لقاء تاريخي بين وزيري خارجية تونس وسوريا يمهّد لعودة العلاقات

تونس – روعة قاسم العهد الاخباري

التقى وزير الشؤون الخارجية التونسي عثمان الجرندي بنظيره السوري فيصل المقداد في لقاء وُصف بالتاريخي، وذلك على هامش الدورة 76 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة. وحضر اللقاء نائب الوزير بشار الجعفري وبقية أعضاء الوفدين.

وبحسب بيان لوزارة الخارجية التونسية، “فإن هذا اللقاء مثّل مناسبة لاستعراض علاقات الاخوّة العريقة بين تونس وسوريا والشعبين الشقيقين وتطورات الأوضاع في سوريا ومسار التسوية السياسية للأزمة”.

وأكّد الجرندي في هذا السياق أنّ تونس لا تدّخر جهدًا من أجل الإسهام الفاعل في إعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا بما يضع حدا لمعاناة الشعب السوري ويساهم في تحقيق تطلعاته، وبما يمكّن سوريا من الحفاظ على وحدتها وسيادتها واستقلالها، واستعادة دورها ومكانتها الطبيعية في الفضاء العربي وعلى الساحتين الإقليمية والدولية.

من جانبه، استعرض الوزير المقداد تطوّرات الأوضاع في سوريا ومجمل التحدّيات الماثلة، معربًا عن تقديره واحترامه لتونس وللجهود التي تبذلها بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن في دفع مساعي الحلّ للأزمة السورية.

مفاجأة سارة

لقد شكّل هذا الحدث الهام مفاجأة سارة لشرائح تونسية عديدة لطالما أكدت أهمية عودة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وتونس الى سابق عهدها.

الناشطة التونسية هند يحيى هي مؤسسة “اللجنة التونسية لصدّ العدوان على سوريا ” في سنة 2012 -وهي اللجنة التي ساهمت في قيادة تحركات هامة من أجل التضامن مع سوريا ومساندتها وفضح المؤامرة والكشف عن الحقيقة -، وأكدت في حديثها لـ” العهد” أن اللقاء الذي جمع وزيري خارجية تونس وسوريا هو مؤشر هام على عودة العلاقات بين البلدين الشقيقين قريبًا. وأضافت: “كانت مفاجأة سارة للشعب التونسي وللوطنيين الذين ناصروا سوريا منذ بداية الهجمة عليها”.

وتابعت: “واعتقد أن اللقاءات الجانبية فيها اعلان للنوايا ومحاولة للتنسيق في الفضاء العربي خاصة مع سوريا في خضم هذا الظرف الدقيق. وهي خطوة إيجابية ومفرحة لنا وللشعب التونسي”.

وأعربت الناشطة التونسية عن أملها بأن تكون سوريا حاضرة في المؤتمر القادم للجامعة العربية، مشيرة الى أن الجزائر وتونس تخوضان حراكا دبلوماسيا، من أجل أن تكون دمشق حاضرة فيه.

وقالت: “آن الأوان لأن ترجع سوريا للحضن العربي”.

ملفات هامة

وأكدت أن هناك ملفات هامة تنتظر البلدين إضافة الى الملف الدبلوماسي، وهي الملف الأمني وشبكات تسفير الإرهابيين. وأكدت أن سوريا أعربت في أكثر من مناسبة عن استعدادها لتبادل المعلومات مع السلطات التونسية.

وقالت: “أعتقد أنه في سياق هذا التقارب الجديد والمباشر بين سوريا وتونس من خلال هذه الزيارة لوزير الخارجية التونسي لنظيره السوري، فإنه من الأهمية بمكان فتح هذه الملفات الأمنية الحساسة لما فيه مصلحة واستقرار البلدين وفي سياق مكافحة الإرهاب التكفيري”.

وتابعت: “اليوم يجب أن يعيد العالم النظر في حساباته فيما يتعلق بالعلاقة مع دمشق خاصة بعد أن كشفت حقيقة المؤامرة الكونية على هذا البلد الذي واجه جحافل الإرهابيين في هذه الحرب الوحشية على سوريا الحضارة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *