أدّى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان صلاة عيد الفطر السعيد في مسجد التوبة في طرابلس.
الشيخ شعبان تحدث عن معاني العيد وما يثمره رمضان، والله سبحانه كما قال “كتب عليكم الصيام” قال ايضاً “كتب عليكم القتال وهو كره لكم” وقد أدرك إخواننا في فلسطين المحتلة بجهادهم ومرابطتهم وصبرهم أن الذي يتقن الصيام يستطيع أن يتغلّب على النفس الأمّارة بالسوء، ثم بعد ذلك سيتغلّب على عدوه، ولم يقف الفلسطيني أمام عمليات التقسيم الصهيوني للمسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، هم لم يستجدوا الدول الكبرى ولم يخضعوا للجنة القدس ولا للمهيمنين على أوقاف الأقصى، فكانوا يدافعون بكل لحظة عن المقدسات، فعند كل اجتياح ودخول وتدنيس للمسجد الأقصى كان الرد بعملية طعن أو دهس، أو عملية قصاص من كل أولئك الذين يدنّسون أولى القبلتين وثالث الحرمين، حتى استطاعوا أن يَـلِجوا إلى داخل عاصمة حقدهم وكراهيتهم ليحرّروا أحياء فيها، هو فردٌ واحد استطاع في حي بني باراك في تل الربيع (تل أبيب)، شخص واحد استطاع أن يحرّر منطقة في عدة ساعات وهرب الصهاينة بفرقهم العسكرية أمامه، وهذا الردع الداخلي يؤسّس لمشروع تحرير تحدّث عنه القرآن الكريم في سورة الإسراء، في حين أن الكثير من دولنا تلهث خلف التطبيع وكان أكبر ردّ على تخاذلهم ومؤامراتهم ومؤتمراتهم عمليات في الخضيرة وفي بئر السبع وتل أبيب وغيرها”.
وتابع شعبان “هناك من يتحدث عن التطبيع مع الصهاينة من أجل التنمية الكبرى، كما يزعمون لتكون النتيجة معروفة سلفاً فمصر لا تجد قوت شعبها ويعيش الأردن على المساعدات، ثم أخيراً خدعوا السودان بالتطبيع والتنمية ولكنه لم يحصل شيئاً، فقط دفع هؤلاء إلى التطبيع ولم يحصدوا إلا الأوهام، لقد بتنا قاب قوسين أو أدنى من تحرير القدس وفلسطين، وسيغادر كل أولئك الذين يحملون جنسية مزدوجة من الصهاينة وسنصلي جميعاً في الأقصى قريبا وقريبا جداً إن شاء الله”.
ودعا فضيلته اللبنانيين وهم على أبواب الانتخابات إلى اختيار القوي الأمين، محذراً من انتخاب المفسدين والفاسدين حتى لا يتكرّر ما نعيشه من جحيم، فلا يزال أنموذج غرق قارب الأهالي في بحر طرابلس، يقول لك فيه الساسة” إما أن تختار الموت قهرا أو أن تموت جوعاً أو أن تموت في السجن أو أن تموت غرقاً في البحر وأنت تبحث عن حياة كريمة” لذلك مسؤوليتك أن تغير سياستك، وألا تخضع وأن تنطلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم ” إذا لم تقل أمتي للظالم يا ظالم فقد تودّع منها”، سائلين الله الرحمة لمن قضوا في بحر طرابلس ثم إننا نطالب باستعادة جثامين الغرقى من الأطفال والنساء ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة، ربّما من الخطأ أن يغادروا ولكن من دفعهم إلى ذلك هو الطبقة السياسية، ولقد أرادوا منعهم من المغادرة فأغرقوهم في أعماق البحر، واليوم وبعد هذه الكارثة يجب تأمين غواصة لاستخراج الجثامين والزورق الغارق، لإثلاج قلوب أهاليهم، الذين يسعون لدفن فلذات أكبادهم في مقابرهم.
وختم فضيلته ” كل سياستنا على المستوى اللبناني ليست سياسة شرعية ، الإسلام حيث يوجد العدل حيث يوجد التكامل حيث يوجد الأمن، وحين يختفي كل ذلك لا يكون ذلك إسلاماً حتى لو حكمنا من اسمه محمد وعبد الله وأحمد ومحمود، لذلك ابحثوا عن خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فالإسلام الحق والحُكم والسلطة الحق هي التي تؤمّن للناس معاشهم، هي التي تؤمّن للناس مطعمهم ومأواهم “إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى” فتحرّكوا على هذه الخلفية وعلى هذا الأساس وعلى خلفية التضامن وتقاسم لقمة العيش، وأحسنوا الاختيار، حتى يأذن الله تعالى لنا بالخروج من تحت طبقة سياسية فاسدة حكمت باسم الاستعمار الفرنسي والبريطاني وتحكم اليوم باسم الاستعمار الأميركي اليوم، لا تصدقوا أن مشروع الكفر العالمي يريد أن يقدم لكم البحبوحة والرخاء، من أفسد ليس الشعب، الشعب مسؤول عن اختياره فقط، ولكن من أفسد الطبقة السياسية هو تحكم المنظومات الدولية بها وحمايتهم لها، أما سمعتم العهود التي تحدثت عنها السفيرة الأميركية دوروثي شيا من غاز مصري وكهرباء أردنية ليتنعم الناس في لبنان وبعد ذلك لم يحصل من ذلك شيء؟ لماذا؟ لأنها تريد من خلال الانتخابات أن تضغط على الناس ليكونوا خدما لمشروعها، ولن يتحقق لها ذلك بإذن الله ونحن منتظرون، لأننا ننتظر خليفة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يقيم العدل بين الناس.
الشيخ شعبان تبادل التهاني بالعيد عقب الخطبة مع المصلين في صحن المسجد وحرمه، ثم انتقل مع جمع من المحبين إلى ضريح العلامة المجاهد سماحة العلامة الشيخ سعيد شعبان رحمه الله حيث قرأوا سورة الفاتحة عن روحه الطاهرة.