بمناسبة الذكرى الـ 52 لإحراق المسجد الأقصى، نظّمت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة مهرجانًا بعنوان “سيف القدس لن يُغمد” في مخيم “ملكة” شرقي القطاع، وسط مشاركة جماهيرية حاشدة لآلاف الفلسطينيين.
وأكّدت الفصائل خلال المهرجان أنّ “زمن الاستفراد بأيّ بقعة من بقاع الوطن ولّى”، مشدّدة على أنّ “الاعتداء على أيّ بقعة في فلسطين عدوان على الكلّ الفلسطيني، ويعطي المقاومة الحق بالرد”.
وأوضحت أنّ “غزّة لا تقبل الابتزاز ولم يعد ممكنًا استمرار هذا الوضع، وأنّ هذه السياسة لن تكسر إرادتنا، ولن تحقق أهدافها”.
وبالتزامن مع المهرجان، هاجمت قوات الاحتلال بهمجيّة شبانًا فلسطينيين قرب السياج الأمني شرقي مدينة غزة بعدما اقتربوا من السياج، حيث أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاههم مما أدّى إلى إصابة 41 مواطنًا، بينهم 10 أطفال، بينها إصابتان بوضع حرج، إحداهما لطفل (13 عامًا) برصاصة في رأسه، وذلك بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وحمل أطفال وشبان شاركوا في المهرجان الجماهيري صورًا للمسجد الأقصى، وشعارات تؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بتحريره، وإنهاء الاحتلال.
وندّد المشاركون، الذين تقدمهم قادة بالفصائل وشخصيات مجتمعية ووجهاء، بالعدوان “الإسرائيلي” المستمر على المسجد الأقصى، وحصار غزة، والاستيطان في الضفة، وقمع فلسطينيي الداخل المحتل، مؤكدين أنّ المقاومة مستعدة للدفاع عن القدس بكل السبل.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، جميل مزهر، متحدثًا باسم الفصائل، إنّ “الإرهاب “الإسرائيلي” لم يتوقّف عند جريمة حرق المسجد الأقصى، كما لم يبدأ منها، ومستمرٌ من خلال القتل والمجازر والاستيطان والتهويد والحصار بدعم وتأييد من الإمبريالية العالمية المجرمة، وبتواطؤ من أنظمة الرجعية العربية المُطبّعة”.
وشدّد على أنّ “الاحتلال واهم أنّه باستمرار هذه الجرائم سيستطيع كسر إرادة الصمود والتحدي والمقاومة لدى شعبنا أو ضرب حالة الوعي”.
وأكد أنّ “غزة كعادتها ستحاصر من يحاصرها، وسينتصر لها شعبها وأهلها في فلسطين، وأن شعبنا لن يرهبه الحصار ولا التجويع ولن تفرقه نار العدوان والإرهاب الصهيوني، وسيبقى واحدًا موحدًا”.
وأشار مزهر إلى أنّه “إذا ما جاعت غزة فستطعمها نابلس وجنين ورام الله والقدس واللد والرملة من لحم مغتصبيها”، كما ذكر أنّ “معركة سيف القدس انتهت لكن العدو ما زال يمارس حربه الاقتصادية وحصاره على غزة”، وشدد على أنّ “حماية غزة واجب، وتعزيز صمودها مهمة وطنية جامعة، وهو يتطلب حوارًا وطنيًا مسؤولًا نعيد فيه بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس وطنية”.
وحمّل مزهر الاحتلال والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن استمرار معاناة شعبنا بالإغلاق والتجويع والحصار، مؤكدة أنّه “لم يعد ممكناً الاستمرار في الهدوء مقابل عدوان اقتصادي ومعيشي وحياتي مستمر من العدو الصهيوني وتساوق من المجتمع الدولي”.
وأضاف “ستظلّ إرادة شعبنا ووحدته قادرة على التصدي لهذا العدوان وانتزاع حقوق شعبنا في الكرامة والحرية والاستقلال والعودة”.
وأشار إلى أنّ “أي محاولة للعودة المباشرة للمفاوضات مع الاحتلال أو الإدارة الأمريكية محكوم عليها بالفشل”.
وفي السياق، لفت مزهر إلى أن “شعبنا قرر إسقاط إرهاب الاعتقال الإداري وهو موحد خلف أسراه المضربين عن الطعام ببرنامج إسنادي ميداني قانوني، ونُحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاههم”، مؤكدة أن “تماسك وحدتنا وتصويب العلاقات الداخلية بين إخوة ورفاق السلاح خطوة أساسية وضرورية لتعزيز وحدة وسلامة الجبهة الداخلية الفلسطينية”.