اعتبر وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان أن أميركا هي السبب في جزء مهمّ من عدم الاستقرار وانعدام الأمن في أفغانستان.
جاء ذلك في كلمة للوزير الإيراني خلال مشاركته في الاجتماع الافتراضي الذي انعقد تحت عنوان “أوضاع حقوق الإنسان في أفغانستان” برئاسة أمين عام منظمة الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش.
وقال عبد اللهيان في جانب من كلمته: “نحن جميعا نواجه اليوم ظروفا جديدة وتحديا جديدا في افغانستان، ونعتقد بأن جزءا مهما من عوامل عدم الاستقرار وانعدام الأمن والظروف السيئة الراهنة في افغانستان يعود إلى سياسات الولايات المتحدة المترافقة مع “التجربة والخطأ” والأخطاء التي ارتكبتها في هذا البلد”.
وأكد أن الاميركيين وطيلة سنوات احتلال افغانستان، والآن في طريقة انسحابهم تسببوا بكوارث لهذا البلد، حيث شاهد العالم نماذج منه في مطار كابول في الأيام الاخيرة، مشيرا إلى رسالة هذا الاجماع على الصعيدين السياسي والانساني، وأضاف “على الصعيد السياسي علينا ان نوجه هذه الرسالة الموحدة الى افغانستان، أنه يمكن التوصل الى افغانستان آمنة ومستقرة ونامية فقط في ظل تشكيل الحكومة الوطنية الشاملة المؤلفة من جميع الاطراف”.
كما أعلن عن استعداد الجمهورية الاسلامية لتسهيل إرسال المساعدات الإنسانية من مختلف الدول إلى أفغانستان، مشيرًا إلى أن بلاده ومن أجل الحيلولة دون موجة جديدة من النزوح، أبقت حدودها مفتوحة لإرسال المساعدات الإنسانية إلى داخل أفغانستان فضلا عن فتح المنافذ التجارية لاستمرار نشاط التجارة المحلية والأسواق الحدودية المشتركة.
عبد اللهيان: استقرار أفغانستان مرهون بتشكيل حكومة شاملة تضمّ كافة الأقوام وبتحكيم لغة الحوار
وفي الموضوع النووي، لفت وزير الخارجية الإيراني إلى أن حكومة بلاده ماضية في مشاوراتها على الصعيد الداخلي حول كيفية الاستمرار في مفاوضات فيينا، مؤكدًا أن المفاوضات التي تحقق نتائج ملموسة وتضمن حقوق ومصالح الشعب الإيراني ستلقى ترحيبا من قبل طهران.
مواقف عبد اللهيان جاءت خلال اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني دومينيك راب، الاثنين، بحسب ما أفادت الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية الإيرانية.
وأعرب الوزير الإيراني عن أسفه للتداعيات الناجمة عن سياسات واشنطن الخاطئة ودول غربية أخرى قبال أفغانستان، مؤكدًا أن استتاب الأمن والاستقرار في هذا البلد مرهون بتشكيل حكومة شاملة تضم كافة الأقوام ومن خلال تحكيم لغة الحوار بعيدا عن العنف والتركيز على إرادة الشعب والتصدي الحقيقي للإرهاب.
وردا على سؤال نظيره البريطاني، جدد وزير الخارجية الايراني التأكيد على مطالب الجمهورية الإسلامية المتمثلة في إلغاء كامل الحظر غير القانوني.
وطالب الحكومة البريطانية باتخاذ الخطوات في سياق إعادة الثقة ومعالجة بعض المشاكل على صعيد العلاقات بين طهران ولندن، معتبرًا أن “الاجراءات البناءة والعملانية من جانب بريطانيا في هذا المجال، ستلقى ترحيب الجمهورية الإسلامية”.
راب بدوره هنأ عبد اللهيان بتوليه حقيبة الخارجية في الحكومة الإيرانية الجديدة، متطلعًا لتوسيع العلاقات في مختلف المجالات وبناء على الفهم المتبادل بين لندن وطهران، ومؤكدًا التزام بريطانيا العملي بشأن تحقيق مطالب إيران.
واتفق الوزيران على مواصلة المباحثات الثنائية في إطار اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.