بعد الأيام القاسية.. حرائق الشمال تحت السيطرة

نجحت فرق الإطفاء بعد 4 ساعات متواصلة من العمل اليوم، بمعدل طلعتين كل 10 دقائق في إخماد الحرائق المندلعة في خراج بلدة أكروم منذ ثلاثة أيام بشكل متواصل وتوسّعت نحو الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا.

ومنعت الفرق تمدّد الحرائق الى محيط المنازل السكنية عند السفحين الشمالي والجنوبي لجبل الحصين، وبخاصة في محلة قرنة الديبة القريبة من الحدود السورية، حيث تولّت آليات وجرافات من فوج اطفاء محافظة حمص المساهمة في اخماد النار.

وقد خرجت الحرائق عن السيطرة في منطقة جبل أكروم عند الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا، وتوسّعت رقعة النار بشكل كبير في محلة قرنة الديبة، واقتربت من البساتين والحقول الزراعية وبعض المنازل التي غادرها سكانها تحسبًا لتغير اتجاه الرياح واندفاعها باتجاههم.

بعد الأيام القاسية.. حرائق الشمال تحت السيطرة

ووفقًا للوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، شهدت “غابات القبيات وعندقت وكفرتون وأكروم وأكوم والرويمة والقرى الجبلية في منطقة بيت جعفر”، بطول تجاوز الـ 11 كيلومترا، أيامًا مريرة وقاسية، حيث التهمت النيران المزيد من الأراضي الحرجية والبساتين، مخلفةً خسائر لا يمكن تحديدها قبل السيطرة على الحريق.

وعملت فرق الدفاع المدني والجيش والمتطوعون من الناشطين البيئيين والأهالي على إطفاء الحرائق، فيما بدأت طوافات عسكرية تابعة للجيش اللبناني في إطفاء النار في المواقع الوعرة والصعبة، لا سيما في مناطق عندقت وأكروم وبيت جعفر.

كما شاركت طوافة سورية في إخماد النار عند الحدود اللبنانية – السورية المشتركة في أكروم وأكوم، وتدخلت فرق من الدفاع المدني السوري بآلياتها في هذه المنطقة لإطفاء النيران.

من جهة أخرى، عمل عناصر الصليب الأحمر اللبناني على إسعاف أحد المتطوعين الذي أصيب بحال اختناق بفعل تنشق الدخان، وتم نقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة، كما عملوا على إجلاء عدد من الأشخاص من منازلهم.

بعد الأيام القاسية.. حرائق الشمال تحت السيطرة

وتواصل المروحيات عملها في تبريد البؤر الساخنة حيث لا امكانية لسيارات الاطفاء لبلوغها، تخوفًا من تجدد اشتعال النار وسط ارتفاع كبير بدرجات الحرارة.

وعلى محور وادي عودين في بلدة عندقت، لا تزال المروحيات العسكرية تقوم بطلعاتها المتتالية لاخماد النار التي خفت حدتها بشكل كبير، وباتت تحت السيطرة نسبيًا، ويتم التعامل معها في مواقع عدة في هذا الوادي الذي خسر جزءًا كبيرًا جدًا من غطائه الحرجي.

وفي غابتي المرغان والقطلبة في بلدة القبيات، تم التعامل بشكل سريع مع تجدد اشتعال النيران صباح اليوم في بعض الاماكن، وتتولى فرق الجيش والدفاع المدني والناشطون البيئيون وشباب بلدة القبيات والجوار تبريد هذه البقع ومراقبتها تخوفا من تجدد اشتعالها.

وينظم مجلس البيئة بالتعاون مع شباب البلدة عملية مراقبة دائمة في برج المراقبة على اعلى تلة في غابة المرغان، للافادة عن اي حريق والتدخل بسرعة للمحافظة على ما تبقى من الغطاء الحرجي الذي تعرض لخسارة كارثية.

وفي السياق نفسه، تمكّنت فرق الدفاع المدني والجيش اللبناني من السيطرة بشكل كبير على الحريق في جرود الهرمل.

بعد الأيام القاسية.. حرائق الشمال تحت السيطرة

كما ساهمت فرق الدفاع المدني – الهيئة الصحية في منطقة الجنوب عبر فرقها (فريق جبشيت التطوعي، فريق دير قانون النهر التطوعي، فريق النبطية التطوعي) في إخماد الحريق الضخم الذي اندلع في “مزرعة المطرية الشومر”، وهي إحدى القرى في قضاء صيدا وتمت السيطرة على النيران بعد جهد دام 8 ساعات بالتعاون مع جمعية الرسالة للاسعاف الصحي والدفاع المدني اللبناني.

من جانبها، شكرت عشيرة آل جعفر الأجهزة كافة على الجهود التي بذلتها لإخماد الحرائق في جرود الهرمل.

وخصّت العشيرة بالشكر مسؤول منطقة البقاع في حزب الله الدكتور حسين النمر لسهره منذ ليل أمس وحضوره الشخصي لمتابعة عمليات إخماد الحريق بكافة تفاصيله.

كما شكرت جهود النائب الدكتور ايهاب حمادة والوزير عباس مرتضى ورئيس اتحاد بلديات الهرمل الحاج نصري الهق، مسؤول اقليم حركة أمل الحاج أسعد جعفر، والمسؤول التنظيمي لقطاع الهرمل في حزب الله الحاج علي علاو وجميع العاملين والمتطوعين وغيرة وحمية أهالي المنطقة من البلدات المجاورة الذين هبوا للمساعدة ومدّ يد العون.

وسألت المولى عزّ وجلّ أن يجعل مصابنا بردا وسلاما وأن تستطيع الجهود التي تبذل حاليا محاصرة الحريق الذي يخمد ثم يتجدد مع هبوب الرياح الهوجاء ووعورة المنطقة وعدم وجود المروحيات الكافية والوسائل المناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *