بالعربية.. الإمام الخامنئي: لمواصلة المقاومة الفلسطينية والعدو لن يذوق طعم الانتصار

أكد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أن “النظام الرأسمالي الظالم خطّط ليحرم شعبا من موطن آبائه وأجداده ليقيم كيانا ارهابيا واناسا غرباء من شذاذ الافاق”، مشيرا إلى أن ” هذه هي قصة 70 سنة من المأساة المضحكة المبكية ولاتزال مستمرة ويضاف اليها بين آونة واخرى فصل جديد”.

وقال الإمام الخامنئي في كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي إن “الدول الغربية شطبت خط البطلان على ادعاءاتهم الكاذبة بشأن الديموقراطية وحقوق الانسان”، مضيفا أن “مقدمات السيطرة على هذه البقعة الحساسة من المنطقة الإسلامية قد بدأت قبل سنة 1948 سنة تأسيس الكيان الغاصب”.

ورأى الإمام الخامنئي أن “الصهاينة حولوا فلسطين المغتصبة منذ البداية إلى قاعدة للارهاب”، وقال إن “هذه السنوات اقترنت بالتدخل الغربي بالبلدان الإسلامية بهدف فرض العلمانية والقومية المتطرفة وتسليط الحكومات العميلة للغرب”.

وأوضح سماحته أن دراسة أحداث تلك السنوات في إيران وتركيا والبلدان العربية في غرب اسيا حتى شمال افريقيا تكشف هذه الحقيقة المرة، حقيقة ان الضعف والتفرقة في الأمة الاسلامية عوامل مهدت لاغتصاب فلسطين وبذلك نزلت ضربة عالم الاستكبار على الامة”.

وذكر الإمام الخامنئي أنها “لعبرة ان نرى في تلك الفترة المعسكرين الرأسمالي والشيوعي كلاهما يعقدان صفقة تكامل مع القارون الصهيوني”.

الإمام الخامنئي أكد أن “بريطانيا خططت لأصل المؤامرة وتابعتها، والرأسماليون الصهاينة تولوا تنفيذها بالمال والسلاح”، لافتا إلى أن “الاتحاد السوفيتي كان أول دولة اعترفت رسميا بهذا الكيان اللاشرعي ودفعت نحوه بحشود اليهود”، وأردف “هذا الكيان الغاصب هو حصيلة تلك الاوضاع في العالم الاسلامي من جهة والتآمر والعدوان الاوروبي من جهة اخرى”، مضيفا أن “وضع العالم الاسلامي اليوم ليس كما كان عليه آنذاك ولابد ان نضع هذه الحقيقة نصب اعيننا دائما”.

وتابع سماحته أن “الحوادث السياسية والاجتماعية في اوروبا واميركا عرَّت أمام الشعوب ما يعانيه الغرب من الضعف والخلل البنيوي والاداري والاخلاقي”، موضحا ان “قضايا الانتخابات في أميركا والمواجهة الفاشلة تجاه جائحة “كورونا” في أميركا وأوروبا وتداعياتها كلّ ذلك مؤشر على هبوط وأفول الغرب”.

وقال إنّ “تكامل المسلمين حول محور القدس الشريف هو كابوس العدوّ الصهيوني وحماته الأمريكيين والأوروبيين”، ورأى أن “هذا هو ما يُحبط كيد العدوّ ويسجّل للوعد الإلهي “أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ” مصداقاً في آخر الزمان”.

واعتبر الإمام الخامنئي أن “مشروع “صفقة القرن”الفاشل ومحاولة تطبيع عدد من البلدان العربية الضعيفة مع العدو هي مساع متخبطة للفرار من الكابوس”، وتابع : “إنّني أقولها بشكل قاطع سوف تبوء هذه المساعي بالفشل وإنّ الخطّ البياني الانحداري باتجاه زوال العدوّ الصهيوني قد بدأ وسوف لن يتوقف”.

وذكر أن “ثمة عاملين مُهمّين يرسمان المستقبل: الأول والأهم تواصل المقاومة داخل فلسطين وتقوية مسار الجهاد والثاني الدعم العالمي للمجاهدين”، مشددًا على ضرورة أن نحدد جميعًا من حكام ومثقفين وعلماء دين وأحزاب وتكتّلات والشباب الغيارى، موقعنا في هذا التحرّك ونؤدي واجبنا فيه”.

بالعربية.. الإمام الخامنئي يخاطب الشباب العربي والشعب الفلسطيني

وبلغة الضادّ، توجه سماحته في كلمة إلى الشباب العربي، قائلا إن “شهداء المقاومة أحمد ياسين والسيد عباس الموسوي وفتحي الشقاقي وعماد مغنية وعبد العزيز الرنتيسي وأبو مهدي المهندس وقاسم سليماني تركوا آثارا مهمة في بيئة المقاومة”، لافتا إلى أن “مجاهدات الفلسطينيين والدماء الطاهرة لشهداء المقاومة استطاعت ان تحافظ على الراية المباركة مرفوعة”.

وأكد الإمام الخامنئي أن “الشاب الفلسطيني كان يدافع عن نفسه يوما بالحجارة واليوم يرد على العدو باطلاق الصواريخ الدقيقة”، مشددا على أن “فلسطين حية وتواصل جهادها وستهزم العدو الخبيث”.

وقال إن “الذين يسفكون دماء الشرفاء ويقرون ذلك بكل وقاحة هم عنصريون مارسوا القتل والنهب والسجن ضد أصحاب الارض، لم يستطيعوا ان يكسروا ارادتهم”، مؤكدا أن “العزيمة الموحدة لاربعة عشر مليونا داخل الارض المحتلة وخارجها من شانها ان تحقق انجازا عظيما”.

كما رأى سماحته أن “الفلسطينيين في غزة والقدس والضفة الغربية وأراضي الـ48 والمخيمات يشكلون جسدا واحدا”، وقال: “ينبغي ان يتجهوا الى استراتيجية التلاحم ليدافع كل قطاع عن القطاعات الأخرى ويستفيدوا حين الضغط عليهم من كل معداتهم”.

وأكد أنّ “الأمل في النصر اليوم هو أكثر ممّا مضى، إذ تغيّرت موازين القوى بقوة لصالح الفلسطينيين، فيما العدو يهبط إلى الضعف، وجيشه الذي كان يقول عنه لا يقهر هو اليوم بعد تجارب الحرب في لبنان وغزة تبدّل إلى جيش لن يذوق طعم الانتصار”.

الفضائح تنهش الكيان الصهيوني

الإمام الخامنئي أشار إلى أن “الكيان المتبجّح بوضعه السياسي اضطُر في عامين لإجراء 4 انتخابات ووضعه الأمني بعد هزائمه والرغبة بالهجرة العكسية يشهد الفضائح”، معتبرا أن “الجهود المتواصلة التي بذلها بمساعدة أمريكا للتطبيع مع بعض البلدان العربيّة هي مؤشر على ضعف هذا الكيان”.

وقال إن “الحكومات الضعيفة لن تنتفع من العلاقات مع هذا العدو وسيعيث فسادا في أرضها وأموالها وأمنها”، موضحا أن “الكيان أقام قبل عشرات السنين علاقات مع مصر ومنذ ذلك الوقت حتى الآن والعدو أكثر ضعفا وأكثر تصدعا”.

ودعا الإمام الخامنئي علماء المسلمين والمسيحيين إلى أن يعلنوا أن التطبيع حرام شرعا وان ينهض المثقفون والأحرار بشرح نتائج هذه الخيانة”، مؤكدا أن “العد التنازلي للكيان وتصاعد قدرات المقاومة الدفاعيّة والعسكرية والثقة بالنفس لدى المجاهدين واتساع المقاومة تبشر بغد مشرق”.

كما شدد الإمام الخامنئي على ضرورة أن “يواصل المجاهدون الفلسطينيون نضالهم المشروع والأخلاقي ضد الكيان الغاصب حتى يرضخ لقبول هذا الاستحقاق”، مؤكدا أن “قضية فلسطين لا تزال أهم مسألة مشتركة بين الامة الاسلامية واكثرها تدفقا بالحياة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *