسّست تُراث السلفِ الصالح في الحكمِ والإدارة والسياسة والقضاء والاقتصاد والثقافة والحضارة.
والطائفة الأمة أيها العلماء الأجلّاء، ليست الطائفة التي تخاف أو تُعاني هواجس الأقلّيات أو ينتابُها الإحباط أو اليأس.
الطائفة الأمّة هي الطائفة الجامعة وهي الطائفة الضامنة لكلّ الخائفين، وقد لعبنا هذا الدور في تأسيس لبنان وفي استقلاله وعلينا اليوم أن نُكمل المهمّة في حفظ لبنان وحفظ استقلاله.
نحن طائفة الشراكة الوطنية القائمة على العدالة والمساواة، ونحن طائفة بناء الدولة والمؤسسات، ونحن طائفة السلم الأهليّ والعيش الواحد، ونحن طائفة العروبة.
ولكلّ ذلك أقول أن أي تشتيت لهذه الثوابت ليس فقط إضعافاً للطائفة السنية وإنّما هو إضعافٌ للفكرة اللبنانية، ويجب علينا أن نتصدّى بالعقل والحجّة والممارسة لكلّ محاولات الإضعاف وأن نلعب الدور الذي ينتظره اللبنانيّون من سُنّة لبنان، وهو أن يكونوا كما عهدهم دائماً صمّام الأمان وبُناة العدالة وحُماة المستقبل.
نحن أيها العلماء الأفاضل لا نخشى الوحدة ولا نخشى الانفتاح تحت سقف الثوابت، وهذا ما يؤهّلنا لكي نكون دُعاة حوار دائم بين اللبنانيين للوصول الى الصيغ التي تُطمئِنُ كلّ الأطياق اللبنانية وهو ما يؤهّلنا أيضاً لكي نقول للجميع إن الوصفة السحرة لإنقاذ واستعادة لبنان إسمها اتفاق الطائف الذي صار دستوراً وميثاقاً، وأن علينا الذهاب فوراً الى تطبيق بنود هذا الإتفاق بعيداً عن أيّة مُغامرات قد نعرف من أين تبدأ ولكننا لا نعرف قطعاً أين يتنتهي”.

وختم كرامي :” أتمنّى أن يكون هذا اللقاء الجامع فاتحةً للقاءاتٍ مُتواصلة ومستمرة نناقش فيها كل الأفكار والآراء، ومن جهتي فانني لن أتردّد في طلب المشورة منكم، كما أتمنى أن نتبادل النصح فيما بيننا، وعسى أن يوفّقنا الله لما فيه خير وطننا ومُجتمعنا وطائفتنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *