استكمال اتفاقيات التطبيع بين الخرطوم و”تل أبيب” مسألة وقت

تحدثت مصادر في المؤسسة السياسية الصهيونية والأوساط الدبلوماسية في الأراضي المحتلة عن التقدم الذي طرأ مؤخراً على الاتصالات التي تجريها الإدارة الأميركية مع دولة السودان، من أجل إيجاد حلول للقضايا التي تعيق التطبيق الكامل لاتفاقات التطبيع مع “تل أبيب”.

وعلى الرغم من توقيع اتفاق التطبيع بين الجانبيْن رسميًا في الأيام الأخيرة من ولاية دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، لم يطرأ أي تقدم عملي في تنفيذ الجزء السوداني الإسرائيلي من اتفاقيات “ابراهام”. وعلى الرغم من التصريح الصادر في كانون الثاني بأنه سيتم توقيع الاتفاق الفردي في المستقبل القريب، إلا أن العملية توقفت، بحسب ما أوردت صحيفة “معاريف”.

وأوضحت مصادر في الحكومة السودانية للصحيفة أنه قبل توقيع اتفاقيات التطبيع مع “إسرائيل”، يجب تسوية العديد من القضايا المهمة الأخرى، مثل مطالبة الخرطوم بمنح حصانة من المطالبات المستقبلية للعائلات المتضررة من الهجوم على البرجيْن. وأضاف مسؤولون سودانيون أن بلادهم بصدد تشكيل حكومة مدنية دائمة، ولن تتمكن من توقيع الاتفاقية مع “إسرائيل” إلا بعد تسويتها.

يتزامن ذلك مع ما أعربت عنه مصادر العدو، على ما تقول “معاريف”، من مخاوف انسحاب السودان الهادئ من اتفاقيات “ابراهام”.

وعليه، من الممكن أن تكون إدارة الرئيس الأمريكي بايدن قد جددت بل وسرّعت في الآونة الأخيرة اتصالاتها مع المسؤولين السودانيين ، من أجل حل القضايا التي لا تزال في طريقها لإتمام اتفاقيات “ابراهام” من جانب السودان.

وبحسب مصادر مطلعة على تفاصيل الاتصالات، فقد مارس المسؤولون الأمريكيون ضغوطا على المسؤولين السودانيين للهدف ذاته.

في غضون ذلك، شارك وفد صهيوني من الوزراء وأعضاء الكنيست هذا الأسبوع في مؤتمر إقليمي بمناسبة عام اتفاقيات “ابراهام” الذي عقد في أبو ظبي. ومثّل كيان العدو الوزيران ماتان كاهانا وإيلي أفيدار ونائبا الوزيرين إيدان رول وأفير قرا وعضو الكنيست إميلي معطي.

وحضر المؤتمر ممثلو الدول الموقعة على اتفاقيات التطبيع مع “إسرائيل”. وخلال الزيارة، التقى وزير التعاون الإقليمي عيساوي فراج بوزير العدل السوداني عبد الباري الذي أشار أمامه إلى أن اتفاقيات “ابراهام” كانت “الشيء الصحيح والضروري لتحويل المحادثات إلى أفعال”.

مصادر إسرائيلية قالت لـ”معاريف” إنه نقل في محادثات أجراها الوزير السوداني مع أعضاء الوفد الإسرائيلي رسالة مفادها أن بلاده قريبة جدا من تنفيذ اتفاقيات التطبيع، وأن هذه مسألة وقت قريب جداً”، على حد تعبيرها.

مع ذلك، أبدت مصادر دبلوماسية صهيونية بعض الشكوك مؤكدة أنه رغم الرغبة في تنفيذ الاتفاق والنية الحسنة التي عبّر عنها الوزير السوداني في لقاءاته مع السياسيين الإسرائيليين، بقيت مسائل لم يتم التوصل فيها إلى حلّ وهي موجودة الآن في مفاوضات بين السودان والإدارة الأميركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *