هل تؤجج “إسرائيل” نار الخلاف بين المغرب والجزائر؟

أعاد اعلان الجزائر عن قطع علاقاتها مع المغرب الى الضوء من جديد هاجس هذا الصراع القديم المتجدد بين البلدين والذي ألقى بثقله طويلًا على ملفات ساخنة في المنطقة المغاربية. وقد أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في مؤتمر صحفي إن بلاده قررت قطع العلاقات مع المغرب، بداية نظرًا لـ”توجهات عدائية” للرباط.

وقبل أيام كانت الرئاسة الجزائرية قد أعلنت أن ما سمتها “الأفعال العدائية المتواصلة” من طرف المغرب تتطلب إعادة النظر في العلاقات بين البلدين، وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية.

ولئن لم تكن المرة الأولى التي تصل فيها العلاقات بين هذين البلدين العربيين المتجاورين الى مستوى عال من التوتر وذلك بالنظر الى تاريخ من الخلاف حول قضايا عديدة، إلا أن الجديد هو الدور الإسرائيلي في كل ما يحدث، وفي تأجيج نار الفتنة في المنطقة المغاربية.

صحيح أن هناك ملفات عالقة بين البلدين على غرار ملفي الحدود البرية المغلقة منذ عام 1994، وإقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة “البوليساريو”، لكن توقيع اتفاق التطبيع الصهيوني بين الرباط و”تل ابيب”، ودخول “إسرائيل” على خط الأحداث منذ اعلان انضمامها الى الاتحاد الافريقي كعضو مراقب، كانت القطرة التي أفاضت كأس الخلاف في منطقة حبلى بالأزمات.

ولعل الصادم كان تصريح وزير خارجية الاحتلال الصهيوني يائير لابيد، أثناء زيارته الى الرباط “معربًا عن القلق مما أسماه بالتقارب بين ايران والجزائر” ، بكل ما يمثله هذا التصريح من تهديد وتهجم على دولة مغاربية في عقر دارها. في حين ارتأت الرباط الصمت ولم تردع ضيفها الصهيوني. وهو ما جعل الجزائر تصف الأمر بـ”العمل العدائي” من قبل المغرب وحليفه الكيان الصهيوني.

ويرى البعض ان بركان الخلاف بين المغرب والجزائر هو على أهبة الاستعداد للانفجار، وجاءت هذه التصريحات الصهيونية لتزيد من تأجيج الفتنة. فالجزائر اليوم هي في مقدمة المعارضين لنهج التطبيع الصهيوني الذي انتهجته بعض دول المنطقة، وهي من أشد المعارضين لانضمام “إسرائيل” كعضو مراقب في الاتحاد الافريقي. ولا تزال تواصل معركتها لطرد “تل ابيب” من هذه المنظمة الافريقية العريقة. فالجزائر لها وزنها في المحيط الافريقي ولها كلمتها ولن تسمح بأي تهديد لأمنها المباشر سواء كان صهيونيًا أو إرهابيًا أو غيره.

وتؤكد المعلومات أن الجزائر نجحت في برمجة جلسة في الاتحاد الافريقي للنظر في قرار منح “إسرائيل” صفة مراقب بحسب ما نقلت المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري. وهي خطوة تحسب للجزائر التي ظلت سدًا منيعًا ضد التغلغل الصهيوني في المنطقة. ويحسب لها أنها كانت البلد العربي الذي دعم سوريا في المؤامرة الكونية التي استهدفتها خلال العشرية الماضية ولم تغلق سفارتها في دمشق حتى في أحلك الظروف.

اليوم يراد لآخر البيوت العربية التي لا تزال ترفع لواء الدفاع عن سيادة الأوطان العربية أن تُهدد من الداخل أو أن تُحاصر من الجوار، ودخول “إسرائيل” على خط الأحداث مباشرة بين الرباط والجزائر، هو تطور خطير من شأنه أن يضع المنطقة المغاربية برمتها في أتون سيناريوهات خطيرة.تونس – روعة قاسم/ العهد الاخباري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *