الحل الوحيد للأزمة اللبنانية، وخفض الدولار وعودة الودائع

بقلم ناجي امهز
كثيرون الذين سألوني، لماذا منذ فترة لم اكتب.
فكان جوابي لمن اكتب: لشعب اشرح له عن مأساته التي يعيشها بطوابير الذل والقهر والحرمان، واذا كان هذا الشعب نفسه الذي ينتظر ساعات وساعات لا يشعر بذله واهانته لنفسه، هل يعقل ان كلماتي ستجعله يشعر بذله وقهره.
هل اخبر الشعب اللبناني كما قال نقيب المستشفيات حتى الأغنياء لن يتمكنوا من الطبابة، وانه يعيش بلا ماء ولا كهرباء، بسبب هؤلاء السياسيين، اذا كان هذا الشعب حتى هذه اللحظة لم يشعر بعظمة مصيبته، فلا يوجد شيء ينقذه من جهله، حتى لو ارسل الله له الف رسول وقديس لن يخرجوه من الجاهلية التي يعيش بها.
ام انه علي ان احذر الشعب من سرقة ودائعه وتدمير مستقبله وانهيار عملته، فهذا الشعب سرقت ودائعه وانهارت عملته وتدمر مستقبله.
اذا كان كل هذا الشعب لا يستطيع ان يقف بوجه المصارف، التي خدعته وكذبت وضحكت عليه عندما قالت له حول دولاراتك الى العملة الوطنية، وبعد ان تأكدت المصارف ان غالبية الودائع اصبحت بالليرة قفز الدولار، للتحول اموال اللبنانيين الى ورق.
ماذا تفعل كل احرف ابجديتي.
هل اخبر الشعب عن هجرته لأرض اجداده، اذا لم يشعر الشعب بهجرة ابنائه من حوله وفقدانهم ببلاد الاغتراب، هل يعقل ان يذكره مقال بابنه او ابنته، او يجعله يفكر الان باي ظروف يعيشون.
لمن اكتب لشعب، اقول له انظر ان السياسي الذي تنتخبه يضحك وينكت بينما انت تبكي،
ام اكتب لسياسي لأقول له عيب عليك تضحك وتنكت، وشعبك يبكي، وربما وبخني السياسي وقال لي شعبي وانا حر فيه، ومن اخبرك بانني اريد ان اجعله يضحك.
عن ماذا اكتب عن الوحدة الوطنية، وكل مواطن منا يعيش الانقسام والانفصام الشخصي،
الدولة مضطرة ان ترفع الدعم، واكبر دول العالم واكثر الشعوب ثراء لا تستطيع ان تتحمل اعباء رفع الدعم، والله وحده يعلم ماذا سيحل بالشعب اللبناني،
هل سمعنا احد سال المنظومة السياسية الحاكمة طيلة ثلاثة عقود ماذا كانت تفعل.
وان كانت تعلم ان مال الشعب والخزينة يهدر، لماذا لم توقف الهدر
واذا كانت تعلم وانت غير قادر على وقف الهدر، لماذا بقيت تشارك السلطة السياسية.
واذا كانت لا تعلم ماذا كانت تفعل، بالسلطة السياسية.
وما هي الخطط والمشاريع التي اعدت لمثل هكذا يوم.
وان كنت لا تعرف جوابا على كل هذه الاسئلة، لماذا كنت تأخذ راتبك من الشعب، ولماذا وقفت بوجه من كان بإمكانه ان يصلح البلد، ويهتم بمستقبل الشعب.
لا السياسي سال نفسه او حكم ضميره، ولا الشعب استخدم عقله، وحاسب السياسي.
وعيب على غالبية هذه الطبقة السياسية ان لا تحقق وعدا واحدا وعدت به الشعب، وعيب على الشعب ان يصدق بعد عقود من الكذب، هذه الطبقة.
دعونا لا نضحك على انفسنا، دعونا اقله نحترم عقولنا.
كل الحضارات والامم والشعوب التي انقرضت واندثرت وانتهت، هو بسبب شعبها، الذي توقف عن التطور، ومواكبة التغيير.
في الصومال يوجد شعب ولكن لا يوجد دولة، هل الحق على البقعة الجغرافية او على العقول الفارغة والهمجية.
الوضع مرعب وكارثي، والمجهول ينتظرنا.
وشعب لبنان ليس غبيا، وان كانت كل تصرفاته غير عقلانية، واذا لم يتحرك هذا الشعب من اجل تحقيق وحدة ونهضة وطنه، فلا يحق له ان يطالب احد او يسال احد، على ما الت اليه الامور.
والحل الوحيد للازمة اللبنانية، وخفض الدولار وعودة الودائع، وخلق استقرار سياسي اقتصادي اجتماعي ثابت، هو تغيير اسلوبنا وتخلينا عن طوائفنا لصالح الوطن، او حتما سنجد انفسنا من دون اي مقومات للحياة ولاحقا دون بقعة جغرافية اسمها الوطن، وحتى ان بقي الوطن، سنكون خارجه في اصقاع الدنيا بحثا عن لقمة عيشنا.
وكما تكونوا يولى عليكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *