المكالمة الأخيرة بين بايدن وأشرف غني: لا استشراف لسقوط كابل

كشفت وكالة “رويترز” عما دار في آخر مكالمة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الأفغاني وقتها أشرف غني، قبل أن تتمكن حركة “طالبان” من السيطرة على العاصمة كابول والبلاد بأكملها.

وأظهر تفريغ لمكالمة هاتفية أن الاتصال الأخير تضمن مناقشة الزعيمين المساعدات العسكرية والإستراتيجية السياسية وتنظيم المراسلات التكتيكية، لكن لم يكن أي منهما مدركًا أو مستعدًا لأن تسقط البلاد بأكملها في يد “طالبان”.

وبحسب “رويترز”، عرض بايدن -خلال المكالمة- مساعدات في حال تمكن غني من أن يوضح علنًا أن لديه خطة للسيطرة على الأوضاع المتدهورة في أفغانستان، وقال: “سنواصل تقديم دعم جوي مكثف إذا علمنا ما هي الخطة”.

كما نصح بايدن غني بأن يحصل على موافقة أفغان نافذين على إستراتيجيته العسكرية من وقتها فصاعدا، ثم وضع “شخصية مقاتلة” لتقود تلك الجهود، في إشارة إلى وزير الدفاع الجنرال بسم الله خان محمدي.

وأشاد بايدن في المكالمة بالقوات المسلحة الأفغانية التي دربتها ومولتها الحكومة الأميركية، وقال لغني: “من الواضح أن لديك أفضل جيش، لديك 300 ألف جندي مسلحون جيدا، مقابل 70 أو 80 ألفا، وهم بالطبع قادرون على القتال جيدا”.

وفي أغلب المكالمة ركز بايدن على ما وصفها بأنها “نظرة” الحكومة الأفغانية للمشكلة، وقال: “أحتاج لأن أقول لك وجهة النظر والمفهوم السائد حول العالم وفي أجزاء من أفغانستان، أعتقد أن الأمور لا تسير بشكل جيد فيما يتعلق بالقتال ضد طالبان، وهناك حاجة -إذا كان ذلك صحيحا أو لا- لرسم صورة مختلفة”.

وأشارت كلمات الرئيس الأميركي إلى أنه لم يكن يتوقع حدوث الانهيار بعد 23 يوما، فقد قال بايدن: “سنواصل الكفاح بقوة، دبلوماسيًا وسياسيًا واقتصاديًا، للتأكد من أن حكومتكم لن تبقى فقط لكنها ستستمر وتنمو”.

وأبلغ غني بايدن أنه يعتقد أن السلام يمكن أن يتحقق لو استطاع “إعادة التوازن للحل العسكري”، لكن بايدن أضاف “نحتاج إلى أن نتحرك على وجه السرعة”.

بايدن: المهمة في أفغانستان لم تنته بعد

بالموازاة، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، في كلمة، الثلاثاء، بمناسبة إكمال إنهاء الوجود الأميركي في أفغانستان أنه يتحمل “مسؤولية” قرار الانسحاب، واعتبره أنه “القرار الأفضل والصحيح للولايات المتحدة”.

وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض: “إننا بعيدون عن انتهاء المهمة”، مشيرا إلى أن أولويته في المرحلة المقبلة هي ضمان عدم استخدام أفغانستان لشن هجمات على الولايات المتحدة.

وقال: “سنتابع أفعال طالبان وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها، ولا مصلحة لنا بالبقاء في أفغانستان باستثناء ردع أيّ هجوم على الولايات المتحدة.. سنواصل الكفاح ضد الإرهاب في أفغانستان وفي كل مكان”.

وأكد الرئيس الأميركي بعد إنجاز الانسحاب الأميركي من أفغانستان أن الخيار الذي كان متاحا أمامه كان “إما المغادرة أو التصعيد. لم أكن مستعدا لإطالة أمد هذه الحرب إلى ما لا نهاية وأمد الخروج إلى ما لا نهاية”.

وقال: “الأول من مايو كان موعد الرحيل الذي أقره سلفي (دونالد ترامب). منذ تولي منصبي كانت طالبان في أفضل وضع منذ 2001 واستحوزت على حوالي نصف البلاد. البعض كان يرى الاستمرار في ما نفعله لكن الحقيقة كل شيء تغير. الخيار كان إما الرحيل أو عودة عشرات الآلاف من الجنود للحرب”.

وأكد أن كبار مستشاريه العسكريين والمدنيين والقادة على الأرض نصحوه بضرورة عدم البقاء هناك وسحب الجنود المتبقين.

وجود أميركي دائم في الدوحة؟

وعلى صعيد المواقف من التطورات في أفغانستان، أفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن يعمل مع القطريين لإقامة وجود أميركي دائم في الدوحة، مهمته قيادة وتنفيذ سياسات الولايات المتحدة المقبلة تجاه أفغانستان.

وقالت ساكي إن “من مكونات دبلوماسيتنا تجاه أفغانستان إقامة وجود لنا في الدوحة، حيث يمكننا العمل من هناك دبلوماسيا، والتواصل مع المسؤولين القنصليين والدبلوماسيين الذين يعملون على إخلاء المواطنين الأميركيين وشركائنا الأفغان الآخرين الذين يريدون مغادرة أفغانستان”.

وأضافت ساكي خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة تعمل مع قطر وتركيا للإبقاء على مطار كابل قيد التشغيل المدني، وأردفت “في ما يخص مطار كابل، فإن ما نعمل عليه، وبالتحديد مع شركائنا المهمين القطريين والأتراك، هو إعادة تشغيل الجانب المدني من المطار، حتى نتمكن من استخدامه ليس فقط للرحلات الجوية لمغادرة الناس، ولكن أيضا لإيصال المساعدات الإنسانية التي نعمل عليها من خلال برنامج الغذاء العالمي”.

مكتب دبلوماسي

من جانبه، قال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن المكتب الدبلوماسي الخاص بأفغانستان بدأ العمل في الدوحة، وسيحافظ على التواصل مع طالبان. وأضاف برايس إن العاصمة القطرية الدوحة موقع للانخراط الدبلوماسي مع أفغانستان، وأشار إلى أن المكتب الأميركي في الدوحة الخاص بأفغانستان سيقوم بأدوار السفارة الأميركية المتوقفة في كابل، وسيحافظ على التواصل مع المكتب السياسي لحركة طالبان.

وتابع أن “مكتب الدوحة سينخرط مع المكاتب الخارجية الأفغانية الخارجية التي انتقلت إلى العاصمة القطرية، وأماكن أخرى في المنطقة، الدوحة هي موقع للدبلوماسية في ما يخص أفغانستان”.

وعبر حسابه على “تويتر” اعتبر الرئيس الأمريكي أن قرار الانسحاب من أفغانستان “لا يتعلق فقط بهذه البلاد، بل يتعلق الأمر بإنهاء حقبة من العمليات العسكرية الكبرى”. ​

كما نشر بايدن مقطع فيديو لكلمة له، حيث قال: “لا يوجد شيء منخفض الدرجة أو منخفض المخاطر أو منخفض التكلفة في أي حرب، لقد حان الوقت لإنهاء الحرب في أفغانستان باقترابنا من 20 سنة من الحرب والألم والتضحيات، إنه الوقت للنظر إلى المستقبل، وليس الماضي، لمستقبل أكثر أمنا وأمانا. أعتقد أن هذا القرار هو القرار الصحيح، القرار الحكيم، وأفضل قرار لصالح الولايات المتحدة”.

مكتب دبلوماسي

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن المكتب الدبلوماسي الخاص بأفغانستان بدأ العمل في الدوحة، وسيحافظ على التواصل مع طالبان. وأضاف برايس إن العاصمة القطرية الدوحة موقع للانخراط الدبلوماسي مع أفغانستان، وأشار إلى أن المكتب الأميركي في الدوحة الخاص بأفغانستان سيقوم بأدوار السفارة الأميركية المتوقفة في كابل، وسيحافظ على التواصل مع المكتب السياسي لحركة طالبان.

وتابع أن “مكتب الدوحة سينخرط مع المكاتب الخارجية الأفغانية الخارجية التي انتقلت إلى العاصمة القطرية، وأماكن أخرى في المنطقة، الدوحة هي موقع للدبلوماسية في ما يخص أفغانستان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *