مدينة ابن سلمان “الأفلاطونية”… مُبالغات بعيدة عن الواقعية

أُهدرت ملايين الدولارات على مدينة ولي العهد محمد بن سلمان “الوهمية” من خزينة المملكة دون حسيب ولا رقيب، كما يقوم القائمون عليها بسرقة أموال الشعب تحت مبرراتٍ وفواتير وهمية.

وكشف المغرد السعودي الشهير “العهد الجديد” عبر “تويتر” النقاب عن فساد وسرقة ملايين الدولارات في مدينة “نيوم” التي تُقام على أراضي قبيلة الحويطات المهجرة التي تواجه القتل والاعتقالات اليومية.

وأكَّد الحساب أنَّ هناك فسادًا كبيرًا في عملية تشجير قصور “نيوم”، حيث تبلغ تكلفة الشجرة الواحدة 10 آلاف ريال (في حين تكلفتها الحقيقية بين ألف إلى ألفين فقط).

وأشار “العهد الجديد” إلى مصروفاتٍ أخرى ضمن فواتير مياه سقي الأشجار ورواتب القائمين على التشجير التي يبلغ عددها 50 مليون ريال شهريًا.

وتعكس مبادرة “السعودية الخضراء” التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان عقلية الحاكم الطائش الذي يعشق “الأرقام الخيالية” دون مبالاة بمستقبل المملكة.

وكان ابن سلمان قد أطلق “مبادرة السعودية الخضراء” و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” من دون مراعاةٍ للواقع والمصداقية أمام المواطن السعودي أو العربي.

وتضمن “مبادرة السعودية الخضراء” زراعة 10 مليارات شجرة على مساحة 40 مليون هكتار مع حلول عام 2030، علمًا أنَّ زراعة 10 مليارات شجرة خلال 9 سنواتٍ مقبلة يعني زراعة أكثر من 3 ملايين شجرة يوميًا.

ولو فُرض أنَّ تكلفة زراعة كل شجرة يبلغ 100 ريال سعودي، يعني حاجة المملكة إلى 100 مليار ريال سنويًا، أي أنَّ هذه الموازنة ستكلِّف أكثر من 10 % من موازنة الدولة.

وتعادل زراعة 40 مليون هكتار، 400 ألف كم2 ما يعني 18 % من مساحة السعودية و 5 أضعاف مساحة الإمارات.

وتبقى الخلاصة أن هذه المبادرة لا يمكن تطبيقها ماليًا ولا جغرافيًا ولا زراعيًا.

وتُظهر المشاريع الخيالية المتتالية لولي العهد محمد بن سلمان مدى الهوس لديه بالأرقام القياسية وارتباط ذلك بمساعيه لتحسين سمعته الملطخة، إذ لا يهتم في ما إذا كان الرقم “ترليون شجرة” غير واقعي وممكن التطبيق أو لا، فهو يعاني من عقدة “الأرقام الكبيرة والأحجام الضخمة”.

ويؤكد مراقبون أن حملة التشجير تعد “أفلاطونية”، وغير قابلة للتطبيق بالشكل الذي أُعلن عنه من قبل ابن سلمان، وليست للشعب السعودي بل لخدمة أهداف ابن سلمان من أجل تبييض سمعته أمام الرأي العالمي، إذ إن مشاريعه دائمًا تنطوي على “أكبر اقتصاد” – أكبر استثمار” – “أكبر نمو” وتطبيقها على أرض الواقع يندرج في إطار الخيال.

ويعوِّل ابن سلمان على فكرة “الرأي العام سينسى الوعود” بشكل أو بآخر، فليس هناك مراقبة ولا متابعة ولا صحافة ولا كُتَّاب يمكنهم مساءلة ولي العهد عن مواعيد وجداول هذه المشاريع الخيالية التي تأتي في سياق الإلهاء وغسيل الأموال فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *