الإرهاب المحلي يخرق الأجهزة الأمنية الأميركية

كشف موقع “دايلي بيست” عن خضوع جندي في قوات المارينز الأميركية للتحقيق الفدرالي على خلفية المشاركة في مخطط لاستهداف الأقليات ومتعاطي المخدرات وموظفين في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، مشيرًا إلى أن المخطط تضمن استخدام المتفجرات وقاذفات الصواريخ والبنادق الآلية.

تورطٌ لعناصر الـFBI

الموقع حصل على المعلومات بعد الاطلاع على مستندات لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الـ”FBI”، تبين أن الجندي المدعو ترافيس أوينز وشركاءه تأثروا بما قام به تيموثي ماكفي الجندي الأميركي السابق الذي كان وراء تفجيرات أوكلاهوما عام 1995 والتي أدت إلى مقتل 168 شخصًا.

وأضاف الموقع أن “المستندات المذكورة تكشف أن أحد المشتبه بهم لديه علاقات مع “Atomwaffen Division – الأتوموافيين” وهي جماعة من النازيين الجدد متورطة في 5 جرائم قتل على الأقل”، موضحا أنه “جرى اكتشاف عدد من أتباع هذه الجماعة داخل صفوف القوات المسلحة الأميركية وفئة الجنود المتقاعدين”، ولفت إلى أن “مشروع هذه الجماعة هو الإطاحة بالحكومة الأميركية”.

وتابع أن “التحقيق حول القضية بدأ في أواخر شهر آب/أغسطس عام 2019 عندما تلقى مكتب “الـFBI” اتصالاً حول ما يحصل من نقاشات على مجموعة دردشة على الفيسبوك تسمى “فرقة الموت اليمينية”، مشيرا إلى أن “النقاشات كانت تدور بين 3 أشخاص، هم جايمس ويدسوم وجايسن جارفيلد وأوينز نفسه.

الموقع ذكر أن “النقاشات التي دارت في غرفة الدردشة تفيد أن الأشخاص الـ3 المذكورين كانوا يستعدون على ما يبدو لحرب عرقية”.

ونقل الموقع عن متحدث باسم قوات “المارينز” أنه جرى طرد أوينز من القوات في شهر نيسان/أبريل عام 2020 على خلفية هذه القضية.

مخاوفُ من شهر آب

وفي سياق متصل، كشفت مجلة “بوليتكو” عن نشرة استخباراتية حديثة صادرة عن وزارة الأمن الداخلي الأميركي حذرت من إمكانية حدوث هجمات دموية مع اقتراب الذكرى السنوية لهجومين إرهابيين محليين اثنين، هما عملية إطلاق النار في 3 آب/أغسطس عام 2019 بمنطقة الباسو في ولاية تكساس والتي أدت إلى مقتل 22 شخصاً، وعملية الدهس التي نفذها أحد الأشخاص المنتمين إلى معسكر العنصريين البيض بمدينة شارلوتسفيل في ولاية فرجينيا في 12 آب/ أغسطس عام 2017 والتي أدت إلى مقتل امرأة.

وذكرت المجلة أن “منفذ عملية إطلاق النار في الباسو كان قد أبلغ أجهزة إنفاذ القانون أنه أراد قتل مكسيكيين.

ولفتت إلى “ما ورد في نشرة وزارة الأمن الداخلي عن قيام اتباع جماعة “كيو أنون” بالترويج لنظرية تقول إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سيعود إلى الحكم في شهر آب/أغسطس القادم”.

المجلة أشارت إلى أنها “ليست المرة الأولى التي تطرح فيها وزارة الامن الداخلي المخاوف حيال احتمال اندلاع احداث عنف على خلفية نظريات المؤامرة والتطرف المحلي”، مضيفة أن “مسؤولا بارزا في مجال مكافحة الإرهاب أبلغ أعضاء في “الكونغرس” الأسبوع الماضي أنه تجري مراقبة الدردشات على وسائل التواصل الاجتماعي حول نظرية عودة ترامب إلى الرئاسة في شهر آب/أغسطس القادم”.

“التريث”.. سياسة بايدن

بدورها، قالت مجموعة “صوفان” في مقالة نشرتها إن استراتيجية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمحاربة الإرهاب المحلي تستند إلى فرضية وجوب امتلاك أقسام الشرطة المحلية معلومات مفصلة ودقيقة حول حجم التهديد الإرهابي المحلي في المناطق الأميركية المختلفة.

وأضافت المجموعة أن “إدارة بايدن تتوقع حصول تغييرات جوهرية نتيجة قيام الحكومة الفدرالية بتخصيص المزيد من الموارد لأقسام الشرطة المحلية وتعزيز قدراتها”، لكنها نبهت من أن “ذلك ليس بالنتيجة الحتمية ومن أن تقدير مدى التقدم في هذه المسألة قد لا يكون سهلاً”.

وتابعت المجموعة أن “هناك عاملا آخر يزيد الأمور تعقيداً، يتمثل بوجود عنصريين بيض واتباع جماعات مثل “Three Percenters” و”Oath Keepers” داخل أجهزة الشرطة الأميركية.

وقالت المجموعة إن “محاربة الإرهاب المحلي في الولايات المتحدة تتطلب القيام بدور بارز من قبل أجهزة إنفاذ القانون في الوقت الراهن، إذ إن العديد من الجماعات الإرهابية المحلية مسلحة بشكل جيد وتشكل تهديدا أمنيا حقيقيا”.

وشددت المجموعة على أن “مواجهة الإرهاب المحلي ليست بالمهمة السهلة على الإطلاق بل هي معقدة لكنها في نفس الوقت ملحة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *