أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أنّ “الرئيس الأميركي (جو بايدن) لم يتّخذ أي إجراء عملي بنّاء فيما يتعلق بالاتفاق النووي حتى الآن”، مؤكداً أنّ “الإجراءات العملية والأفعال أهم من الأقوال بالنسبة للحكومة الإيرانية الجديدة”، لافتاً إلى أنّ “نتائج مفاوضات فيينا ترتبط بالسلوك الأميركي”.
وفي لقاء مع الإعلاميين الأميركيين، قال عبداللهيان إنّ “الأولوية الرئيسية للحكومة الجديدة هي متابعة سياسة خارجية متوازنة، لدينا برنامج للتواصل مع جميع دول العالم، والجهة الوحيدة التي لا تمتلك الشرعية بنظرنا ولن يتم إقامة أي اتصال بيننا وبينها هي كيان “إسرائيل” المزيف الذي لا نعترف به، ولدينا مواقف واضحة ودقيقة تجاه سياساته غير البنّاءة وممارساته التخريبية في المنطقة”.
وفيما يتعلق بأمريكا، قال وزير الخارجية الايراني “معيارنا هو مشاهدة السلوك العملي للسياسيين الأمريكيين”.
وبشأن الاتفاق النووي، أشار أمير عبد اللهيان إلى أنّ “الأميركيين من جهة يؤكدون على العودة إلى الاتفاق النووي ومطالبة إيران بالعودة إلى محادثات فيينا، ولكن في الوقت نفسه يفرضون عقوبات جديدة على إيران”، واصفاً هذا النوع من السلوك بـ “المتناقض الذي لا يحمل أي رسالة بنّاءة”.
كما أشار إلى أنّ “الحكومة الجديدة، منذ بدء مهامها، أعلنت سياستها الواضحة والصريحة تجاه الاتفاق النووي القائمة على مواصلة المفاوضات، وعدم الإبتعاد عن الاتفاق النووي، ومتابعة العودة الكاملة لجميع الأطراف إلى الاتفاق النووي”، وأكّد أنّ “نافذة الفرصة هذه لن تكون مفتوحة إلى الأبد”.
ووصف زيارة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لطهران ولقائه الرئيس الجديد لمنظمة الطاقة الذرية والاتفاق البنّاء الذي أبرماه بأنّه “علامة أخرى وخطوة إيجابية من جانب إيران”.
وفي جانب آخر من تصريحاته، أشار أمير عبد اللهيان إلى “تلقّي رسائل إعلامية ودبلوماسية متضاربة من البيت الأبيض”، موضحاً أنّه من غير المقبول أن يتحدّث بايدن عن مفاوضات واتفاق وحتّى طلب إجراء محادثات ثنائية مع إيران، بينما يواصل السياسات الخاطئة للرئيس الأمريكي السابق (دونالد) ترامب”.
وأشار عبد اللهيان إلى عدم تمكن إيران من استخدام أموالها وأصولها في بنوك اليابان وكوريا الجنوبية وبعض الدول الأخرى لشراء الأدوية واللقاحات المطلوبة، واصفاً العقوبات الأمريكية بأنّها “جريمة وإرهاب”.
وأضاف “نحن نراجع محادثات فيينا وستستأنف المحادثات قريبًا”، مؤكداً في الوقت نفسه على أننا “نعتبر المفاوضات بنّاءة عندما تكون لها نتائج ملموسة وعملية”.
وبشأن القضايا الإقليمية، أعلن عبد اللهيان أنّ “المحادثات الجارية في الخليج(..)، والمبادرات البنّاءة لإعادة السلام إلى اليمن وسوريا وكذلك تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان والتقدم والتنمية في العراق أولويات رئيسية للسياسات الإقليمية”.
وأضاف أنّ “إعطاء الأولوية لجيراننا والقارة الآسيوية لا يعني تجاهل الأولويات الأخرى، بل متابعة سياسة خارجية متوازنة وعلاقات خارجية نشطة مع جميع الدول، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، هي مبادئ السياسة الخارجية للحكومة الجديدة”.
وتابع “يمكن للولايات المتحدة أيضاً أن تستغل هذه الفرصة من خلال إعادة النظر في سياساتها الخاطئة وغير البناءة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية. فالشعب الإيراني يتمتع بتاريخ وحضارة عظيميين، وعلى المسؤولين الأمريكيين أن يعلموا أنّ لغة العقوبات والتهديدات لن تنجح كما ثبت لهم خلال الأربعين عامًا الماضية”، مضيفاً “نتوقع أن يأتي المسؤولون الأمريكيون إلى فيينا برؤية واقعية واتخاذ إجراءات عملية وإيجابية وبناءة بدلاً من الكلام، وألاّ يشكوا في أنّه إذا أرادوا التحدث مع استمرار اللهجة والسلوك غير البناء السابقين، فإنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تبقى مكتوفة الأيدي”.