تدرس السعودية بيع جزء من شركة النفط العملاقة “أرامكو” إلى مستثمر أجنبي كبير، من المحتمل أن يكون من الصين التي تعد أكبر مشتر للخام السعودي، حيث تستورد من المملكة نفطًا أكثر مما استوردته من أي دولة أخرى في عام 2020، وفقًا لبيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية.
ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، أشار في مقابلته الأخيرة إلى البيع المحتمل لحصة 1% في “أرامكو” وتبلغ قيمة الحصة حوالي 19 مليار دولار. وقال إن “الصفقة مهمة للغاية لتعزيز مبيعات الشركة في بلد كبير”.
كذلك تمتلك أرامكو عملاء كبار آخرين في آسيا، حيث ذكرت في تقرير الشهر الماضي، أنها تستثمر في مبيعات النفط الخام والعمليات التجارية في الصين والهند وجنوب شرق آسيا واليابان وكوريا الجنوبية.
وباعت السعودية نحو 1.7% من أرامكو في عام 2019، في أكبر طرح عام أولي في التاريخ، وجمعت 29.4 مليار دولار للمساعدة في تمويل خطة رؤية “بن سلمان” 2030 لإبعاد المملكة عن النفط وتطوير مجالات أخرى من الاقتصاد.
وكانت قيمة أرامكو تبلغ حوالي 1.7 تريليون دولار في ذلك الوقت، لكن الخصخصة الجزئية لبورصة الرياض اعتمدت بشكل كبير على المستثمرين المحليين والإقليميين، ما يعني أنها جمعت أقل بكثير من 100 مليار دولار كانت متوقعة في الأصل.
وقد يساعد البيع لمستثمر أجنبي في جمع المزيد من الأموال لتمويل رؤية “ابن سلمان”، لكن شركات النفط في الولايات المتحدة وخاصة في أوروبا تحاول الابتعاد عن النفط، وقد كشفت عن خطط لاستثمار مليارات الدولارات في مشاريع الطاقة النظيفة.
ووفقًا لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، أجرت السعودية محادثات مع شركة “موكيش أمباني ريلاينس إندستريز” بشأن شراء حصة في ذراع الشركة الهندية للتكرير والبتروكيماويات، بمزيج من السيولة وأسهم أرامكو.
وذكرت الصحيفة أن العديد من الأشخاص قالوا إنه في حين أن بيع الأسهم الذي روج له “ابن سلمان” قد يشير إلى صفقة “ريلاينس”، فمن المرجح أن يكون مرتبطًا بمناقشات منفصلة مع مستثمرين صينيين ومستثمرين آخرين.
وفي مقابلة الثلاثاء، قال ابن سلمان إن بعض أسهم أرامكو يمكن أيضًا تحويلها إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وإن المملكة ليس لديها خطط “للتخلص من النفط”، مضيفاً أن “الفرص الاستثمارية لأرامكو هائلة، وأن تفاصيل بيع أسهم أرامكو يمكن الكشف عنها في غضون عام أو عامين”.
وجرى التعامل مع جهود التنويع الاقتصادي لولي العهد من خلال جائحة فيروس كورونا، الذي نسف الطلب على النفط مع توقف السفر العالمي ودخول جزء كبير من العالم في ركود عميق. وانخفضت أرباح أرامكو إلى النصف تقريبًا إلى 49 مليار دولار في عام 2020.