مجددًا تُثبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها لا تخضع للابتزاز السياسي والتهديدات الأمنية، ولا ترضخ لأيّة ضغوطات تستهدف حقوقها النووية. هذا ما بدا واضحًا وحاسمًا من خلال إعلانها اليوم تمكّن علمائها من إنتاج يورانيوم مخصّب بنسبة 60% في منشأة نطنز شمال محافظة اصفهان والتي تعرّضت قبل نحو أسبوع الى هجوم إرهابي اتهمت طهران كيان العدو بتنفيذه.
رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف زفّ الخبر عبر حسابه على “تويتر” عن تمكّن العلماء الإيرانيين الشباب من الحصول على يورانيوم مخصب بنسبة 60 %، مهنئًا الشعب الإيراني الشجاع بهذا النجاح، ومؤكدًا أن إرادته هي معجزة ستحبط كلّ مؤامرة.
وعقب الهجوم الإرهابي الأخير على منشأة نطنز، أصدر الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني تعليمات إلى منظمة الطاقة الذرية لإطلاق خط إنتاج يورانيوم بنسبة 60 في المائة بالكمية المطلوبة بموجب المادة 1 من قانون “العمل الاستراتيجي لرفع العقوبات وحماية مصالح الشعب الإيراني”.
بدوره، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن عمليات التخصيب حاليًا تجري في منشأة الشهيد أحمدي روشن في نطنز.
لا مفاوضات استنزافية
على صعيد المفاوضات النووية، شدّد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أن المصالح الوطنية فقط هي التي تحدّد موعد وفترة المفاوضات، قائلًا “أنا وزملائي نعلم جيدًا بأن ايراننا متألمة، نعلم بأن جنون ترامب خلق أياما صعبة لمعيشة مواطنينا إلّا أن هؤلاء الأبطال بشموخهم التاريخي وثقافتهم العريقة لم يطأطئوا الرأس ولم يستسلموا لغطرسة المعادين لايران”.
وأضاف “نعلم بأن الآفاق الوضاءة بعد الاتفاق النووي أصبحت الآن غامضة ولهذا السبب ليس لنا هذه الايام دوافع أكثر من أن نقوم في ختام مسؤوليتنا وعلى اعتاب تسليم الامانة ان نجعل مواطنينا يشعرون بالسرور والبهجة”.
وتابع وزير الخارجية الإيرانية “توصية سماحة قائد الثورة الاسلامية بالامتناع عن “المفاوضات الاستنزافية” كانت على الدوام نبراس طريقنا، اعتبرنا “التفاوض من أجل التفاوض” تجربة غير ناجحة وتفاوضنا فقط من أجل الوصول الى الأهداف الوطنية”.
من جهته، اعتبر المساعد السياسي لوزير الخارجية الايراني عباس عراقجي أن الحظر الأوروبي الجديد بمثابة إضعاف للمفاوضات النووية.
وقال عراقجي إن الوفد الايراني ذكّر خلال مفاوضات يوم الخميس الدول الاوروبية بفرضها اجراءات حظر جديدة على ايران بذريعة حقوق الانسان فيما تتجاهل الهجوم الارهابي على الموقع النووي الايراني، وأردف إن الأوروبيين لم يتجاهلوا فقط هذه العمل الارهابي بل بادروا لفرض حظر جديد على ايران وهو أمر مرفوض تمامًا.
وأوضح عراقجي أن مفاوضات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي يوم الخميس شهدت مناقشات صعبة جدًا إلّا أنهم اتفقوا جميعًا على المضي الى الامام وقال “ما زالت بيننا خلافات ولكن لنا ايضًا مصالح مشتركة ينبغي أن نتحرك بها الى الامام وعلينا الاسراع بهذه الوتيرة لنصل الى النتيجة اللازمة باسرع ما يكون”.
وأضاف “ينبغي لهم إلغاء الحظر كله وبطبيعة الحال نحن بحاجة الى قائمة الحظر إذ لا اعتقد أننا يمكننا تحقيق تقدم من دون قائمة الحظر”، مشيرًا إلى أن طهران على استعداد لاعداد قائمة مماثلة حول الاجراءات النووية الواجب اتخاذها.