ضمن فعاليات معرض الكتاب الـ47 في طرابلس.. د.جان توما يوقّع كتابه “هويَّات معاصرة”

ضمن فعاليات معرض الكتاب الـ 47 في طرابلس، والذي تنظّمه الرابطة الثقافية في قاعاتها، وقّع الدكتور جان عبد الله توما كتابه ” هويّات معاصرة ” في الأدب والنقد.
الكتاب الذي يعدّ واحداً من عشرات المؤلفات التي خطّها الأديب الدكتور جان توما خلال عقود، وهو من منشورات مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية.
وفي حديث لموقعنا قال د.جان توما “هُويَّات معاصرة”، كتاب مؤلَّف من مجموعة مقالات تتناول الحركة الثقافية في طرابلس، ويُعتبر محاولة لإبراز هذه الحركة الحضارية في المدينة، وبالمناسبة فإن طرابلس هي المدينة الوحيدة في لبنان التي أقامت معرضا للكتاب لهذا العام، وهذا دليل على حيوية المدينة وعلى قدرتها على أن تستنهض وتكون رائدة في هذا المجال.
ورأى توما أن الكاتب ابن بيئته، فهو عندما يكتب إنما يتناول موضوعاً له علاقة بالبيئة التي يعيشها، مؤكداً أن طرابلس مدينة حضارية لها هوية منفتحة، هوية تطلّ على مختلف الأطياف الموجودة، وبالتالي فإنك ترى أن كل من يزور هذه المدينة لا يشعر بالغربة، وحتى أبناء المناطق المجاورة يسمونها بـ ” البلد ” ويقصدونها لأخذ حوائجهم، من هنا يجب أن يبقى لهذه المدينة التاريخية حضورها ويجب الحفاظ على هويتها.
وفصّل الدكتور جان توما القول حول طرابلس البحرية وطرابلس النهرية، والحضارة التي عاشتها منذ تأسيسها، فأكّد “أن طرابلس التاريخية البحرية هي الميناء حتى عام 1289 والتي أسسها الفينيقيون، وابتداء من هذا التاريخ عمل سيف الدين قلاوون على طرد الصليبيين والفرنجة منها، وحررها ثم بنى طرابلس النهرية، بدءاً بنهر أبي علي تحت القلعة لتمتدَّ المدينة فيما بعد”، مُشدداً على ضرورة الانطلاق في المحافظة على هوية طرابلس الحضارية، من خلال استحضار رجالات وكتابات وكل ما يمتّ إلى هوية طرابلس الحضارية بصلة، داعياً إلى أن تبقى كما كانت منفتحة على الجميع تستقطب الجميع، وفيها مساحة من الحرية لا تتوفر في الكثير من المدن الأخرى.
وأضاف ” عندما نتحدث عن البحر وعن الصيادين نحكي المجتمع الأساسي في طرابلس، وهنا نتحدث عن مدينة طرابلس التاريخية التي هي مدينة بحرية منذ تأسيسها، مع الإشارة إلى أن طرابلس المملوكية عندما بنيت على النهر، صار لدينا سوق النحاسين سوق القمح وسوق الذهب، وهنا تنوعت الاسواق وهذا في طرابلس المملوكية، ولكن حتى يومنا هذا، بقي مجتمع الميناء، وهي مدينة ساحلية، مجتمعاً للصيادين له قيمة أساسية في العلاقات الإنسانية وفي علاقات الجيرة وفي العادات والتقاليد الواحدة، التي تجمع في ما بين المواطنين، ورمضان في طرابلس مثال على ذلك، حيث لا يستطيع أحد أن يميز خلاله بين المسيحي والمسلم، فالكل يلتزم آداب رمضان ويحترمها”.
وعليه، المطلوب هو الحفاظ على الهوية الطرابلسية، ونحن عندما نتحدث عن الغربة، فإنما تكون الغاية أن نعزز أكثر فأكثر القيم الحضارية في طرابلس.
وعن نظرة الأدباء اليوم لطرابلس في ظل ما تعيشه من واقع سيئ، رأى الدكتور جان توما أن كل الكتاب يرون أن مدينة طرابلس مدينة لا يعيرها المسؤولون ولا الدولة أي اهتمام، فهناك إهمال واضح، وهذا لا يجوز، لذلك عندما تستنهض الأحياء السكنية وتؤمن لها أبسط مقومات الحياة فتوجد فرص عمل، لا شك أنك ستستقطب الشباب ليبقوا في مدينتهم.
وختم توما” طرابلس ليست مدينة عجائز، طرابلس دائماً كانت مدينة الشباب والحياة، وبالتالي علينا بالضرورة الحفاظ على الحرف القديمة فيها، والصيادون الذين كانوا يورِّثون أولادهم هذه الحرفة، بات أبناؤهم اليوم يهجرون هذه الحرفة، لأنها كما يعبّرون، مهنة غير مضمونة ولا تسد حاجات عيشهم، ومقومات الحياة لعائلاتهم، من هنا على الدولة والمسؤولين أن يتدخلوا لدعم هذه الحرفيات الأساسية في المدينة، لتبقى الهوية، ولنحافظ حقيقة على هوية المدينة الحضارية والتاريخية .
الجدير ذكره، أنَّ أبواب المعرض مشرّعة، أمام أهل الكتاب والمثقفين حتى مساء الأحد الحادي عشر من تموز الجاري، في قاعات الرابطة في شارع الثقافة – طرابلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *