الإحتلال يُصعّد إنتهاكاته بحقّ الصحفيين الفلسطينيين

أكدت لجنة دعم الصحفيين خلال تقريرها النصف سنوي للعام 2021 أن هناك تصاعدًا ملحوظًا لاعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحريات الاعلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ارتفعت حدتها في شهر أيار/مايو خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة .

وأشارت اللجنة الى أن الانتهاكات تنوعت ما بين قتل واستهداف سواء بإطلاق طائرات الاحتلال صواريخها على منازل الصحفيين وهم آمنون في بيوتهم، أو اطلاق النار خلال ممارسة مهامهم الصحفية ، أو تحطيم معداتها ومنازلهم او الاعتقال والاحتجاز على خلفية النشر أو التعبير عن الرأي، والتهديد، ومنع من التغطية والسفر بحرية، ومصادرة بطاقات وهويات ومعدات وغيرها من أساليب التعذيب بحق الصحفيين من أجل لجم عملهم وعرقلة نشر ما يرتكبه الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين.

ولفتت اللجنة في تقريرها الى أن الاحتلال يمارس الانتهاكات بحق الصحفيين خلافًا للمادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان فيما يتعلق بحرية الصحافة، موضحة أن حكومة العدو التي وقعت على هذا الاتفاقيات لم تلتزم بها، وتقوم بشكل يومي بانتهاك الحريات وتطارد الصحفيين خلافًا لما وقعت عليه من المعاهدات والاتفاقيات التي بقيت حبرًا على ورق في ظل الاستهداف المتواصل لأبناء الشعب الفلسطيني بكل أطيافه.

ويغطي التقرير الفترة ما بين 1 كانون الثاني/يناير إلى 30 حزيران/ يونيو 2021 ، مبيّنًا أن الانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين اقترفت عمداً وأنه تم استخدام القوة المفرطة دون مراعاة لمبدأي التمييز والتناسب، ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية والحقوقية والإنسانية التي تكفل حرية العمل الصحفي.

ووثّق التقرير النصف سنوي 696 انتهاكًا على حرية الصحافة من قبل الاحتلال الإسرائيلي من بينهم 101 انتهاك في قطاع غزة خلال العدوان الأخير، فيما بلغت 126 انتهاكاً من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومجهولين في الضفة المحتلة وقطاع غزة، توزعت في 7حالات بغزة، و119 حالة في الضفة الغربية ، كما سجل التقرير أكثر من 194 حالة من الانتهاكات من قبل شركات مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في إطار محاربة المحتوى الفلسطيني وطمس جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

ورصدت اللجنة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير حالة استشهاد الصحفي يوسف أبو حسين (33 عامًا)، في قطاع غزة، بعد قصف منزله وهو بداخله في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

كما سجل التقرير خلال النصف الأول من الفترة السابقة 196 حالة اعتداء وإصابة، توزعت في إصابة 13 صحفيًا في قطاع غزة، جراء تعرض العديد منهم لكسور وجروح وحروق، والعديد من الإصابات جراء قصفهم بشكل مباشر، أو خلال تدمير منازلهم، أو خلال إصابتهم من شظايا صواريخ الاحتلال وهم يمارسون عملهم وقيامهم بدورهم في تغطية العدوان على منازل المدنيين الأبرياء والأراضي الزراعية والمقار الحكومية والإنسانية والإغاثية، أو من خلال تدمير مؤسساتهم الإعلامية أيضًا.

كما رصد التقرير إصابة 183 في القدس والضفة المحتلتين استخدم فيها الاحتلال ومستوطنيه كافة اعتداءاتهم على الصحفيين واستهدافهم بإطلاق الرصاص الحي والمطاط، وقنابل الصوت والغاز السام، وضربهم ضربًا مبرحاً، عدا عن سحل عدد منهم من بينهم صحفيات، ورش العشرات من الصحفيين بالمياه العادمة، لمنعهم من التغطية خصوصًا في مدينة القدس المحتلة وحي الشيخ جراح.

وأظهر التقرير تعرض أكثر من 111 صحفيًا وصحافية للاعتقال، والاستدعاء والاحتجاز والسجن المنزلي والابعاد عن مدينة القدس أو دخول المسجد الأقصى.

ووثّق التقرير 49 انتهاكًا، تنوّع ما بين تمديد اعتقال الصحفيين لأكثر من مرة قبيل موعد الافراج عنهم، وتثبيت أحكام بحق صحفيين، وإصدار أحكام بحق آخرين، وتأجيل محاكمة بعض منهم لا يزالون في سجون الاحتلال.

كما رصد التقرير 149 حالة تمّ فيها منع صحفيين من ممارسة عملهم وتغطية الأحداث، ومنع طاقم تلفزيون فلسطين من العمل في مدينة القدس المحتلة للمرة الرابعة ، وتحريض على فصل صحفي عن عمله، في محاولة من الاحتلال لطمس ما يرتكبه من جرائم بحق المواطنين، إضافة الى توثيق حالة منع واحدة من السفر، و7 حالات تحريض واتهام.

ولم يقف الاحتلال عند هذا الكمّ الهائل من الانتهاكات بل تمادى في تدمير وتحطيم واغلاق أكثر من 61 مؤسسة إعلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من ضمنها تدمير طائرات الاحتلال في قطاع غزة خلال العدوان الأخير أكثر من 59 مؤسسة إعلامية وشركات انتاج اعلامي وفني ومطابع ودور نشر ما بين تدمير كلي وجزئي، وإغلاق مكتب تلفزيون فلسطين للمرة الرابعة على التوالي في القدس والداخل المحتل.

وفي جانب الاقتحامات والمداهمات التي يشنها الاحتلال على منازل الصحفيين والمطابع وغيرها من المؤسسات الإعلامية سجل التقرير 65 حالة بالضفة والقدس وقطاع غزة، كان من ضمنها تضرر23 منزلاً للصحفيين، و5 مركبات خلال العدوان على قطاع غزة بشكل كلي او جزئي، و كذلك مصادرة أجهزة ومعدات ومواد صحفية لمنازل صحفيين ومؤسساتهم الإعلامية وبطاقات صحافية بالضفة والقدس المحتلتين والتي بلغت عدد 24.

وركّز التقرير على ما يتعرض له الصحفيون من انتهاكات في سجون الاحتلال ومضايقات والتي بلغت 32 انتهاكًا بحقهم تمثلت في الاعتداء والتعذيب والمعاملة القاسية، ومنعهم من زيارة محاميهم وعائلتهم لهم، وتقديم لائحة اتهام لتواصل اعتقالهم، ورفض الافراج عنهم، والاهمال الطبي في علاجهم، وفرض غرامات مالية باهظة وحرمانهم من حقوقهم المشروعة.

وفي جانب محاربة المحتوى الرقمي الفلسطيني، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالتنسيق مع إدارة مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتواطؤ مع مكتب التحقيقات الفدرالية ووزارة التجارة الأميركية لإغلاق مواقع فلسطينية، وحجب وحذف وتقييد العديد من حسابات صحفيين ومؤسسات إعلامية والذي تم رصد جزء منهم وعدهم 194 انتهاكاً في إطار محاربة المحتوى الفلسطيني، وتكذيب الرواية الفلسطينية.

انتهاكات داخلية فلسطينية

وبشأن الانتهاكات الداخلية الفلسطينية سجل التقرير النصف سنوي للعام 2021 ما يقارب 126 انتهاكاً توزعت في رصد 119 انتهاكًا في الضفة المحتلة، و7 في قطاع غزة، تمثل في اعتقال واستدعاء واحتجاز 10 من الصحفيين، وتمديد اعتقال 6 حالات، واعتداء واصابة بلغت 26 حالة.

وسجلت 23 حادثة اقتحام وتحطيم بينهم حالتان من الداخل المحتل و4 تهديدات وتحريض و26 حالة منع من التغطية وعرقلة عمل، وإغلاق مؤسّسات وحجب مواقع وتجميد أرصدة ومضايقات بلغت 23، فيما بلغت مصادرة معدات وبطاقات صحافية وانتهاك وفرض غرامة مالية 18 حالة.غزة _ العهدالاخباري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *