أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” أن إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن صفقة لمساعدة أستراليا على انتاج غواصات تعمل على الطاقة النووية أثار التوتر داخل التحالف الغربي.
وبحسب الصحيفة، أثار إعلان الصفقة غضب فرنسا وهو ينذر بتحولات قد تحصل في الخارطة الاستراتيجية العالمية نتيجة مقاربات مختلفة بين الولايات المتحدة وأوروبا حيال الصين.
وأضافت أن بايدن ومن خلال ابرام هذه الصفقة “من اجل مواجهة التحدي المتمثل بالصين” أثار حفيظة باريس، وفي الوقت نفسه زاد من حدة التوتر مع بيكن.
كذلك، تحدثت الصحيفة عن رد فعل فرنسي غاضب بعدما أُعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا أنهما ستساعدان أستراليا على انتاج الغواصات، وأن الأخيرة ستنسحب من صفقة بقيمة ٦٦ مليار دولار لشراء غواصات فرنسية.
واعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الموقف الفرنسي الغاضب هذا يعيد إلى الأذهان الخلافات الحادة بين واشنطن وباريس عام ٢٠٠٣ على خلفية موضوع الحرب على العراق.
كما نقلت الصحيفة عن الباحثة الفرنسية “نيكول باشاران” قولها إن التطورات الأخيرة تشير إلى نظام جيوسياسي جديد “من دون تحالفات ملزمة”، والولايات المتحدة اختارت على ما يبدو التحالف “الانجلوسكسوني” الذي لا يضم فرنسا من أجل مواجهة الصين.
كذلك نقلت عنها أن الفترة القادمة ستكون “صعبة جدًا” على صعيد العلاقات بين باريس وواشنطن.
وتابعت الصحيفة أن الصفقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا تشكل مرحلة مفصلية على صعيد العلاقات مع الصين، مشيرًا إلى أن بيكن كان لها رد فعل غاضب.
ووفق الصحيفة، على ما يبدو فإن إدارة بايدن تُصعّد ضد الصين من خلال مساعدة استراليا على انتاج غواصات من الصعب كشفها مقارنة مع الغواصات التقليدية. أما فرنسا وبقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فإنها مصممة على تجنب المواجهة المباشرة مع الصين، مشيرة في هذا السياق إلى ورقة سياسية تحمل عنوان: “استراتيجية الاتحاد الأوروبي من اجل التعاون في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ”، والتي جاء فيها أن الاتحاد الأوروبي سيسعى “للانخراط المتعدد الأوجه مع الصين”، بحيث سيتعاون في القضايا ذات المصلحة المشتركة بينما سيعبر عن رفضه لسياسات بيكن في ملفات أخرى مثل حقوق الانسان.
وأضافت الصحيفة أن مشاركة بريطانيا في الصفقة إلى جانب الولايات المتحدة وأستراليا ايضًا تثير حفيظة فرنسا، وذلك بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتبني رئيس وزرائها بوريس جونسون استراتيجية “بريطانيا العالمية” والتي تركز بشكل أساسي على منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ.
وتابعت الصحيفة أن انضمام بريطانيا إلى التحالف الأمني الجديد إلى جانب الولايات المتحدة وأستراليا هو دليل إضافي على تصميم جونسون على تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة بعد خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن جونسون يحاول تقديم نفسه على أنه شريك وفيّ لبايدن في ملفات مثل الصين والتغير المناخي.
واعتبرت الصحيفة أن العلاقات بين لندن وواشنطن شهدت بعض التوتر على خلفية الانسحاب الأميركي من أفغانستان، إلّا أن الشراكة في صفقة انتاج الغواصات لأستراليا تفيد أن الولايات المتحدة تبقى تفضل بريطانيا على فرنسا في مجالات حساسة مثل الأمن والتنسيق الاستخباراتي والتكنولوجيا العسكرية.