ما دلالات الضربة الأمريكية الأخيرة على أفغانستان؟

سلّط موقع “The Intercept” الضوء على الضربة الجوية الأميركية التي نُفّدت بواسطة طائرة مسيّرة يوم الأحد الماضي في كابل الأفغانية، والتي قال المسؤولون الأميركيون إنها استهدفت سيارة كانت تقل عددًا من الانتحاريين، مشيرًا إلى ما قيل عن أن الضربة هذه أدت إلى مقتل عشرة مدنيين من أسرة واحدة ومن بينهم عدد من الأطفال.

ولفت الموقع الى أن من بين الضحايا طفلة تبلغ من العمر عامين، مذكّرًا بمشاهد الجثث المحروقة لعدد من الأطفال والتي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتابع الموقع أن البنتاغون وغيره من الدوائر التابعة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وصفت الضربة “بالناجحة” في سياق الرد على تنظيم “داعش خرسان” الذي أعلن مسؤوليته عن التفجير الانتحاري في محيط مطار كابل، مشيرًا في الوقت نفسه إلى ما قاله المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في تصريح له أن البنتاغون لا يستطيع نفي صحة التقارير حول مقتل مدنيين إثر الضربة، بعدما أكدت التقارير مقتل أفراد الاسرة الواحدة.

وقال الموقع إن الضربة الجوية في كابل هي أحدث هجوم في سلسلة من الهجمات التي قامت بها الولايات المتحدة ووكلاؤها والتي قيل إنها أدت إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين، وأضاف إن الهجمات التي حصلت في الماضي استهدفت الأسر التي كانت تتنقل بالسيارات والحافلات، وحفلات الزفاف والمستشفيات وكذلك المزارعين.

وبحسب التقرير، الضربة الجوية الأخيرة في كابل تفيد أن الحرب في أفغانستان لم تنتهِ مع انسحاب القوات الأميركية بل دخلت مرحلة جديدة، إذ تقوم الولايات المتحدة بضرب الأهداف بواسطة الطائرات المسيرة التي تنطلق من قواعد بعيدة.

وتطرق التقرير إلى أقوال المنتقدين عن أن الجيش الأميركي لا يجري تحقيقات جدية حول موضوع الضحايا المدنيين الذين يسقطون نتيجة العمليات العسكرية الأميركية، ونقل في هذا السياق عن نيك ماكدونل – وهو صاحب كتاب حول الضحايا المدنيين في الحروب التي تشنها الولايات المتحدة – أن الجيش الأميركي دائمًا ما يقوم بإخفاء المعلومات حول الضحايا المدنيين. كما نقل عنه أن طريقة تشغيل الطائرات المسيّرة مبهم ولا يعطي الكثير من المجال لمحاسبة الجهات المتورطة.

كذلك نقل الموقع عن الخبراء في مجال الحرب بواسطة الطائرات المسيّرة أنه من المستبعد أن تتحقق العدالة الحقيقية لضحايا مثل هذه العمليات رغم وعود البنتاغون بإجراء المحاسبة الذاتية.

ونقل في هذا السياق عن المسؤولة في الاتحاد الأميركي للحريات المدنية هنا شمسي قولها إن هناك تقصيرًا أميركيًا في الاعتراف بوقوع ضحايا مدنيين نتيجة الضربات الجوية الأميركية سواء في أفغانستان أو في أماكن أخرى مثل الصومال، وهناك تقصير أيضًا في اجراء التحقيقات والتعويض على الضحايا.

وفي الوقت نفسه، قال الموقع إن ما يميز الضربة الجوية الأخيرة هو أنها حصلت في العاصمة كابل وبالتالي حظيت باهتمام بالغ كون هذه المدينة تعتبر المركز الأساس للمغتربين والمنظمات غير الحكومية والصحفيين الأفغان والأجانب، مشيرًا إلى أن الحرب الأميركية في أفغانستان كانت تخاض بشكل أساسي في المناطق الريفية، وبالتالي لم تحظَ باهتمام وسائل الاعلام العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *