بمساعدة الاسرائيليين.. حملة تجسّس عالمية على مُعارضين وإعلاميين

سلّطت صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على ما نشره عدد من وسائل الاعلام عن قيام عدد من الحكومات باستخدام برمجيات شركة “NSO Group” الإسرائيلية، من أجل التجسّس على صحفيين وشخصيات معارضة لحكومات.

بحسب الصحيفة، تواجه حكومة الاحتلال ضغوطًا بسبب سماحها للشركة المذكورة بالتعامل مع “أنظمة سلطوية” والتي تستخدم بدورها برامج التجسّس لأغراض لا علاقة لها بالهدف المعلن للشركة وهو ملاحقة “الإرهابيين والمجرمين”.

“نيويورك تايمز” أشارت الى أن الأضواء مسلطة على شركة “NSO” منذ عام 2016، فحينها قيل إن برمجياتها استُخدمت من أجل التجسّس على ناشطين حقوقيين في الامارات وعلى أحد الصحفيين في المكسيك، وحتى في السعودية.

وتابعت الصحيفة: “ما نشرته وسائل الاعلام هذه المرة يتحدث عن قيام “NSO” ببيع برنامج يحمل اسم “Pegasus” استُخدم للتجسّس على صحفيين في دول مثل أذربيجان وفرنسا والمجر والهند والمغرب”.

كما نقلت الصحيفة عن مصدر مطلع أن “NSO” باعت البرمجيات إلى حكومات كل من أذربيجان والبحرين والهند والمكسيك والمغرب والسعودية والامارات.

ونبّهت الصحيفة الى أن ما نشر قد يزيد من المخاوف حيال مساهمة الحكومة الإسرائيلية في الانتهاكات التي ترتكبها الحكومات وذلك من خلال منح “NSO” رخصة تصدير تسمح ببيع البرمجيات إلى دول تستخدمها من أجل قمع الأصوات المعارضة.

ولفتت الصحيفة إلى أن ما نشر هذه المرة يأتي بعد نشر تقارير إعلامية أخرى أفادت أن “إسرائيل” سمحت لشركة “NSO” بالتعامل مع السعودية وشجّعتها على مواصلة هذا التعامل حتى بعدما اتهمت الحكومة السعودية بالتورط في جريمة قتل جمال خاشقجي.

كذلك أشارت الصحيفة إلى أنه جرى تسريب ما يزيد عن 50000 رقم خلوي من أكثر من 50 بلدًا، واللائحة تتضمّن أرقامًا لمئات الصحفيين وأصحاب وسائل الاعلام وقادة الحكومات وسياسيين في أقطاب المعارضة وشخصيات معارضة للحكومات وأكاديميين ونشاطين حقوقيين.

كما أوضحت أن منظمة العفو الدولية ومجموعة “Forbidden Stories” كانت أول من حصلت على هذه المعلومات قبل أن تُشاركها مع الصحفيين.

من بين أصحاب الأرقام الخلوية الواردة في اللائحة بحسب التقارير الإعلامية، تتابع “نيويورك تايمز”، مديرة تحرير صحيفة “فاينانشال تايمز” رولا خلف وشخصيات مقربة من خاشقجي والصحفي المكسيكي “Cecilio Pineda Birto” الذي كان قد قتل في عملية إطلاق نار، وكذلك صحفيون يعملون في وسائل اعلام معروفة مثل “السي إن إن” و”أسوشيتد برس” و”وول ستريت جورنال” و”بلومبرغ” و”نيويورك تايمز”.

ولفتت “نيويورك تايمز” الى أن رقم مدير مكتبها السابق في المكسيك المدعو عزام احمد ورد أيضًا في اللائحة، وهو الذي كان أعدّ الكثير من التقارير حول الفساد والعنف والتجسّس في منطقة أميركا اللاتينية بشكل عام والتي شملت شركة “NSO”، وذكرت في السياق نفسه مدير صحيفة “نيويورك تايمز” في بيروت “بن هوبارد” الذي أجرى تحقيقات حول انتهاكات حقوق الانسان والفساد في السعودية، وكتب مؤخرًا كتابًا عن سيرة حياة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وهناك صحفيان اثنان يعملان في مجال الصحافة الاستقصائية في المجر ورد اسماهما وكانا قد أعدّا الكثير من التقارير حول الفساد الحكومي في هذا البلد، بالإضافة إلى “هاتيس جنكيز” وهي خطيبة خاشقجي حيث كان قد جرى اختراق هاتفها بعد أيام من جريمة القتل في السفارة السعودية في تركيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *