لا يكفي المواطن اللبناني همومه المعيشية والاقتصادية اليومية، فبعد أن حرم من أبسط متطلباته، ها هو يسقط ضحية الإهمال والتفلّت والفوضى واللاوطن.
المأساة التي حصلت أمس الأول عند مفرق السعديات، والتي راحت ضحيّتها أمٌّ وبناتها الأربع وشاب آخر، بالإضافة إلى عدد من الجرحى، لم تكن مجرد حادث سير عاديّاً، بل كان نتيجة دفع المواطن اللبناني إلى الوقوف في طوابير الذل لتعبئة مادة البنزين.
الضحايا الستة أضيفوا إلى لائحة من قتلوا جراء الأزمة المعيشية منذ بدايتها، فقد عانى اللبنانيون من ميليشياوية قطاع الطرق وابتزازهم اليومي للمارين على الطرق العامة والاتوسترادات.
أولى ضحايا قطع الطرق كان المواطن حسين شلهوب وشقيقة زوجته سناء الجندي خلال شهر تشرين الثاني 2019، فيما أصيبت ابنتُه بجروح جراء حادث سير مروّع على اوتوستراد برجا، بعدما تفاجأ بالعوائق الموضوعة وسط الاوتوستراد.
الفاجعة نفسها عاشتها منطقة زغرتا التي شيّعت الشابين الياس مرعب ونعمة نعمة في آذار العام الجاري، حين كانا عائدين من بيروت وعند وصولهما إلى بلدة شكّا اصطدمت سّيارتهما بشاحنة وضعها قطاع طرق في عرض أحد مسربَي الأوتوستراد الدولي الذي يربط بيروت بالشمال وسرعان ما لقيا حتفهما.
لا يختلف قطاع الطرق الذي تسببوا بالفاجعتيْن السابقتيْن عن مسببي أزمة المحروقات، فمن يقف بوجه الناس ويعتدي عليهم يعرقل في الوقت نفسه أيّة مساعٍ لحل الأزمة ويسعى لتضخيمها أكثر خدمةً لمصالحه.