أنهت اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الجولة الثانية من اجتماعها الدوري الـ 18 اليوم الجمعة في العاصمة النمساوية فيينا، فيما اتفقت الوفود المشاركة في الاجتماع، والتي تضمُّ إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والمفوضية الأوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية على عقد الإجتماع المقبل يوم الأربعاء القادم في فيينا على مستوى مساعدي وزراء خارجية الدول الأعضاء.
وتقرّر أن تستمر الاستشارات الفنية والمتخصصة فورًا في إطار مجموعات الخبراء بشكل مكثّف لإعداد وتقديم قائمة بالإجراءات التي يتعيّن على جميع الأطراف اتخاذها في مجال رفع الحظر والتدابير النووية لإحياء الاتفاق النووي.
وأكَّد رئيس الوفد الإيراني إلى اجتماع فيينا عباس عراقجي في ختام الاجتماع على ضرورة أن تلغي واشنطن الحظر بشكل كامل عن إيران في خطوة لإحياء الاتفاق النووي، وأشار إلى أنَّ توقف إيران عن إجراءاتها التي اتخذتها لخفض التزاماتها بالاتفاق النووي، وعودتها لالتزامها الكامل بالاتفاق يأتي بعد مضي فترة التأكُّد من إلغاء الحظر.
وبحسب ما أعلنت دائرة الإعلام بوزارة الخارجية الإيرانية، قال عراقجي “لدينا الإرادة لمواصلة ما بدأناه في فيينا شرط توفر الإرادة والجديّة لدى الطرف الآخر”، معتبرًا أن الرفع العملي لكافة العقوبات التي فرضها الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب هو السبيل الوحيد لإحياء الاتفاق النووي.
وتابع بيان الخارجیة الايرانية أنّ “عرض تقرير عمل لجان الخبراء التي تم إنشاؤها بداية اجتماعات الدول الأعضاء في الإتفاق النووي كان مدرجًا في جدول أعمال اجتماع اليوم، وقدّم ممثلو الاتحاد الأوروبي، بصفتهم منسقين لاجتماعات الخبراء، نتائج المشاورات بين الخبراء الإيرانيين ودول 1+4 لأعضاء اللجنة المشتركة”.
وكان أوضح عراقجي في تصريح أمس الخميس أنَّ أيًا من أنشطة إيران النووية لن تتوقف ولا حتى تنخفض قبل الإلغاء الكامل للحظر من قبل أميركا وعودتها للاتفاق النووي، وأضاف أنَّ “التخصيب بنسبة 20 بالمائة يمضي إلى الأمام، وبسرعةٍ أعلى من التي توقعها مجلس الشورى الإسلامي في قانونه”، مشيرًا إلى أنَّ “المواد المخصبة بنسبة 20 بالمائة تُنتج في الوقت الحاضر”.
عراقجي أكَّد أنَّ هذا المسار سيستمر على هذا المنوال حتى يتم التوصل إلى اتفاقٍ وعلى أساسه يجب على أميركا إلغاء جميع إجراءات حظرها ومثلما قيل مرارًا يجب رفعها كلها في مرحلةٍ واحدة.
ولفت إلى أنَّ “مفاوضاتنا مع الأوروبيين وروسيا والصين مستمرة، والقول أنَّ المفاوضات تجري مع الأوروبيين وأنَّ الأوروبيين يتحدثون مع الأميركيين من جانبٍ آخر ليس صحيحًا”.
وتابع “نحن هنا نتفاوض مع مجموعة الدول الأعضاء الراهنة في الاتفاق النووي أي الدول الأوروبية الثلاث وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي بصفته منسق الاتفاق النووي وهم من جانبٍ آخر يتحدثون مع الأميركيين بالأسلوب الذي يرتأونه وينقلون لهم النتائج”.
بدوره، أكَّد المندوب الروسي في فيينا ميخائيل أوليانوف أنَّ أطراف الاتفاق النووي الإيراني أحيطت بنتائج اجتماعات الخبراء، لافتًا إلى أنَّ واشنطن قدَّمت بمحادثات فيينا تقييماً حول العقوبات على طهران ورفعها.
ورأى أوليانوف أنَّ “إيران تنطلق من مبدأ رفع جميع العقوبات الأميركية وروسيا ترى ذلك مقبولاً ومبرراً”.
كذلك أعلن الاتحاد الأوروبي في بيان له اليوم الجمعة أنَّ “مسؤولين من إيران والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا سيواصلون المحادثات بشأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران الأسبوع المقبل بعد مباحثات بناءة هذا الأسبوع”.
وقال بيان الاتحاد الأوروبي أنَّه “تمّ اطلاع اللجنة المشتركة على عمل مجموعتي الخبراء بشأن رفع الحظر وإجراءات الامتثال النووي”.
وأشار المشاركون بحسب البيان إلى أنَّ “المباحثات بناءة وتبحث عن حلول”، وأكّدوا “عزمهم مواصلة الجهود الدبلوماسية المشتركة الجارية”.