تصادف اليوم السبت الذكرى الــ52 لإحراق المسجد الأقصى المبارك على يد الصهيوني المجرم مايكل دنيس روهان، أسترالي الجنسية، ذلك الحريق الذي لم يزل يلقي بظلاله على الأمة الإسلامية جمعاء، وعلى الشعب الفلسطيني خاصة، ولم تمح آثاره عقود من الزمان.
حركة حماس أكدت أن المسجد الأقصى خط أحمر وأي اعتداء عليه سيواجَه بمقاومة باسلة من الشعب الفلسطيني الذي لن يسمح للنار أن تمتد إليه مرة أخرى.
وشددت على أن المقاومة الفلسطينية ستظل جاهزة للدفاع ورد عدوان الاحتلال ومستوطنيه عن الأقصى والمقدسيين.
واعتبرت الحركة أن عمليات التطبيع مع الاحتلال خيانة للمسجد الأقصى والقدس وفلسطين.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن “ذكرى إحراق المسجد الأقصى تأتي في خضم الهجمة الإرهابية الصهيونية بحق أهلنا المقدسيين وبحق مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أوج السقوط المدوي في وحل التطبيع لبعض الأنظمة العربية، التي زاد صنيعها حريق الأقصى اشتعالا، كما تأتي والتحديات تكبر وتزداد، فيما يبقى الأمل معقوداً بالأحرار والمقاومين في كل مكان الذين يشرعون سيف القدس في وجه الإرهاب والعدوان، ويرددون العهد والقسم أن سيف القدس لن يغمد”.
وأكدت الحركة “أنه لا تزال الحرائق متلاحقة ومستمرة بحق الأقصى المبارك، بأشكال متعددة، من اقتحامات عنصرية لقطعان المستوطنين والجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة، بدعم مباشر من الحكومة الإرهابية، وبحماية جيش الاحتلال، ومن حفريات تهدد ما تبقى من أساسات المسجد، وتهويد لمعالم المدينة المقدسة، وتهديد للمقدسيين القاطنين في محيط المسجد”.
وشددت على “أن كل محاولات صبغ المسجد الأقصى والمدينة المقدسة بغير صبغتهما الإسلامية، بمخططات صهيونية خبيثة وتواطؤ أمريكي غربي مقيت، وصمت مريب من بعض الأنظمة العربية، وافتتاح السفارات، والتطبيع المخزي، لن يغير من الحقيقة شيئا، فالقدس ستبقى عربية إسلامية، والمسجد الأقصى سيظل عقيدة في قلوبنا وقلوب كل المسلمين”.
الجهاد الإسلامي أضافت “أن البؤر الاستيطانية التي تقيمها سلطات الاحتلال في مختلف أرجاء المدينة المقدسة، والتي تهدد الوجود العربي الإسلامي في القدس، وكل محاولات تهجير المقدسيين، وإقامة الحواجز لمنع المصلين من الوصول للمسجد الأقصى، وسياسة التضييق على المصلين، كل ذلك يحتم علينا دق ناقوس الخطر، والوقوف صفاً واحداً لمجابهة مخططات الاحتلال ومحاولاته المحمومة لتفريغ المدينة المقدسة وتزوير تاريخها وجغرافيتها، فلا مكان للغرباء والدخلاء في أقدس مقدساتنا”.
كما أكدت أن المسجد الأقصى غير قابل للمفاوضات ولا التنازلات، وهو أسمى وأقدس من أن يخضع لقرارات المحاكم والحكومات الصهيونية، خاصة فيما يتعلق بدائرة الأوقاف، فالأقصى ليس للبيع ولا للمقايضة.
ودعت الحركة الدول العربية والإسلامية، إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المسجد الأقصى، وحثت المسلمين من كل بقاع الأرض لنصرة القدس والدفاع عن الاقصى، ودعم صمود المقدسيين، فهم الجدار الأخير في معركة الدفاع عن أولى القبلتين.
وأضافت “إن أهم ما حققته معركة سيف القدس، بجانب صمود المقاومة وبسالتها، هو وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده لنصرة القدس وأهلها، واستعداد قوى المقاومة في العالم العربي والإسلامي للمشاركة في حماية القدس وتحمل كامل المسؤولية في الدفاع عنها، وهذا كله يؤكد ويدلل على أن المقاومة ستظل حاضرة في كل الساحات، جنبا إلى جنب مع أبناء شعبنا في القدس والضفة وفي الأراضي المحتلة عام 1948، تدافع عن المسجد الأقصى، بكل الأدوات المتاحة، فالمقاومة تؤمن بأن الحق يجب أن تحميه قوة حتى يعود هذا الحق إلى أصحابه”.
بدورها، أكدت حركة الأحرار أن البوصلة ستبقى نحو القدس والأقصى لن تتغير ولن تنحرف رغم العدوان والمؤامرات ومخططات التهجير والاقتلاع.
واعتبرت أن “معركة سيف القدس بدأت للدفاع عن القدس والأقصى وهي فرضت معادلة جديدة في الصراع وثبتت قواعد اشتباك لا يمكن تجاوزها فلأجل القدس والأقصى ترخص المُهج والأرواح”.
وأضافت أنه “من غير المقبول استمرار تلاعب الاحتلال ومماطلته في تنفيذ استحقاقات معركة سيف القدس، وما لم يأخذه الاحتلال بالعدوان لن يأخذه بتشديد الحصار والذي سيكون صاعق التفجير في المنطقة، فاللعب على عامل الوقت لن يكون في صالح الاحتلال”.
كما شددت على أنه “رغم كل ما يتعرض له شعبنا من محاولات إشغال بقضايا جانبية عن قضية القدس، ورغم جريمة التطبيع التي تعتبر طعنة غادرة للقدس والأقصى وخدمة للاحتلال، نؤكد أن خيار المقاومة هو الخيار الاستراتيجي لشعبنا لإطفاء نار العدوان وإفشال مخططاته وتبديد أوهامه”.