شيّع مئات الفلسطينيين جثمان الشابة سهى جرار ابنة المناضلة الأسيرة خالدة جرار من منزلها في مدينة البيرة بالضفة الغربية المحتلة.
وقد شاركت المناضلة جرار في تشييع جثمان ابنتها بشكل رمزي من خلال باقة ورد كتبت عليها “حرموني من وداعك بقبلة، أودعك بوردة”.
وكانت عائلة جرار أعلنت في وقت سابق، وفاة الشابة سهى غسّان جرار في منزلها خلف مستشفى رام الله، في ظروف طبيعية، مشيرة إلى أنّ التشخيص الأولي يظهر أن سبب الوفاة نوبة قلبية حادة.
وبالتزامن مع الإعلان عن وفاة سهى -باحثة رئيسية في دائرة البحث القانوني والمناصرة الدولية بمؤسسة “الحق”- انطلقت حملات للضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسيرة خالدة جرار والسماح لها بإلقاء نظرة الوداع على ابنتها، إلى جانب تنظيم وقفة احتجاجية أمام سجن “عوفر”، إلا أن مديرة مصلحة السجون رفضت طلب السماح للأسيرة خالدة بالمشاركة في تشييع جثمان ابنتها سهى، وفق ما ذكرت مؤسسة “الضمير”.
وشُيع جثمان سهى من منزل العائلة في البيرة إلى مسجد العين، ومن ثم إلى مثواها الأخير في مقبرة رام الله الجديدة.
حُرمت من قبلة الوداع.. تشييع جثمان سهى جرار ابنة المناضلة خالدة جرار
بدوره، أكّد رئيس “نادي الأسير الفلسطيني” قدورة فارس أن قرار سلطات الاحتلال برفض إطلاق سراح الأسيرة خالدة جرار لوداع جثمان ابنتها كان متوقّعًا، وهو أحد تعبيرات مستوى الانحطاط الإنساني الذي تمارسه ضد الفلسطينيين وبشكل ممنهج.
جاء ذلك تعقيبًا على رفض سلطات الاحتلال طلبي المؤسسات الحقوقية والرسمية الإفراج المبكّر عن الأسيرة النّائب في المجلس التشريعي خالدة جرار، والسماح لها بإلقاء نظرة الوداع على ابنتها سهى جرار، والتي توفّيت في رام الله مساء 11 تمّوز الجاري.
وأضاف فارس أن حرمان الاحتلال الأسرى من حقّهم الإنساني بوداع أهاليهم هو نهج ثابت لم تسمح به من قبل، وأن غالبية من تعرّضوا للاعتقال على مدار سنوات النّضال الفلسطيني التحرّري فقدوا فردًا أو أكثر من عائلاتهم ولم يتمكّنوا من المشاركة في مراسم العزاء، مشيرًا إلى أن “ذلك إنما يدلّ على أن “إسرائيل” مسكونة بالخوف والقلق وأنّها لا ترحل إلا بالمقاومة”.