بعد وصوله لأكثر من 92 دولة حول العالم، أعاد متحور “دلتا” من فيروس “كورونا” كلًّا من أوروبا والولايات المتحدة إلى دائرة الخطر، إذ يتجه عدد الإصابات في المنطقتين إلى ارتفاع كبير منذ الأسبوع الماضي.
إصابات “دلتا” في الولايات المتحدة تتضاعف
وقدرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن “متحور “دلتا” مسؤول عن 31 % من جميع حالات الإصابة بـ”كورونا” في الولايات المتحدة منذ الأربعاء الماضي”.
وأوضحت بيانات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة أن حالات الإصابة بالمتحور الجديد تبلغ حوالى 10 % اعتبارا من 5 حزيران/يونيو الجاري، و 2.7 % في 22 أيار/مايو الماضي، ما يعني أن “نسبة إصابات متغير دلتا في أميركا تضاعفت ثلاث مرات في 11 يوما فقط”، بحسب موقع “ساينس ألرت”.
وحذرت الدكتورة روشيل والينسكي مديرة المركز الأسبوع الماضي من أن “متغير دلتا يمكن أن يصبح مهيمنا قريبا في الولايات المتحدة”.
ووفقا لـ “ساينس ألرت”، أشارت مجموعة من الأبحاث إلى أن حقنة واحدة من لقاحات فيروس “كورونا” فايزر أو أسترازينيكا، قد توفر حماية بنسبة 33 % فقط من متغير “دلتا”، مقارنة بنسبة 88 % على الأقل للمتغيرات الأخرى.
“دلتا” يجتاح بريطانيا
أما في أوروبا، فقد اجتاح متحور “دلتا” بريطانيا، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الإصابة منذ منتصف أيار/مايو إلى 11007 حالات يوم الخميس الماضي، في بلد حصل فيه 60 % من البالغين على جرعتين من اللقاح و80 % على الأقل على جرعة واحدة.
ويشكل متحور “دلتا” 99 % من الإصابات في البلاد، ما دفع الحكومة البريطانية إلى تأخير إعادة فتح أبوابها بالكامل حتى منتصف تموز/يوليو، وهي خطوة قد تدرسها دول الاتحاد الأوروبي إذا رصدت حالات خطيرة أو وفاة ناتجة عن المتحور، بحسب موقع “بوليتيكو”.
وتعتبر معدلات الوفيات الناتجة عن المتحور الجديد في بريطانيا مستقرة ومنخفضة، لكن حالات دخول المستشفى تزايدت خلال الشهر الجاري.
وكشف المتحدث باسم الحكومة البلجيكية ستيفن فان جوشت، أن بلاده تنتظر ما إذا كان ستكون بريطانيا قادرة على السيطرة على تفشي المتحور، وأي نوع من الإجراءات التي يستخدمونها”.
هذا وأبقت دول مثل ألمانيا وبلجيكا وأيرلندا قيود دخول صارمة للمسافرين القادمين من المملكة المتحدة. وحذر رئيس معهد روبرت كوخ الألماني لوثار ويلر يوم الجمعة الماضي، من أن متغير “دلتا” في ألمانيا يمثل الآن 6 % من جميع الحالات “لكن الأرقام في طريقها إلى الارتفاع”.
ما هو متحور “دلتا”؟
وسبق أن أثارت منظمة الصحة العالمية قلقا كبيرا، بعدما أعلنت أن “متحور دلتا” في طريقه ليصبح “السلالة السائدة” في العالم.
وأثير الكثير من الأسئلة حول هذا المتحور، لا سيما بعد تسجيل سرعة كبيرة في انتشاره وتفشيه
وذكر “ساينس أليرت” أن المتغيرات تظهر في مختلف الفيروسات “دون أي تأثير على السلوكيات”، لكنه أشار إلى أن بعض الطفرات تؤدي إلى تغير خصائص الفيروس، مثل زيادة سرعة الانتشار وشدة المرض وانخفاض فعالية اللقاح وفشل الكشف عنه.
وبحسب الموقع، يعد متحور دلتا متغيرا مثيرا للقلق، ويُعرف أيضا باسم B.1.167.2، وهو واحد من ثلاثة سلالات فرعية معروفة لـB.1.167.
ما يجعل “متحور دلتا” مقلقا أن سرعة انتشاره كبيرة، مقارنة مع المتحورات السابقة، إذ تشير الدراسات إلى أن “قابلية انتقال متحور دلتا ارتفعت بنحو 40- 60 %”.