لم يكن الطريق للوصول الى لحظة التقاط الصورة التذكارية للحكومة الجديدة سالكًا بسهولة. منذ استقالة حكومة الرئيس حسان دياب في 10 آب 2020 والمفاوضات بشأن تأليف الحكومة تتراوح بين “مد وجزر”. 13 شهرًا من التفاؤل والتشاؤم مرّت بها البلاد قبل أن تثمر اتصالات الأيام الماضية بتشكيل حكومة جديدة برئاسة نجيب ميقاتي الخطوة التي يعوّل عليها البعض وسط الأزمات التي تتخبّط بها البلاد.
وقبيل انعقاد الحكومة أولى جلساتها لتشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري اليوم الإثنين، جرى التقاط الصورة التذكارية بحضور الرؤساء الثلاثة على درج حديقة الرؤساء في القصر الجمهوري حيث بكّر الوزراء الجدد في الوصول تباعا، فيما توجهوا الى قاعة 25 أيار لانعقاد الجلسة الحكومية برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور الرئيس ميقاتي والوزراء بعدما غادر رئيس مجلس النواب نبيه بري القصر الجمهوري.
الرئيس عون: أكثروا من العمل
الجلسة التي استمرّت لحوالى نصف ساعة، أكّد في مستهلها الرئيس عون أنَّ هذه الحكومة الرابعة في ولايته الرئاسية شكلت بعد انقضاء 13 شهرًا على حكومة تصريف الأعمال، مشيرًا إلى أنَّه خلال هذه الفترة تفاقمت الاوضاع: اقتصاديًا، ماليًا، نقديًا، اجتماعيًا، وتراجعت الظروف المعيشية للمواطنين إلى مستويات غير مسبوقة.
وقال “نحن أمام مسؤوليات وطنية وتاريخية كبرى لتفعيل دور الدولة ومؤسساتها واستعادة الثقة بها، يجب الا نضيع الوقت اذ لم يعد لدينا ترف البطء والمماطلة”.
وأوضح الرئيس عون أنَّ المطلوب إيجاد الحلول العاجلة لمعالجة الأوضاع المعيشية للمواطنين، وإطلاق ورشة عمل سريعة لوضع لبنان على طريق الإنقاذ والتعافي والنهوض، مشددًا أنَّ على الحكومة أن تعمل كفريق عمل واحد متجانس متعاون لتنفيذ برنامج إنقاذي، وتركيز الجهد لتحقيق المصلحة الوطنية العليا ومصالح المواطنين.
وأوصى رئيس الجمهورية الوزراء بالإقلال من الكلام والإكثار من العمل لأنَّ أمامهم تحديات كبيرة، مضيفًا “ستواجهنا صعوبات كبيرة وسنعمل على تذليل واستنباط الحلول الممكنة”.
ولفت إلى أنَّ “الخارج والداخل يعول على نجاحنا لمعالجة الأزمات المتراكمة والمتداخلة وكلما أظهرنا جدية والتزامًا وتصميمًا كلما وقفت الدول الشقيقة والصديقة إلى جانبنا”، مؤكدًا أنَّ الأولوية هي التخفيف من معاناة اللبنانيين وتوفير حاجاتهم الملحة.
وتمنى الرئيس عون على اللجنة الوزارية أن تضمن البيان الوزاري إضافة إلى الثوابت الوطنية وخطة التعافي التي أقرتها الحكومة السابقة وما ورد من إصلاحاتٍ في المبادرة الفرنسية، وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها واستكمال التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت والإسراع في خطة مكافحة الفساد.
وأردف “يجب أن يضمن البيان الوزاري استكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومتابعة تنفيذ خطة البطاقة التمويلية ووضع خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي والعمل على عودة النازحين السوريين، واستكمال وتنفيذ خطة الكهرباء”.
الرئيس ميقاتي: الناس تتطلع إلى الأفعال
من جهته، استهل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كلمته بأنَّ البلد يتطلب اجراءات إستثنائية، فبانتظارهم الكثير من العمل والتعب، معتبرًا أنَّ “بالإرادة الصلبة والتصميم والعزم والتخطيط نستطيع جميعًا كفريق عمل واحد، أن نحقق لشعبنا الصابر والمتألم بعضا مما يأمله ويتمناه”.
وتوجه الرئيس ميقاتي إلى الوزراء قائلًا “لا تخيبوا آمال اللبنانيين، لتكن اقوالكم مقرونة بالأعمال، والوقت ثمين ولا مجال لإضاعته، ونجاحكم في وزاراتكم يعني نجاح جميع اللبنانيين في الوصول إلى ما يؤمن لهم حياة كريمة لا ذلّ فيها ولا تمنين”.
وطلب منهم الإقلال من الإطلالات الإعلامية لأن الناس تتطلع إلى الأفعال ولم يعد يهمها الكلام والوعود، مشددًا على أنَّ الحكومة ستنكب على معالجة موضوع المحروقات والدواء بما يوقف إذلال الناس.
رئيس الحكومة أكَّد ضرورة التنسيق الدائم بين الوزراء في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين أكثر من وزارة، والتنسيق بين الوزارات عند الضرورة، لافتًا إلى أنَّه من الضروري التعاون من قبل الجميع وهو أمر أساسي لإنجاح أي عمل حكومي.
وأردف الرئيس ميقاتي أنَّ “حكومتنا ستعمل من أجل كل لبنان ومن أجل جميع اللبنانيين ولن تميز بين من هو موالٍ أو معارض، من أعلن دعمه لنا ومن لم يعلن ذلك، ومن سيمنحها ثقته بعد أيام أو من سيحجبها عنها وسنمارس هذا الدور من دون أي كيدية وذلك تحت سقف القانون”.
وتشكلت لجنة صياغة مسودة البيان الوزاري برئاسة وعضوية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزراء العدل، الطاقة، المالية، الثقافة، الداخلية، التنمية الادارية، الاعلام، التربية، العمل والزراعة، وستعقد اللجنة الوزارية أولى جلساتها عند الواحدة بعد ظهر اليوم في السرايا.
وكان قد وصل الرئيس ميقاتي والوزراء بالإضافة لرئيس مجلس النواب نبيه بري إلى قصر بعبدا لالتقاط الصورة التذكارية للحكومة الجديدة.