أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عن استشهاد الأسير المحرر المريض بالسرطان حسين مسالمة في المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله بالضفة الغربية.
وقد أُفرج عن الأسير مسالمة (39 عامًا)، من بلدة الخضر جنوب بيت لحم بتاريخ 14 شباط/فبراير 2021 وتم نقله إلى مستشفى “هداسا” في مدينة القدس المحتلة.
مدير هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيت لحم منقذ أبو عطوان قال إن مسالمة واجه منذ نهاية العام الماضي تدهورًا على وضعه الصحي، وعانى من أوجاع استمرت لأكثر من شهرين، ماطلت خلالها إدارة سجون الاحتلال في نقله إلى المستشفى، ونفّذت بحقه سياسة الإهمال الطبي الممنهجة (القتل البطيء)، إذ كان يقبع حينها في سجن “النقب الصحراوي”، إلى أن وصل لمرحلة صحية صعبة، ونُقل إلى المستشفى ليتبين لاحقًا أنه مصاب بسرطان الدم (اللوكيميا)، وأن المرض في مرحلة متقدمة.
ومكث مسالمة في مستشفى “هداسا ” حتى 13 أيلول/سبتمبر الحالي حيث نقل إلى المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله.
نادي الأسير أكد أنّ الاحتلال هو المسؤول عمّا وصل إليه الأسير مسالمة، إذ نفّذ بحقه جريمة الإهمال الطبي، التي طالت وما زالت تطال المئات من الأسرى في سجون الاحتلال.
وأضاف أنّ المعطيات الراهنة بشأن الأسرى المرضى في سجون الاحتلال خطيرة، مع تسجيل حالات جديدة بإصابتها بأوارم بدرجات مختلفة، لا سيما بين الأسرى الذين أمضوا أكثر من 20 عامًا.
وطالب نادي الأسير المؤسسات الدولية الحقوقية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، بضرورة التدخل العاجل والجدي بالتدخل للإفراج عن الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، وإرسال لجنة طبية محايدة.
“حماس” تحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير
وحمّلت حركة “حماس” الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير المحرر حسين مسالمة، والذي تعرض لتعذيب وإهمال طبي متعمد، ولظروف اعتقال سيئة للغاية خلال فترة اعتقاله، كما باقي الأسرى في سجون العدو الصهيوني.
واعتبرت الحركة أن هذه الجريمة بحق الإنسانية تضاف إلى سجل الاحتلال الأسود وسلسلة جرائمه بحق أسرانا البواسل، وتعكس حجم انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى المرضى بشكل خاص، والأسرى الفلسطينيين بشكل عام.
ودعت “حماس” كل أبناء الشعب الفلسطيني ومكوناته وفصائله للبقاء على عهدهم مع أسرانا البواسل، والمشاركة الفاعلة والقوية في جميع الفعاليات والأنشطة الداعمة والمساندة لقضايا الأسرى وحقوقهم العادلة، والاستمرار في الضغط على الاحتلال بكل أدوات النضال والكفاح والفعل الشعبي لفضح جرائمه وإنهاء معاناتهم.
كما طالبت الحركة كل المؤسسات الحقوقية الإنسانية والدولية بالعمل الفوري والجاد لإنقاذ حياة آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ومحاسبته على جرائمه وانتهاكاته بحقهم.
226 أسيرًا استشهدوا داخل سجون الاحتلال منذ العام1967
بدوره، بيّن رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية عبد الناصر فروانة أن 226 أسيرًا استشهدوا داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي منذ العام 1967، هذا بالاضافة الى مئات آخرين استشهدوا بعد خروجهم من السجن متأثرين بأمراض ورثوها من السجون وما تعرضوا له من تعذيب واهمال طبي خلال فترات اعتقالهم.
ولفت الى أن استشهاد مسالمة يفتح من جديد ملف الاوضاع الصحية في سجون الاحتلال وما يتعرض له الاسرى والمعتقلون من اهمال طبي متعمد. كما ويكشف حجم الاستهتار الاسرائيلي بحياة الاسرى واوضاعهم الصحية، مما يستوجب الضغط على المؤسسات الدولية للتحرك العاجل لإنقاذ حياة الأسرى المرضى القابعين في سجون الاحتلال وخاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة ولا يتلقون الرعاية الصحية اللازمة والعلاج المناسب، مشيرًا الى أن هناك نحو 600 أسير وأسيرة يعانون من امراض مختلفة، بعضهم يعاني من امراض خطيرة ومزمنة كالقلب والكلى والسرطان.