تونس – روعة قاسم / العهد الاخباري
في الوقت الذي ينتظر فيه التونسيون منذ أيام الكشف عن اسم رئيس الحكومة القادمة في ظل التدابير الاستثنائية المعلن عنها، شهدت البلاد الاحد أكبر عملية تطعيم منذ انتشار جائحة “كورونا” مستهدفة الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 40 عامًا، تلقى خلالها أكثر من نصف مليون شخص اللقاح المضاد للفيروس، وشملت الى جانب التونسيين اللاجئين وطالبي اللجوء.
وكان الرئيس التونسي قد دعا الإثنين الماضي، لعملية التطعيم الأكبر منذ بداية الحملة في 13 آذار/مارس الماضي.
وأوضح بيان الرئاسة أنه “سيتم تنظيم هذه المبادرة بالتنسيق بين وزارات الصحة والدفاع الوطني والداخلية والتربية، وبالتعاون مع هيئات أخرى، بما فيها مكونات المجتمع المدني ومتطوعين، “تبعا لتوفر 6 ملايين جرعة من لقاحات كورونا، متأتية من هبات دول شقيقة وصديقة”.
وخصصت السلطات في هذه الحملة الاستثنائية أكثر من 330 مركزًا للتطعيم في أنحاء البلاد ظلت مفتوحة من السابعة صباحًا إلى الساعة التاسعة مساءً وشهدت اقبالًا كثيفًا من ساعات الصباح الأولى رغم موجة الحر الشديد.
وشارك في الحملة نشطاء من منظمات المجتمع المدني ومتطوعون من عدة قطاعات مهنية، فيما تكفلت وسائل النقل الخاصة والعمومية بنقل المواطنين مجانًا إلى مراكز التلقيح.
يشار الى أن تونس شهدت عدة موجات من الوباء، وارتفعت خلالها نسبة الإصابات والوفيات الى أعداد قياسية ناهزت الـ 10 آلاف إصابة في اليوم وأكثر من 100 حالة وفاة يوميًا، ما دفع منظمة الصحة العالمية الى تصنيف تونس كأكثر بلد متضرر من الوباء في أفريقيا والمنطقة العربية.
وأفادت وزارة الصحة التونسية بأن مليون و404 آلاف تم تحصينهم بالكامل منذ بدء التطعيم في آذار/مارس الماضي دون احتساب حصيلة يوم الأحد.
وتسعى السلطات التونسية الى تأمين تطعيم نصف سكان البلاد بحلول منتصف تشرين أول/أكتوبر المقبل.
رئيس قسم الاستعجالي في مستشفى عبد الرحمان مامي يتحدث لـ”العهد”
وأكد رئيس قسم الاستعجالي في مستشفى عبد الرحمان مامي وعضو اللجنة العلمية دكتور رفيق جدارية لـ” العهد” بأن عدد الإصابات التي شهدتها تونس خلال الأسابيع الماضية تسببت بها السلالات المتحورة على غرار السلالة الهندية وغيرها.
وقال إن تونس كانت في كارثة صحية وشارفت فيها المنظومة الصحية على الانهيار، وأضاف: “لا بد من توسيع قابلية المستشفيات للإكثار من أسرّة الأوكسجين وتوسيع حملات التلقيح في عموم البلاد للوصول الى تلقيح أكثر من 70 بالمئة من التونسيين”.
وأضاف: “هذا لا يمكن تحقيقه الا بإعلان حالة طوارئ صحية لجعل كل مقدرات تونس سواء البشرية أو المادية لمقاومة هذه الجائحة، وذلك عبر تصويب الحوكمة والمرور الى استراتيجية أزمة حقيقية لفائدة مقاومة الوباء”.