“خالدة جرار”.. مناضلةٌ خارج سجون الاحتلال وداخلها

“مناضلةٌ وأسيرة” توصيفٌ عظيم لامرأة فلسطينية قضت في سجون الاحتلال ما مجموعه 5 سنوات منها 20 شهرًا في الاعتقال الإداري.

هي خالدة كنعان محمد جرار من محافظة البيرة برام الله، المولودة في 9 شباط 1963 في مدينة نابلس، حاصلة على ماجستير ديمقراطية وحقوق إنسان، وهي زوجة الأسير المحرر غسان جرار، الذي له تاريخ طويل أيضًا في الاعتقال الإداري والإبعاد، وأم لابنتين هما: يافا وسهى، المتوفية أخيرًا.

حرمان واعتقال ثمنُ النضال

نشطت خالدة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان خاصة حقوق الأسرى الفلسطينيين فى السجون “الإسرائيلية” وترأست مؤسسة الضمير لرعاية الأسرى والمعتقلين.

أصدر الاحتلال بحقها قرار إقامة جبرية ومنعها من مغادرة الأراضي الفلسطينية في العام 1998.

خالدة التي شغلت منصب نائب في المجلس التشريعي ممثلة عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تقبع اليوم في سجن الاحتلال بسبب نشاطها السياسي.

في العام 2015 صدر بحقها قرارٌ بالاعتقال الإداري بعد اعتقالها من منزلها، ثم جرى الإفراج عنها في حزيران 2016، ليعاد اعتقالها إداريًا مطلع 2017.

بقيت الأسيرة فترات طويلة بين عامي 2017 و2019، في الاحتجاز الإداري دون محاكمة أو تهم، حتى آذار 2021 إذ حكمت محكمة عسكرية “إسرائيلية” عليها بالسجن سنتين بتهمة “الانتماء إلى جمعية غير قانونية”.

خضعت خالدة خلال فترة اعتقالها الأخيرة لضغوط نفسية، إذ مُنعت من زيارة عائلتها بانتظام، حيث تمكنت العائلة من زيارتها ثلاث مرات فقط خلال عام وأربعة أشهر. وحتى خلال المحاكم التي تُعقد عبر تقنية زووم، لا يُسمح لهم برؤيتها إلّا ثواني معدودة، ولا يُسمح لها بالاتصالات الهاتفية.

على المستوى الصحي، لم تكن إدارة السجون تسمح لجرار بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، إلا بعد ضغط دولي تم ممارسته على هذه الإدارة

وتعاني الأسيرة من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وبحاجة إلى متابعة طبية دائمة، ومؤخراً أصبحت تحتاج إلى دواء منظّم لضغط الدم.

نضالٌ مستمر داخل السجن

لخالدة أثر كبير على الأسيرات اللواتي يجدن فيها المعلمة والناصحة والمرشدة، إذ كانت تنظم حياتهن وتسعى لتحسين ظروفها.

ساهمت خالدة في تنظيم عملية تعليم الأسيرات، حيث لم يكن مسموحًا للطالبات بتقديم امتحان الثانوية العامة “التوجيهي” في السجون، فقامت بحكم منصبها كنائبة بالتواصل مع وزارة التربية والتعليم واعتماد برنامج للامتحانات داخل السجن، وأخذت على عاتقها تدريس الطالبات والإشراف على الامتحانات ونقلها إلى الوزارة، حتى تمكنت مجموعة من الأسيرات من اجتياز الامتحان.

وسعت خالدة لإدخال الدراسة الجامعية من خلال التنسيق وانتساب الأسيرات إلى جامعة القدس المفتوحة، فعملت كمحاضرة للطالبات، كونها تحمل درجة الماجستير، وهو ما مكن سبع طالبات من استكمال دراستهن الجامعية داخل السجن.

الدور الأكبر لها في السجون كان بتوجيه الأسيرات وتوعيتهن حول كيفية التعامل مع الإدارة والمطالبة بحقوقهن، وبصورة خاصة بعد الإفراج عن لينا الجربوني في سنة 2017، والتي كانت ممثلة الأسيرات لدى الإدارة لسنوات طويلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *