قال الدبلوماسي الهندي السابق M.K Bhadrakumar في مقالة نشرها موقع “آسيا تايمز” إن الولايات المتحدة تستعين بتركيا من اجل إتمام عملية انتقال سياسي في أفغانستان بعد مرور عشر سنوات على “سيناريو مماثل حصل” في سوريا، على حدّ تعبيره.
ورأى الكاتب أن هناك تشابهًا كبيرًا في السيناريوهين، مضيفاً أن المشروع في سوريا كان اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد عبر القوة، بينما الأجندة في أفغانستان هي اخراج الحكومة الحالية برئاسة أشرف غاني من السلطة واستبدالها بحكومة انتقالية تتضمن حركة طالبان.
وتابع “كلا السيناريوهين يقوم على الاستفادة من “مجموعات جهادية” تتنكر بزي حركات التحرر”.
وحول الدور التركي في سوريا، أشار الكاتب – الذي شغل منصب سفير الهند لدى تركيا – الى أن أنقرة لم تقم فقط بتقديم الدعم اللوجستي “للمقاتلين الجهاديين” من كافة أنحاء العالم كي ينضموا إلى داعش والقاعدة، بل انها قامت بدعم وتسليح هؤلاء من اجل خوض الحرب ضد نظام الرئيس الأسد، وأردف “هناك أدلة قاطعة تثبت قيام تركيا بتدريب كوادر داعش والقاعدة”.
ولفت الكاتب الى أن الولايات المتحدة تستعين بتركيا في سياق إعطاء دور لطالبان في الحكم في أفغانستان، مشيرًا في الوقت نفسه إلى ان الأمم المتحدة قد اكدت ان طالبان ستحافظ على علاقاتها القديمة مع القاعدة.
وذكر الكاتب أن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن كان قد سمى تركيا في سياق حديثه عن قيام دول حليفة للولايات المتحدة بدعم المتطرفين في سوريا، وذلك خلال تصريحاته الشهيرة بجامعة “Harvard” عام ٢٠١٤ عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس.
وتابع “بايدن وبعدما أصبح رئيسًا أصدر تعليماته بإدخال تركيا إلى مشروع جديد من اجل تغيير النظام (في أفغانستان)، في الوقت الذي يدرك فيه جيداً ان لأنقرة علاقات قديمة مع داعش والقاعدة”.
كما قال الكاتب إن “الولايات المتحدة اختارت تركيا لتنضم إلى مشروعها في افغانستان لأن لدى انقرة هذا السجل في دعم المتطرفين، وإن إدارة بايدن تحتاج إلى شريك من هذه المواصفات من اجل تحريك “عملية السلام” في أفغانستان”.
ووصف الكاتب في الختام تركيا بانها نسخة عن الولايات المتحدة على صعيد قدرتها على الاستفادة من الإرهابيين كأدوات جيوسياسية.