أكّد قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي أنّ استهداف اليمن يصبّ في خدمة أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا وضمن مشروع استهداف الأمّة، مشيراً إلى أنّ السعودية والإمارات مجرّد أدوات للولايات المتّحدة وضرع حلوب لها.
وفي كلمة بمناسبة الذّكرى السابعة لثورة 21 أيلول/سبتمبر بارك السيد الحوثي للشّعب اليمني هذه الذكرى التي اعتبر أنّ لها أهمية كبرى تتعلّق بإنجاز عظيم يطال حاضر شعبنا ومستقبله، وهي لا تزال مستمرّة وجاءت من واقع الضرورة والحاجة الإنسانية والأخلاقية.
ورأى السيد الحوثي أنّ الوضعية السابقة لبلدنا تجعلنا ندرك أنّ الثورة حتمية ومصلحة حقيقية لشعبنا العزيز، مؤكّدًا مواصلة معركة التّحرير ضدّ قوى العدوان وفصائلها، حتّى تحقيق الإستقلال الكامل لليمن، لافتًا إلى أنّ الإنتصارات العسكرية ستتزايد، ولولا الثورة لتوسّعت القواعد الأمريكية في اليمن عبر مزاعم محاربة القاعدة .
وثمّن السيد الحوثي الدّور البارز والمشرّف لقبائل اليمن التي كانت الرّكيزة الأساسية لثورة 21 أيلول/سبتمبر بقيَمها وإبائها وشموخها ورصيدها الأخلاقي، وبيّن أنّ الثورة الشعبية لم تعبّر عن فئة واحدة وإنّما كانت باسم كلّ الشّعب ولصالحه وقدّمت فرصة للجميع من خلال عنوان السّلم والشراكة .
واعتبر أنّ انهيار الوضع الاقتصادي قبل الثورة لم يكن بسبب حصار مفروض على البلد، أو لأنّ موارده الطبيعية خارجة عن سيطرته ، مشيراً إلى أنّه كان المجتمع الدولي يعلن دعمه للنظام السابق ويقدّم له المنح المالية، مع ذلك عاش اليمن أزمات اقتصادية خانقة.
وبشأن الوضع الأمني أكّد السيد الحوثي أنّ الحالة الأمنية قبل الثورة كانت تعيش واقع الإنهيار من خلال التّفجيرات والإغتيالات وانتشار العناصر التّكفيرية ، وكذلك الحالة الإعلامية والثّقافية كانت تصبّ في اتّجاه يساعد على تفكيك النّسيج الاجتماعي وتفاقم الأزمات ، ولم يكن هناك أي توجّه إيجابي لمعالجة مختلف المشاكل بطريقة صحيحة وسليمة
وأوضح السيد الحوثي أنّ صنعاء ستواصل تصحيح الوضع الداخلي من خلال إصلاح مؤسّسات الدولة، لافتًا إلى أنّ هناك جهود كبيرة لتطهير وتصحيح مؤسسات الدولة على الرغم من أنّها تواجه صعوبات ومنها ظروف العدوان والحصار .
وأشار إلى أنّ الإنجازات الأمنية ملموسة في مناطق سيطرة قوات صنعاء، والفارق كبير جدًا أمنيا واقتصاديًا وفي وكلّ المجالات مع المحافظات المحتلة .
ولفت قائد انصار الله إلى أنّ أعداء اليمن عملوا على سلب شعبنا كلّ عوامل القوّة المادية والمعنوية حتّى يصل إلى الإنهيار التّام ليتمكّنوا من السّيطرة عليه ، كما عملوا على تفكيك الجيش وتجريده من وسائل القوة وعبثوا به عبر مشروع الهيكلة بتواطؤ الخونة ، وعملوا أيضاً على إثارة النّعرات الطائفية والمناطقية والصراعات السياسية ضمن مشروع تفكيك البلد .
وأشار إلى أنّ إفلاس القوى السياسية قبل الثورة شجع على استهداف اليمن بكلّ المجالات ، مضيفًا أنّه لو استمر الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني قبل الثورة فإنّ اليمن كان ذاهبًا نحو التفكّك والإنهيار التّام .
وقال السيد الحوثي إنّ القوى الحاكمة في بلدنا قبل الثورة تواطأت مع قرار مجلس الأمن لوضع اليمن تحت الفصل السابع ، لافتًا إلى أنّ السفير الأمريكي كان متحكّمًا بقرار البلد وسفارة واشنطن أصبحت بديلًا عن الرئاسة بشكلٍ واضح وجلي .
وتابع: إنّ القوى السياسية في بلدنا كانت تتعامل مع السفارة الأمريكية من منطلق تسليمها بالوصاية، معتبرًا أنّ الوضع قبل الثورة اتّجه إلى الإنهيار في كافّة المجالات والأزمة السياسية تزداد تعقيدًا .
كما لفت إلى أنّ واشنطن عملت على مصادرة القرار اليمني عبر سفرائها لتحقيق مطامعها غير المشروعة، وإلى أنّ الأمريكان استهدفوا المناهج التعليمية وعملوا على تقديم بدائل تخدم مشروعهم .
كما قال إنّنا أدركنا أنّ مشكلة الدور الخارجي منذ البداية والدول الأجنبية وفي مقدمتها أمريكا هي من واجهت الثورة قبل العملاء، والمجتمع الدولي كان حاضرًا لتقديم الغطاء لأي جرائم بحقّ شعبنا، لكن الثورة انتصرت بشكلٍ أذهل العالم، والدول الأجنبية مع الأدوات في الداخل حاولت الإلتفاف على الثورة أثناء تشكيل الحكومة وعبر فرض اشتراطات عسكرية وأمنية.
وأضاف أنّ أمريكا وجدت أنّ المجال لم يعد مفتوحًا لتعمل ما تريد في اليمن بعد انتصار الثورة، ومن معها لم يطيقوا البقاء في وضع جديد تحت سقف حرية شعبنا وكرامته واستقلاله، مضيفًا أنّ شهية القوى الأجنبية كانت مفتوحة لابتلاع اليمن وثرواته، وعملاؤهم كانوا أشبه بجرعة فاتحة للشهية.
وأردف السيد الحوثي أنّ الكيان الصهيوني حرّض على بلدنا قبل العدوان، والتّحريض يصحبه تخطيط وتآمر بالتنسيق مع أمريكا وبريطانيا وأدواتهم في المنطقة، ولكنّهم تفاجؤوا بصمود شعبنا في مواجهة العدوان والحصار، وموقفنا الحاسم هو ضدّ العدو الإسرائيلي والهيمنة الأمريكية .
وختم قائد أنصار الله قائلاً: إنّ الثورة استعادت كرامة وحرية بلدنا، وشعبنا تصدّى للسياسات الأمريكية والإسرائيلية، وواجه عدوانًا وحصارًا كبيرًا من دول لها إمكانات كبيرة مع خذلان في محيطنا العربي، مشدّدًا على أنّ المواقف المشرّفة تجاه بلدنا محدودة من إيران وحزب الله في لبنان وأحرار سوريا والعراق والبحرين .
هذا ودعا السيد الحوثي إلى خروج الشعب اليمني غد الثلاثاء إحياء للذكرى السابعة لثورة 21 يلول/سبتمبر الذي سيعبّر عن ثباتنا على موقفنا وثقتنا بالله وبنصره.