أكدت مؤسسة القدس الدولية أن المسجد الأقصى المبارك دخل مرحلة مفصلية من تصفية هويته بِفرض الطقوس التوراتية فيه.
واعتبرت المؤسسة الدولية أن مسؤولية الدفاع عن الأقصى تفرض واجباتٍ عاجلة على جماهير القدس والأرض المحتلة وعلى المقاومة وعلى الشعوب العربية والإسلامية.
وأشارت إلى أن المسجد الأقصى المبارك شهد على مدى موسم الأعياد التوراتية الحالي عدوانًا لم يشهد مثيله منذ احتلاله عام 1967، إذ عملت “جماعات المعبد” المتطرفة وحكومة الاحتلال على المضي قدمًا في أجندة “التأسيس المعنوي للمعبد” عبر فرض كامل الطقوس التوراتية في الأقصى.
وأضافت أن “الواجب يملي علينا اليوم أن ننقل صرختنا للأمة العربية والإسلامية وقواها الحية بأن الأقصى قد دخل مرحلة مفصلية من تصفية هويته، وبأن المعركة على الأقصى باتت معركة وجود إما أن نكون فيها أو لا نكون، وهو ما يحتم توجيه الاهتمام والطاقات نحو الدفاع عن الأقصى ودعم الرباط فيه، وتحمل المسؤوليات تجاهه بشكلٍ عملي يتجاوز البيانات والمواقف اللفظية”.
ووجّهت مؤسسة القدس الدولية نداءها إلى المرابطين والمقدسيين والأهالي في الداخل المحتل عام 1948 وفي الضفة الغربية بأن المسجد الأقصى بات مكشوف الظهر أكثر من أي وقتٍ مضى. وأردفت: “لكن إرادتكم أثبتت بالبرهان الحي أنها أعلى صوتًا وأمضى حدًا من أي ظهيرٍ آخر يُرتكن إليه في الدفاع عن الأقصى، فأنتم أصحاب الهبات الخمس المباركة التي ألجمت المحتل حدَّه في كل مرة”.
وقالت: “لقد كان صمودكم ورباطكم ودفاعكم عن الأقصى وعن حي الشيخ جراح هو الذي استدعى إلى الفعل عناصر القوة والردع الأخرى في معركة سيف القدس المباركة”.
ودعتهم إلى أن “يجددوا العزم وأن يمضوا على عهدهم مع الأقصى فالأمة معهم، والله معهم بقوته، فالأقصى كان مفجر الصراع على مدى ثلاثة عقودٍ خلت، ويبدو أن قدَره أن يبقى كذلك ليكون مفجر معركة التحرير بإذن الله”.
كما دعت المقاومة في كل أماكن تواجدها إلى وضع استراتيجية سياسية وعسكرية تضع العدوان على الأقصى في قلب معادلات التصعيد والتهدئة ضمن الإمكانات المتاحة.
وأكدت أن “معركة سيف القدس تحت النار من وقف اقتحامات المسجد الأقصى المبارك لمدة 19 يومًا شكلت أطول إغلاقٍ لباب الاقتحامات منذ 21-8-2003، وجعلت الاحتلال يزِن عودة الاقتحامات وحجم العدوان خوفًا من تداعيات الرد”.
وشددت على أن “المسجد الأقصى مقدس إسلامي ائتُمنت عليه الأمة بكل شعوبها وأجيالها، وأن الحفاظ عليه وتحريره مسؤوليتنا جميعًا، كما الحفاظ على المقدسات المسيحية والهوية العربية الأصيلة للقدس”.
وأضافت “العدوان الحالي على الأقصى يحتّم ضرورة التحرك الشعبي لدعم المرابطين ونصرتهم، وللضغط على الحكومات لتتحمل مسؤوليتها تجاه الأقصى، ولتقويض موجة التطبيع التي تضفي المشروعية على العدوان على الأقصى وتشكل صكّ بيعٍ له”.
وتابعت: “نداؤنا إلى الحركات والتيارات الشعبية أن تحافظ على الأقصى والقدس في صدارة وعيها واهتمامها، وأن لا تسمح بتمرير عدوانٍ سافر كهذا دون تحركٍ شعبي فاعلٍ ضده”.