بداية وقبل أن يبدأ تدفق الأدرينالين، في شرايين خصوم وحلفاء إيران على حد سواء، انهم اكتشفوا التحالف الأمريكي الإيراني،
عليكم ان تفهموا شيئا واحدا
من يقول لكم ان الحزب الديمقراطي الأمريكي هو ضد إيران هو لا يقول الحقيقة.
لكن بالمقابل يجب أن تصدقوا أن إيران هي ضد امريكا،
ولا يوجد بالعالم قوة مستعدة ان تواجه امريكا أكثر من ايران،
وبالمقابل لا يوجد أكثر من الحزب الديمقراطي استعدادا ليقدم كل شيء لإيران…
وهذا الكلام أكتبه لأول مرة، وهو كلام لا يعرفه الا الراسخون في النظام العالمي.
اولا كي يتوقف هذا الهرج والمرج، الذي فاق الحد، وأن تفهم بعض الدول العربية والقوى الداخلية حدودها، وماذا يجري حولها.
ثانيا كي تستيقظ الامة العربية، التي ضحكت من جهلها الامم.
ثالثا كب يفهموا بعد الانسحاب الأمريكي من افغانستان، بأن لا أمان للدول العربية الا بالتوجه نحو ايران، او التحالف معها، أو التعلم منها.
وسأشرح بصورة مبسطة الاسباب الكامنة وراء قوة ايران.
في عام ١٩٦7 أجرت الصين اول تجربة لإلقاء القنبلة الهيدروجينية ، وبعد هذه التجربة الناجحة، اقدمت الإدارة الأمريكية على فصل الكثيرين من مراكزهم الحساسة لأنهم فشلوا بمنع الصين من امتلاك القنبلة النووية، وفتحت المجال لاستقطاب نخب فكرية سياسية استراتيجية، وكان من بين هذه النخب التي تقدمت للمثل هذه الوظائف هو ثعلب السياسة العالمية هنري كيسنجر، الذي عين مستشارا لرئيس لشؤون الأمن القومي في الفترة من 1969 إلى 1973، وتم تكليفه وزير خارجية 1973-1977، وقد وضع كيسنجر خطة النظام العالمي الذي نعيشه اليوم، والذي يمتد إلى عام ٢٠٢٦ وهو قريب من الأعوام التي متوقع فيها ان يموت كيسنجر، ملاحظة عمر كيسنجر الان ٩٨ عاما وهو مازال يحتفظ بكافة قواه العقلية ويقال أنه ازداد دهاء.
تقوم خطة كيسنجر وانا اتكلم هنا عن الملف المتعلق، ب( العالم العربي، ايران، افغانستان، باكستان).
اذا تقوم خطة كيسنجر بأن يكون الحزب الجمهوري هو حليف السواد الأعظم من الدول العربية (السنة)، وأن يكون الحزب الديمقراطي هو حليف الأقليات بالمنطقة، (الشيعة وغيرهم من الاقليات). وهكذا يأتي الحزب الجمهوري فيقوي السنة ويضعف الاقليات، ثم يأتي الحزب الديمقراطي فيقوي الاقليات، ويضعف السنة، ومنذ نصف قرن وهذه المسرحية مستمرة بهذا الشرق البائس.
وبما ان الحزب الديمقراطي هو صاحب القرار امريكيا بالملف الايراني، حسب مخطط كيسنجر، فقد سعى الحزب الديمقراطي الأمريكي منذ اللحظة الأولى لإخماد الثورة الإسلامية في ايران، من أجل الحفاظ على رجل امريكا الأول بالشرق وهو الشاه، مما دفع بالرئيس الأمريكي جيمي كارتر بزيارة إيران مرتين 1976 – 1977، لتحذير الشاه من انقلاب وشيك على حكمه، وبالفعل دعم جيمي كارتر حملة الاعتقالات والانتهاكات لحقوق الانسان التي قام بها الشاه ضد معارضيه 1977، من اجل ابقاء الشاه ممسكا بزمام الامور.
وبعد انتصار الثورة الإسلامية حاول الحزب الديمقراطي الامريكي، استمالة الثورة الإسلامية بكافة المغريات، بان يمنحها المزيد من النفوذ السياسي والعسكري، وحتى عرضوا عليها احتكار تجارة النفط بالمنطقة، وأن تصبح هي الوحيدة التي تنظم النفط في دول مجلس التعاون الخليجي، وتوزعه وتسعره عالميا، لكن الأمام الخميني رفض كل المغريات الامريكية، وأطلق شعاره الشهير امريكا الشيطان الاكبر، وكي يقطع كل الطرق على امريكا، قام الثوار باحتجاز الرهائن في السفارة الامريكية، واحتلال سفارة العدو الإسرائيلي في طهران، ومنحها لدولة فلسطين، واعلان الجهاد من أجل تحرير فلسطين.
أدرك الحزب الديمقراطي أنه خسر ايران، فاعلن الحرب على الثورة الإسلامية، وأمرت امريكا صدام حسين بالهجوم على ايران، وطالبت مجلس التعاون الخليجي بدفع تكاليف الحرب، وحثت دول عربية كثيرة مثل السودان ومصر وليبيا وغيرهم بإفريقيا، إلى إرسال المقاتلين لدعم الجيش العراقي لمقاتلة الثورة الاسلامية، وكانت امريكا تقدم السلاح للعراق وتسهل للاتحاد السوفياتي تجارة السلاح الباليستي مع العراق، والتي كان يقصف بها صدام حسين المدن الايرانية.
واحد اسباب احتلال صدام حسين الكويت ومحاولة احتلال السعودية، هي استحقاقات مالية ضخمة، متوجبة، منذ الحرب العراقية الايرانية.
وبعد أن فشلت كل هذه الدول مجتمعة بهزيمة الثورة الإسلامية في إيران، استسلم الحزب الديمقراطي، وعاد لاستخدام اللين مع ايران،
من هنا تلاحظون مع وصول أي رئيس ديمقراطي إلى سدة البيت الأبيض يبدأ بخلق آليات التفاوض ويقدم كل ما يستطيع لعودة إيران إلى الحاضنة الأمريكية، وهذا ما فعله بيل كلنتون وأوباما واليوم يحاول بايدن فعله، وحتى وزير الخارجية الديمقراطي السابق جون كيري، كاد أن يعرض نفسه للمحاكمة، وقد اتهمه ترامب بالخيانة العظمى لانه يعمل لصالح ايران.
بالختام اثبتت ايران انها قوة عظمى، فقد واجهت الحزب الديمقراطي حتى عام 1990 وانتصرت عليه، وايضا واجهت الحزب الجمهوري وكان اخرهم الرئيس ترامب، ولم يبقى امام امريكا بجناحيها الا الخضوع للشروط الايرانية بالمنطقة.
كما ان ايران التي ربحت حروبا طاحنة بالمواجهة المباشرة ضد امريكا وحلفائها، هي ايضا ربحت حروبا كثيرة بالمحور، فالحزب الذي هو حليف اساسي لايران، استطاع ان يهزم اسرائيل مرتين، عند تحرير لبنان عام 2000 وايضا في عام 2006، وفرضت معادلات جديدة، اليوم العدو الاسرائيلي قادر ان يقصف سوريا بالطائرات وصواريخ توما هوك، لكنه عاجز ان يطلق رصاصة على جنوب لبنان والا سرد عليه الحزب بنفس القوة واكثر.
وايضا نجح الحوثيون حلفاء ايران باليمن، فقد اجتمعت غالبية الدول العربية، ودعم دولي امريكي بريطاني شبه اوروبي، ومع ذلك فشلوا جميعهم امام الحوثيون، والذي يفرض شروطه اليوم هم الحوثيون.
وايضا فصائل المقاومة في فلسطين التي اعلنت انها مدعومة ايرانيا، بدأت تسجل الانتصارات الفعلية ونفرض شروطا جديدة على العدو الاسرائيلي .
نعم بالختام سيجلس الامريكي والايراني على طاولة التفاوض، لكن هذا اللقاء ليس هو لقاء الحلفاء، بل هو لقاء النصر والثبات والتضحية، فايران انتصرت.
وانصح العربان ومن لف لفيفهم من لبنان حتى عمان الاردن، ان يستيقظوا من الحلم الامريكي، وان يغطوا على الارض شوي، فقد تغير كل شيء، فبينما كان العرب يتدربون على الرقص والفقش، وتقديم النياشين والاوسمة لجنرالات لم يخوضوا حربا واحدة، كانت ايران تزرع الارض بأجساد مقاتليها على مساحة الشرق الاوسط.
وايضا عندما كان العربان يصرفون اموالهم على القنوات الفضائية، وعارضات الازياء وشراء الكلاسين، كانت ايران تطور نفسها طبيا وعسكريا واقتصاديا، وتغزو الفضاء.
وعلينا ان لاننسى انه عندما كان العرب يتباهون ببذخ الحياة، كان الشعب الايراني يعض على النواجذ ويصبر ويتحمل الحصار والعقوبات، لرفع راية الجمهورية الاسلامية عزيزة خفاقة.
على العرب ان يعودوا لايران وان يتعلموا منها قبل ان تكون نهايتهم مثل نهاية الافغان الذين تعاملوا مع الامريكان