“فورمولا 1” وسيلة جديدة لابن سلمان لتلميع صورته

توقَّف الكاتب “سيباستيان بوسوا” في مقالةٍ نُشرت في مجلة “ماريان” الفرنسية عند استضافة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سباقات رياضية مثل “فورمولا-1″، مشيرًا إلى أنَّه يهدف من خلال ذلك إلى تلميع صورته والتغطية على أزماته السياسية.

وتطرق “بوسوا” إلى الاستراتيجية السعودية وراء استضافة سباق الجائزة الكبرى للفورمولا-1، في الفترة الممتدة من الثالث إلى الخامس من كانون الأول/ديسمبر المقبل.

وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الأوروبية العربية والإرهاب والتطرف إن سلسلة الأحداث والمسابقات العالمية التي تستقبلها العربية السعودية عامًا بعد عام، لها رمزية عميقة لولي العهد.

وأضاف أنَّه “بعد عدة سنوات من الركود السياسي على الصعيد الدولي يسعى ابن سلمان المتورط في أزمات سياسية وإقليمية متكررة إلى تلميع صورة المملكة”.

وأوضح “بوسوا” أنّ َابن سلمان يسعى إلى جعل المملكة دولة جذابة بالنسبة للغرب المتحمسين للمسابقات الرياضية والأحداث الثقافية الأحداث، بالإضافة لإغراء العالم من خلال تقديم صورة جذابة لتمرير أجندته الخاصة، معتبرًا أنَّه من الآن فصاعدًا ستكون الفورمولا-1 أداته الجديدة.

وبيَّن أنَّه بعد فشل السعوديين في شراء “نيوكاسل يونايتد”، رغبت الرياض في شراء نادٍ فرنسيٍ خلال العام الماضي، وهو “أولمبيك مرسيليا”، ولكن دون جدوى، إلا أنَّه لم يكن لذلك تأثير كبير، لأن ولي العهد السعودي يتبع استراتيجيةً طويلة المدى، حيث يتعين عليه استعادة صورة والعمل على تحقيق أهدافه خطوة بخطوة لتجنب الفشل.

وتابع الكاتب إلى أنه “في الجغرافيا السياسية، يُطلق على هذه الاستراتيجية الشاملة للاستثمار في القوة الناعمة تسمية محددة وهي التستر بالفن”، حيث تعني هذه الاستراتيجية أن الدولة تنخرط في الثقافة والرياضة من أجل إخفاء أجندتها السياسية، من خلال تعزيز “قوتها الناعمة” بواسطة الرياضة.

ووفق الموقع، فإن المبالغ المالية للحصول على صورة ومكانة في المشهد الثقافي العالمي غالبًا ما تكون خيالية، لكنها لا تغيِّر شيئا.

ويعد فشل السعودية في شراء “نيوكاسل”، دليلًا على أنَّ بعض القادة الرياضيين يعيقون استراتيجية السعودية مترامية الأطراف.

وعزا الكاتب إلى الأمر الوحيد المؤكد في الوقت الحالي، وهو حذر المستثمرين والعملاء على حد سواء بشأن فكرة التورط في قضايا مشبوهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *