“طالبان” تبسط سيطرتها على أفغانستان وتصدر عفوًا عامًا

تتوالى التطورات في أفغانستان سريعًا. المشاهد الواردة من هناك تشير الى سيطرة تامة لحركة “طالبان” على عموم البلاد، ولذلك أعلنت الأخيرة انتهاء الحرب في أفغانستان، قائلة إنّ جميع نقاط التفتيش في كابول باتت بيدها.

وبعد دخول مقاتليها العاصمة كابل، طمأنت الحركة الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي بشأن المرحلة المقبلة في البلاد، مؤكدة وجود محادثات لتشكيل حكومة شاملة، في حين قال الرئيس أشرف غني إنه غادر أفغانستان حقنًا للدماء.

وبعد 20 عامًا على طردها من السلطة، سيطرت “طالبان” على المقرات الأمنية والحكومية في العاصمة الأفغانية – كابل، وذلك بعد سيطرتها على الولايات الـ33 الأخرى خلال أسبوع فقط.

كذلك أعلنت “طالبان” عن عفو عام عن كل موظفي الدولة، داعيةً إياهم إلى معاودة العمل بعد يومين على تسلمها السلطة في أفغانستان إثر هجوم خاطف.

وأوضحت الحركة، في بيان، أنه “صدر عفو عام عن الجميع.. لذا يمكنكم معاودة حياتكم الطبيعية بثقة تامة”.

وأعلنت “لجنة شورى إدارة مدينة كابول” أن قوات طالبان ستكون “مسؤولة عن الأمن والاستقرار في المدينة”.

وفي تصريح عبر تلفزيون أفغانستان، الذي بات يُدار من جانب حركة “طالبان”، قال متحدث باسم اللجنة إن كل “موظفي الدولة عليهم الالتحاق بدوائرهم”، مشيرًا إلى أن “الأوضاع طبيعية، والحرب انتهت”.

المجتمع الدولي

هذا ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان، من خلال المفاوضات، تكون “موحَّدة وشاملة وتمثيلية، تتضمن مشاركة للمرأة على نحو كامل، وعلى قدم المساواة”.

المجلس الذي اجتمع لمناقشة الوضع في أفغانستان، حثّ على وقف فوري للأعمال العدائية وانتهاكات حقوق الإنسان”، وحثّ جميع الأطراف على “السماح بوصول المساعدات الإنسانية بصورة فورية وآمنة ومن دون عراقيل”.

بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجتمع الدولي إلى توحيد صفوفه بهدف “القضاء على التهديد الإرهابي” في أفغانستان، بعد سيطرة “طالبان” على العاصمة كابول.

وقال غوتيريش، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن، إنّ “على المجتمع الدولي توحيد صفوفه لضمان عدم استخدام أفغانستان مجددًا منصةً أو ملاذًا لتنظيمات إرهابية”.

وحثّ غوتيريش أيضًا “طالبان” وجميع الأطراف على احترام القانون الإنساني الدولي وحماية حقوق جميع الأفراد وحرياتهم واحترامها، مُبديًا قلقه بسبب شهادات عن “انتهاكات متنامية لحقوق الإنسان بحق النساء والفتيات الأفغانيات”.

من جانبه، أوضح سفير روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا لمجلس الأمن أنّ “لا جدوى من الفزع”، معتبرًا أنّه “تم تجنب حمام دم بين المدنيين الأفغان”.

وأكّد نيبينزيا أنّ “الوضع في أفغانستان يتّجه نحو الاستقرار، وطالبان تفرض النظام العامّ”.

أمّا مندوب الصين لدى مجلس الأمن جانغ جون، فقال إنّ “طالبان تتفاوض من أجل حكومة إسلامية شاملة ومنفتحة ونتوقع احترام ذلك”.

من الجدير ذكره أنّ وزارة الخارجية الروسية أكّدت، في وقت سابق، أنّ “موسكو راضية عن انتقال السلطة في أفغانستان من دون عنف”.

وقالت الخارجية الروسية، في تصريح، إنّ “موسكو تأمل في أن تحترم السلطات الأفغانية المستقبلية حقوق الإنسان الأساسية”، مشيرةً إلى أنّ بلاده “ستبذل قصارى جهدها للمساعدة على تسوية الوضع في أفغانستان”.

وكانت متحدثة باسم الحكومة الصينية قد قالت إنّ الصين مستعدة لتعميق العلاقات “الودية والتعاونية” بأفغانستان، بعد سيطرة حركة “طالبان” على البلاد.

وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون ينغ أنّ “طالبان أعربت مرارًا عن أملها في تطوير علاقات جيدة بالصين، وأنها تتطلّع إلى مشاركة الصين في إعادة الإعمار والتنمية في أفغانستان”.

بدوره، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس الاثنين، إنّ وزراء خارجية الاتّحاد سيعقدون اجتماعًا طارئًا يوم الثلاثاء، لمناقشة “سقوط أفغانستان في يدَي حركة طالبان”.

ولفت بوريل، في تغريدة له على حسابه على “تويتر”، إلى أنّه “في أعقاب التطورات الأخيرة في أفغانستان، وبعد اتصالات مكثفة بالشركاء في الأيام والساعات الماضية، قرّرتُ الدعوة إلى اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الاتحاد ‭‬‬عبر تِقْنية الفيديو بعد ظهر الغد لإجراء تقييم أولي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *