تونس – روعة قاسم
“أقرأ عن فلسطين” هو مشروع ثقافي تربوي نضالي تشاركي أطلقه ويديره “مركز دراسات أرض فلسطين” منذ قرابة الشهر من تونس تحت شعار “ضد الجهل والنسيان ومن أجل التحرير والعودة”. ويتوجه المشروع الى كل الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية. فهو يتوجه الى الأطفال من أجل بناء ذاكرتهم الوجدانية والمعرفية بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ويتوجه الى الشباب من أجل تمليكهم المعرفة الحقيقية والدقيقة عن القضية الفلسطينية، ليكونوا قادرين على مواجهة عمليات التزييف والتضليل التي تروّج حول القضية الفلسطينية. ويتوجه كذلك الى الكهول بالأهداف ذاتها مضافًا إليها تجديد وإحياء وتدعيم ما تراكم في الذاكرة النضالية على مدى السنوات.
لا قطيعة بين الأجيال
يؤكد عابد الزريعي المسؤول عن المبادرة في حديثه لـ”العهد” الإخباري أنها جاءت من منطلق الإيمان التام بأن لا قطيعة بين الأجيال في معارك النضال القومي والوطني، فكلٌّ يؤدي دوره ويملأ المكان المحدد له على خارطة الفعل النضالي من أجل تحرير فلسطين القضية المركزية للأمة.
ويضيف: “إلى جانب ذلك يتوجه المشروع لمناضلين مناصرين للقضية الفلسطينية من مختلف الأجناس والأمم لتسليحهم أيضًا بالحقيقة التي تمكّنهم من الصمود في وجه ماكينة الدعاية الصهيونية والامبريالية التي احترفت التزييف والتضليل. وارتباطا بذلك فإن من يقرأ قائمة المنسقين الأولى للمشروع سيجد أسماء مناضلات من رومانيا وبلغاريا قد انضممن للمشروع ويقمن بالدور المنوط بهن في الجغرافيا التي يتواجدن فيها”.
ويوضح محدثنا ان المشروع يدار من قبل عدد من المنسقين المتطوعين الموجودين في أكثر من بلد. ويقول “نشرنا القائمة الأولى التي تضم عشرة منسقين موزعين على عشرة بلدان عربية وأجنبية ونحن بصدد إعداد ونشر القائمة الثانية وما بعدها في محاولة طموحة لتغطية العدد الأكبر من بلدان العالم. وتتلخص مهمة المنشط في التعريف بالمشروع في مجاله الجغرافي والمساهمة بتقديم قراءاته الخاصة لكتب تتعلق بالقضية الفلسطينية”.
ويضيف “يمتاز المشروع بالمرونة حيث يختار المشارك الكتاب الذي يريد، يقرأه قراءة حرة ويلخصه أو يعقب عليه ثم يرسل ما كتبه الى البريد الالكتروني لمركز دراسات أرض فلسطين، حيث يتم نشر ما يرد على موقع المركز وصفحته الالكترونية. إضافة الى ذلك يقوم المركز بعقد ندوة الكترونية عبر الزوم كل مدة من الزمن يشارك فيها القراء بشكل أساسي وبعض الضيوف حيث يقوم كل مشارك بعرض الكتاب الذي قرأه وتجربته في القراءة. غير ذلك سيقوم المركز بنشاطات مصاحبة للمشروع وذلك في سياق تطوره وما يطرأ من أفكار ويستخلص من تجارب خلال المسار.”
ويردف الزريعي “كانت الخطوة العملية الأولى تطوع طفل إيراني بمساعدة والده لترجمة قصة البيت لزكريا تامر للغة الفارسية، وهي قصة قصيرة مخصصة للأطفال، وقد فتحت الفكرة امامنا آفاقا جديدة فقمنا عن طريق المنسقين والمشاركين في رومانيا وبلغاريا بترجمتها للغتين الرومانية والبلغارية. إضافة الى ذلك ينكب بعض المنسقين على ترجمتها الى لغات أخرى، وبذلك انتصب امامنا هدف ترجمة القصة الى اغلب لغات العالم، يترافق ذلك مع إخراجها في مناسبة معينة مرفقة بأنشطة أخرى. بالتأكيد سنواجه بعض الصعاب والعثرات وهذا الامر امر طبيعي يرتبط بكل نشاط انساني، ولكننا نملك الإرادة والعزيمة على الاستمرار والتقدم الى الامام”.
لماذا أقرأ عن فلسطين؟
محمد بدران أبو أسامة وهو ناشط فلسطيني مشارك في المشروع يؤكد في حديثه لـ” العهد” “أقرأ عن فلسطين هو مبادرة لمعرفة القضايا الإقليمية والدولية من قضية فلسطين. والاطلاع على مراحل نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الحملات الاستعمارية على فلسطين، ولنتمكن من الرد المقنع على أكاذيب الصهيونية وتزويرها للتاريخ واستهداف الجذور التاريخية للشعب الفلسطيني”.
اما الحسين الشيخ العلوي منسق المشروع في موريتانيا فيؤكد لـ” العهد” ان الصراع في فلسطين صراع بين منظومتين حضاريتين هما الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الغربية، جعلت الصهيونية رأس حربة للأخيرة، ولا يمكن لهذا الصراع أن يتوقف أو ينتهي إلا إذا كانت المنظومتان على قدر من الندية.
خديجة بلحاج، منسقة المشروع في تونس ــ صفاقس وعضو مركز دراسات أرض فلسطين قالت لـ” العهد”: “في البدء كانت الكلمة، واولى الكلمات كانت فلسطين. والان وغدا ستبقى فلسطين مفتاح كل معجم. لن يكتب التاريخ الا وهي تتصدر أول الصفحات. ولن ترسم الجغرافيا الا في ظلال القدس وكل شبر من أرض فلسطين المحتلة المطرزة بالزيتون والليمون والتي يحاول العدو اقتلاعها واتلافها حتى لا تكون شاهدا على الانتماء كما يفعل مع شعب فلسطين”.
مناهضة الرواية الصهيونية
خالدية أبو بكرة منسقة مشروع أقرأ عن فلسطين بإسبانيا، ومنسقة جمعية نساء الكرامة ومرشحة حزب اليسار الموحد والتحالف الشعبي السابقة لمجلس الشيوخ الاسباني، أكدت لـ”العهد” أنها: “كفلسطينية مهجّرة من موطني كأغلبية الشعب الفلسطيني، وحتى الباقين في داخل فلسطين التاريخية حرمنا من دراسة أو معرفة تاريخنا، كانت أولا حاجة ثم واجبًا، أن ابحث واقرا عن فلسطين لكي اعرف من انا.. وكفلسطينية في الخارج من واجبي الدفاع عن قضيتي وايصالها للمجتمع الذي أعيش فيه لمناهضة الرواية الصهيونية وسلاحي الأول والمتاح هي الكلمة”.
أما د. مريم أبو دقة، منسقة مشروع “اقرأ عن فلسطيني” بفلسطين ــ غزة، ورئيسة جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية، فقالت لـ”العهد”: “الحرية تهبّ رياحها من فلسطين.. حتى تعرف بلدك وتحميها عليك أن تقرأ عن فلسطين العربية.. بذلك ستقاتل ضد العنصرية والاستيطان والاستعمار والظلم، وستكون مع الحرية والعدالة الإنسانية والمساواة ومع الاخلاق الثورية التي تحفظ كرامة الانسان.
من جهتها اعتبرت خميسة العبيدي، منسقة المشروع في تونس وباحثة ومنشطة فنية بمركز دراسات أرض فلسطين فقالت لـ” العهد”: في المدارس نتعلم الدروس ثم نمرّ على الامتحانات، اما في فلسطين فإننا نمرّ بالامتحانات ثم نتعلم الدروس نتعرف على هذا القلب النابض والينبوع الدائم والدرب المضيء للحق والإنسانية بالقراءة.. اقرأ عن فلسطين.”
في حين قالت سمر عبد العظيم منسقة مشروع أقرأ عن فلسطين بالأردن. لـ” العهد” “أقرأ عن فلسطين لأعرف الحقيقة. وعندما اتحدث عنها أقول الحقيقة. وحين أناقش او أرد على الأفكار والآراء أقارع بالحجة والحقيقة. أقرأ عن فلسطين لأنشر الوعي. وأحارب الجهل الذي يقال او ينشر عنها؛ بعيدا عن الحقيقة قصدا او عن غير قصد، وعندها أكون قد عملت على نشر الحقيقة”.
بدوره، د. صلاح زقوت، منسق مشروع أقرأ عن فلسطين بأوكرانيا ورئيس البيت العربي بأوكرانيا ونائب رئيس اكاديمية العلوم الأوكرانية قال لـ”العهد”: “أقرأ عن فلسطين حتى أعرف كل تفاصيل الرواية الفلسطينية، وأتمكن من إيصالها للجميع والدفاع عنها حتى يحقق الشعب الفلسطيني كامل أهدافه الوطنية العادلة دون نقصان”.