كشف محافظ الحسكة غسان خليل عن التوصُّل إلى اتفاق بين الوسيط الروسي وميليشيات “قسد” يقضي بخروج هذه الميليشيات من حي طي بمدينة القامشلي بريف الحسكة وعودة الأهالي إلى منازلهم ودخول قوى الأمن الداخلي إلى الحي وعودته للوضع الذي كان عليه قبل احتلاله من قبل هذه الميليشيات.
وبيَّن خليل لصحيفة “الوطن” السورية أنَّ الوضع القائم في القامشلي هادئ، لافتًا إلى أنَّه حصلت عدة اجتماعات بين الروس وأطراف ميليشيات “قسد” التي نقضت جميع الاتفاقات التي جرى التوصُّل إليها.
كما قال إنَّ المعلومات الواردة عن الاجتماع الذي جرى مساء الأحد، تؤكِّد أن الميليشيات ستنفِّذ هذه المرة الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع الوسيط الروسي وفقًا للشروط التي وضعتها الدولة السورية.
وشدَّد محافظ الحسكة على أن العبرة في التوصل إلى أي اتفاقٍ هي بالتنفيذ، كاشفًا أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع الوسيط الروسي يقضي بخروج الميليشيات من حي طي وعودة الأهالي لبيوتهم ودخول قوى الأمن الداخلي إلى الحي، حيث سيبدأ تنفيذ هذا الاتفاق في الساعة العاشرة من صباح الاثنين، آملًا بتنفيذ هذا الاتفاق، لافتاً إلى أن هذه الميليشيات عودتنا أنه ليس لديها ميثاق، لكن الأمل يبقى موجوداً.
وأكَّد خليل أنَّ خيار المقاومة الشعبية لا يتغير بوجه المحتل الأميركي والتركي وكل أعوانهما وميليشياتهما وأدواتهما، وهو خيار ثابت، مشيرًا إلى أنَّ قرار إخراج “قسد” من حي طي لا رجعة عنه، وقد عمدت إلى احتلاله بالأسلحة المتوسطة والثقيلة والمجنزرات والمصفحات، ومارست كل ممارسات العصابات بحق هذا الحي الفقير، الذي يقع في القامشلي بالقرب من المطار، حيث كان شرط الدولة هو عودة هذا الحي كما كان.
وأوضح أنَّ العشائر والقبائل العربية هي مع عودة الدولة وعودة سلطتها إلى كامل تراب الوطن، وعيونهم شاخصة لعودة الدولة وعودة الدعم الذي كان يقدّم من قبلها إن كان في القطاع الزراعي أو المصارف، وكذلك في عودة كرامة المواطن وكرامة العشائر بمكانتهم الوطنية والاجتماعية، لأنهم اليوم في أسوأ حالاتهم نتيجة تعامل هذه الميليشيات معهم وهم ينتظرون عودة مؤسسات الدولة لما كانت عليه قبل الحرب، مبيناً أن التصريحات الصادرة من قبل بعض الشخصيات العشائرية المؤيدة لميليشيات “قسد”، تؤكد أن هؤلاء مرتزقة يقاتلون تحت إمرة الميليشيات.
محافظ الحسكة وصف دور الحليف الروسي بالجيد والفعال، مؤكداً أن الحليف الروسي مصرّ على تنفيذ الاتفاق، وعودة الأهالي لمنازلهم ومؤسسات الدولة وقوى الأمن، وعودة الحي للوضع الذي كان عليه قبل احتلاله.
بدوره، قال شيخ عشيرة طي محمد عبد الرزاق الطائي في تصريح لـ “الوطن” السورية، إنَّ المقاومة باتت أمرا لا بد منه مع رفض الميليشيات الخروج من المنطقة، لافتًا إلى أنَّ المقاومة ستكون بالتعاون مع قوات الدفاع الوطني وبكل الإمكانيات المتاحة.
وأضاف الطائي أنَّ الحل الوحيد الذي جرى إبلاغه للجانب الروسي يكمن في انسحاب ميليشيات “قسد” المعتدية من حيي طي وحلكو بشكل نهائي وكامل، وإعادته إلى أبنائه وسكانه المسؤولين عن حمايته وصونه، مشدّداً على أن المقاومة الشعبية خيار لا بد منه وستكون بدعم كامل من الدولة والقوات الرديفة.